أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - يسارية المثقف المغربي














المزيد.....

يسارية المثقف المغربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3922 - 2012 / 11 / 25 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع انتصار الرأسمالي,وهيمنة نمط الإنتاج الفردي,المقدس للملكية الخاصة والحامي لها,لم تعد اليسارية مجرد معارضة ورفض للمشروع الذي تمثله السلطة السياسية,بل غدا اليسار,هو الفكر الإشتراكي والحركات الشيوعية بمختلف اجتهاداتها النظرية,سواء كانت مدنية أو ثورية,من هنا تمت عملية الحسم مبكرا في تحديد ملامح الفكر اليساري والمؤهلين للتعبير عليه في الممارسة السياسية,التي ظهر فيها منافسمون جدد,لهم لبوسات متعددة,فقد أنتجت الرأسمالية,فكرا ليبراليا محافظا,وأكثر فردانية,بل تطورت رؤاه حد العنصرية,والمناداة بالفصل العنصري,والقضاء على كل الخدمات الإجتماعية التي توفرها المجتمعات التضامنية,سواء كانت رأسمالية أو حتى اشتراكية ديمقراطية,وقد عرف المغرب هذه التحولات وتفاعل معها بفعل القرب من أروبا جغرافيا,وسهولة الإنتقال والتحرك,كما أن إجادة اللغتين الفرنسية والإسبانية ساهمتا في التعرف على الفمر الديمقراطي الإشتراكي ومختلف اجتهادات أروبا في الفكر الماركسي والشيوعي,مما عجل بالمخاض الذي عرفه المغرب بعد أحداث 68,التي كانت محركا ثقافيا لأروبا في استكمال بنائها المدني وفرض تميزها الحضاري بعيدا عن فكر الكنيسة ومختلف التلوينات العنصرية,التي كانت تتحين الفرصة للعودة إلى الحكم من خلال حركات كنسية,نجحت في أروبا الشرقية بعد عقود من التربصات بالأنظة الإشتراكية,التي لم تكن قادرة اجتماعيا ولا سياسيا واقتصاديا على التصدي لإغراءات الإستهلاك التي دشنتها الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في المنطقة لمحاصرة الإتحاد السوفياتي.
كانت هذه مجمل المؤثرات العالمية التي حكمت ما سوف يعرفه العالم العربي من تحولات فكرية,بدأت بالمغرب وتونس,لتمتد فيما بعد إلى كل الدول العربية,فيما يشبه النهضة الثانية,أي بعد ما عرفته مصر في القرن التاسع عشر ولبنان,كدول مهدت للفكر الحديث والسلفية المتنورة,والفكر الليبرالي نفسه في صيغته الأولى,القائمة على الحرية والإخاء والعدالة ,وهي شعارات الثورةالفرنسية والأروبية فيما بعد,قبل أن تنقلب البورجوازية الأروبية على المشاريع السابقة عليها وتكيفها مع الظروف الجديدة لربح الوقت والإستعداد لجولة ثانية ضد الفئات التي ناصرت الثورة ومهدت لها في البدايات.
1المثقف المغربي
لأول مرة سوف يتم تحديد المثقف بصيغة جديدة خارج التعريف التقليدي,الذي اعتبر الفقهاء هم المثقفون,بفعل تغلغلهم اجتماعيا,وقدراتهم التواصلية مع كل فئات الشعب,بحيث سوف يظهر المثقف المغربي المعبر عن تجمعات تمتلك سلطة الكتابة,وبها تتفوق على غيرها من حفاظ القرآن وحراس التقاليد وحماتها في عرف السلطة السياسية التي عرفها المغرب طيلة تاريخه,بحيث سوف تعترف السلطة نفسها بوجود ثقافتين,واحدة تقليدية وأخرى حديثة,يتطلبها العصر,لأن هناك مؤسسات لا يمكن للفقيه تسييرها والتحكم فيها,وهي لعبة احتاجها نظام الحكم لإبعاد بعض الفقهاء,وعزلهم عن السكان والمجتمع التقليدي,الذي لم يكن يعرف غيرهم,ولا يثق إلا فيهم وممن يرشدون إليهم ويدلون عليهم,رغم بعض الإنفلاتات,التي كاانت تحدث,عندما يتمرد بعض الفقهاء ويفرون إلى الهوامش,ويتحولون إلى دعاة أو مجاديب بالتعبير الشعبي المغربي,أو حتى صلحاء,ينيرون للناس طريق الحق وكيفيات الإهتداء إليه,بعيدا عن شؤون السياسة,و مشاغلها التي تثير متاعب للناس والسلطة نفسها,هكذا سوف يظهر المثقف المغربي,الجديد,والعارف بما استجد في عالم المعرفة,التي لم تعد مجرد فقه في الدين وإرشادات دينية,بل معارف حول الصحة,وتسيير مؤسسات الدولة,وغيرها من مؤسسات التدبير والتحكم,التي تحتاجها كل الدول والمجتمعات العصرية,بما يفرضه ذلك من جامعات ومعاهد وغيرها.
2يسارية المثقف
بعد الخسارات التي مني بها الفكر الليبرالي,والتشوهات التي لحقت به,و أهمها انخراطه في القبول الإداري لكل ما سوف تفرضه السلطة السياسية عليه,ليصير يمينا إداريا مناصرا لحكم تقليدي ومدافعا عما يمس حتى ثوابت الفكر الليبرالي كما هي العالم الحر,فقد اليمين مكانته التي كن من المفروض أن ينالها كحامل لمشروع تنويري,وتحديثي للمجتمع,أوقعت به السلطة,وحولته إلى خادم لمصالحها,ومشوها لما يفترض فيه الدفاع عنه,ثقافيا واجتماعيا وسياسيا في الوقت نفسه,وهنا برز المثقف,الذي لم يكن إلا يساريا,مدافعا عن الأطروحات الإشتراكية,التي لاقت تجاوبا من طرف المجتمع مجل فئاته,التي استاءت من اختيارات الدولة الإقتصادية وحتى السياسية,فكان المثقف يساريا,لأن الثقافة نفسها البديلة,لم يكن بالإمكان تصورها خارج مجالات الصراع الحتمي ضد السلطة ومعاونيها ممن سمحت لهم بخرق تعهدات المجتمع المغربي,الذي انتظر من التحرر,التعلم والرفاه أو على الأقل التخلص من الدونية التي استشعرها قبيل الإستقلال من طرف أعيان استغلوا الفرصة من جديد وتكتلوا للدفاع عن مصالحهم وأراضيهم وتحويل أبناء المقاومين وعشاق الوطن وحرياته إلى خدم في مزارعهم وضيعاتهم ومصانعهم,وهنا كان المثقف رياديا في رفضه لهذا الغبن,وبطوليا في التصدي إليه,كتابة وقولا وإبداعا,ولم تغره نور الإستقلال بالتوقف مطولا,وانتظار ما تجود به السلطة من بقايا,ومخلفات الكبار,الذين انقضوا على خيرات البلد وحرضوا على عدم اقتسامها مع غيرهم,لتظل حقا مطلقا لهم وإرثا خاصا بهم,فتسامحت السلطة المغربية معهم,شريطة تجنب الخوض في الصراعات السياسية.
يسارية المثقف المغربي,لم تكن اختيارا محضا,بل كانت هناك دوافع تاريخية وثقافية,أهلته ليكون معارضا لاختيارات ساهمت فئات من المثقفين في السكوت عنها وربما تبنيها والدفاع عنها.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حزب النقابة ونقابة الحزب
- عرب المراجعة وعرب المواجهة
- الذاكرة والمخيال والدين
- سرية الكتابة في العالم العربي
- العلمانية والديمقراطية في العالم العربي
- الشيعة والسنة ورهان التقارب
- الثقافة العربية
- الدبلوماسية المغربية
- فكرة الأزمة في المغرب
- سجالية المعارضة في المغرب
- عنف الإسلام السياسي
- الدولة والعولمة
- المغرب العربي والخليج
- السلفية السياسية وإسرائيل
- الوحدة العربية
- العدالة الإنتقالية في المغرب
- سلفية النهضة وسلفية النكسة
- حكومة العدالة والتنمية
- سياسة الدولة في المغرب
- سلطة الريع في المغرب


المزيد.....




- مسؤول أوكراني يكشف لـCNN حقيقة وجود قوات كييف في كورسك الروس ...
- وزير خارجية فرنسا ينتقد إسرائيل بشدة بسبب خطة توسيع العمليات ...
- في مبادرة مؤثرة.. -مروحيات روسيا- تقيم فعالية -الفوج الخالد ...
- طهران: مواقفنا خلال مفاوضات الملف النووي ثابتة ولن تتغير
- بن غفير: إسرائيل يجب أن تخوض الحرب حتى تحقيق النصر الكامل
- لرفض مطالبها.. إدارة ترامب تعتزم تجميد منح لهارفارد
- مخابئ محصنة للعائلة المالكة والحكومة.. بريطانيا تحدث خطة الط ...
- قوات -اليونيفيل- تدعو إسرائيل إلى الانسحاب الكامل من الأراضي ...
- الخارجية الروسية: الأسبوع الماضي كان الأكثر دموية بالنسبة لل ...
- تقارير: تركيا أحبطت شحنة مفخخة من أجهزة -البيجر- إلى لبنان


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - يسارية المثقف المغربي