أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الوحدة العربية














المزيد.....

الوحدة العربية


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3882 - 2012 / 10 / 16 - 22:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الصعب الحديث عن تحالفات عربية,لأن سياسة الدول العربية,وتقارباتها قائمة فقط تجاه التهديدات الإسرائيلية,التي خارجها لا مجال للتعاون والتحالف,اللهم الإشارات التي غايتها ترسيخ قيم العروبة,التي تدغدغ بها الأنظمة العربية عواطف شعوبها
وتعدها بها كآمال شبيهة باستعادة سلطة الخلافة في الوعي الإسلامي والثقافي لاستمرارية الرسالة الحضارية,التي تعتبر غاية أية وحدة بين الدول العربية والإسلامية,لكن في المقابل,نجد بعض التقاربات بين الدول العربية,كالوحدة الخليجية,التي ربما قد تتوج بعملة واحدة,على المستوى الإقتصادي,لكن حتى إن تحققت فمن الصعب اعتبارها وحدة سياسية بين هذه الدول,التي تتقارب فقط كلما تقوت إيران وابتعدت عن الغرب,بل ازدادت حدة الصراع ضده,ولذلك فقد رهنت الوحدة العربية منذ البداية بوجود خطر خارجي,بل إن بعض الدول العربية,تفتعل صراعات مع بعضها لتتقرب من الدول العربية القوية,فإلى ماذا ترجع هذه الآلية الفكرية الغريبة؟وما هي أبعادها وخطورتها على الدول العربية في عصر التحالفات والتكتلات؟
1الجغرافية والعرق
الملحظ لخريطة العالم العربي,يدرك أن دوله موزعة على قارات,آسيا,أفريقيا,وهذه المناطق تاريخيا تأثرت بالبعد التاريخي,المتأثر بدوره بالموقع الجغرافي,بل يمكن القول أن العروبة امتدت إلى مناطق بعيدة عن شبه الجزيرة العربية,ولم تجد فراغا,عندما مزجت بين العروبة والإسلام,لتتخذ لنفسها صيغة الفتوحات الدينية,لكنها وجدت قيما سابقة على الإسلام في تلك الدول,فتفاعلت معها بدرجات متفاوتة من القبول وحتى الرفض,فمعاملة الأفريقي لم تكن هي معاملة المصري أو غيره من الحضارات,ولا شك أن اللا وعي الثقافي لهذه الشعوب حافظ على دينامية خاصة به,وهي المورثات أو ما شابهها في ذهنيات التفكير الخاصة بهذه المناطق,ولذلك كانت الدول الناشئة بعد انفراط عقد ما عرف بدولة الخلافة,التي مثلتها الدولة العثمانية,والتي رفضتها الكثير من الشعوب العربية,بفعل المبالغة العثمانية في التميز العرقي حتى تحت يافطة الديني,مما عجل بانهيار الإمبراطورية التركية الإسلامية,وبداية استقلال الدول العربية عن بعضها,بما عرف بالتحرر من الإستعمار,الذي عرفتها أغلب الدول العربية,والذي كان له تأثير هو الآخر على طبيعة نشاة الدول العبية نفسها.
2الدين والثقافة
لا يعترف الإسلام بالبعد العرقي,بل يعتبره من مخلفات القبيلة,التي أتى الإسلام للقضاء عليها,فالمسلمون إخوة,لا فرق بينهم إلا بالعمل والتقوى,أي الفعل الإيماني الخالص,لكن ثقافة العالم العربيوالقديمة كانت سابقا تركز على ما هو وراثي,وما هو عرقي,حتى في الصيغ القبلية,التي تم احتواؤها وإدماجها مع القيم الدينية,ولو في صيغة بديلة,كالدفاع عن البعد العرقي في الخلافة,الذي ظهر قديما في الإسلام,وحافظت عليه بعض الفرق الإسلامية وانتصرت له,بالإنتصار لأهل البيت والمقربين منهم,وهنا حافظت الثقافات القديمة على ما هو عرقي ولو في لبوسات دينية جديدة,تستند لبيت النبوة,أو ما سوف يعرف بمبدأ الشرف,المتماهي مع ثقافات قديمة,تفاعلت مع ما هو إسلامي بطريقتها,مستبدلة العرقي الثقافي الأصيل,بما هو ديني,واستظلت به لحماية ذاتها ووجودها الذي ظل خفيا لكنه بقي حاضرا.
3القبيلة والدولة
هما صيغتان في الحكم والتحكم,فالقبيلة لازالت حاضرة في الوجدان العربيوومترسخة في ثقافة الجماعة,التي فرض عليها الإستعمار حتى قبل احتلاله للدول العربية التفكير في القضاء على القبائل,الرافضة والمتعارضة مع الدولة المركزية,التي لا يمكنها بناء ذاتها في ظل وجود القبيلة,لكن الساسة حافظوا هم أنفسهم على انتماءاتهم القبلية,بل إن منهم من حكم باسمها ولازال يحتكم إليها عندما تشتد الصراعات,وبذلك فإن وحدة الدولة قائمة على أبعاد انقسامية داخل مؤسسات الدول العربية نفسها,فكيف يمكنها بناء نموذج لأية وحدة استراتيجية فيما بينها,عدا في ظل الظروف التي تم ذكرها,وهي سياقات عابرة,سرعان ما تنسى عندما يتراجع تهديد عدو حقيقي أو محتمل,في صيغه الإقتصادية أو العسكرية او السياسية.
هنا تكون الذهنية العربية,مخالفة لأي شكل من أشكال الوحدة السياسية فيما بينها,وينضاف إلى ذلك الوضع العربي الراهن,المتميز ببروز المد السلفيوالقادم من الدول العربية المحكومة سياسيا أو اجتماعيا بالفكر السلفي,هنا بدأ الحذر يدب في المجتمعات العربية,خصوصا تلك التي عاشت انفتاحا سياسيا وثقافيا على الغرب,فهذه لا يمكنها القبول بهذه الوحدة,التي تكون مبررا لاستيراد المد السلفي سواء كان مدنيا او مسلحا كما حدث لسوريا وتونس وحتى مصر.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العدالة الإنتقالية في المغرب
- سلفية النهضة وسلفية النكسة
- حكومة العدالة والتنمية
- سياسة الدولة في المغرب
- سلطة الريع في المغرب
- الثقافة واليسار المغربي
- التعليم الخصوصي في المغرب
- إسلامية اليسار المغربي
- طقوس السلطة في المغرب
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل
- مغرب التوافقات
- مغرب التخوفات
- مغرب التوقفات
- متاهات مغربيبة
- الحركة النسائية في المغرب
- يسارية المثقف
- بؤس اليسار المغربي
- الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة


المزيد.....




- البحرين.. جملة قالها الشيخ ناصر أمام بوتين وردة فعل الأخير ت ...
- مردخاي فعنونو: كيف عرف العالِم سر الترسانة النووية الإسرائيل ...
- وزير الخارجية الإسرائيلي: أخرنا إمكانية امتلاك إيران لسلاح ن ...
- إسرائيل تضرب وسط إيران.. قصف مبنى في قم وانفجارات في أصفهان ...
- -تمويل بغباء-.. ترامب يكشف سرا عن سد النهضة
- سفن وصواريخ.. كيف تساعد أميركا إسرائيل في صد هجمات إيران؟
- -شالداغ-.. خطة إسرائيل البديلة للتعامل مع منشأة -فوردو-
- إسرائيل تعلن اغتيال قائد لواء المسيّرات الثاني بالحرس الثوري ...
- عراقجي لشبكة إن بي سي: خيار التفاوض أو الحرب متروك للأميركيي ...
- الجامعة العربية تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران وتدعو للتهد ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الوحدة العربية