أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - إسلامية اليسار المغربي














المزيد.....

إسلامية اليسار المغربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3846 - 2012 / 9 / 10 - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليسار كحركة سياسية,تختلف عن اليمين بارتكازها على نظرية علمية,لنقل معرفية,محددة لطبيعة الفعل وغاياته,وهي أيضا تحتوي لفكر مرتبط بالمصلحة الجماعية,أي الطبقية,يسمى إيديولوجية,التنظيم أو الحزب أو حتى التحالف,بحيث تضع نظاما للتقاربات والتحالفات,حتى لا يظل اليسار في ميولاته السياسية محكوما بأمزجة القادة وساسته المركزيين,هنا يتميز اليسار عن اليمين,برسمه لحدود الصراعات وصيغها,وكيفيات إدارتها,فماذا حدث لليسار المغربي,الذي صار يتقرب من الإسلاميين وخصوصا الراديكاليين منهم؟
1دينية اليساريين
من الطبيعي أن يكون أغلب اليساريين المغاربة مسلمين,إما طقوسيا,أي متعبدين لكنهم بعيدين عن الإسلام السياسي,فهذا صنف لا يتعارض وجوده في اليسار مع القيم الدينية التي يتبناها,وهناك صنف آخر,يعتبر نفسه مسلما بالمعنى الحضاري للكلمة,فقد نشأ في دولة وحضارة إسلاميتين,وليس من حق أية حركة أن تنازعه إسلامه وموروثه الحضاري,أما سياسيا فهو يعتبر نفسه يساريا اشتراكيا,لأن اليسارية التي يتبناها ليست يسارية ملحدة,كما هو الأمر في الكثير من الدول الغربية العلمانية,وهنا لا بد من ملاحظة,وهي أن اليسار المشارك لايتصارع مع الحركات الإسلامية المعتدلة,أي القابلة بالمشاركة في اللعبة الإنتخابية,لكن اليسار الرادسكالي,الرافض أو غير المشارك في اللعبة الديمقراطية,وربما كرد فعل على هذا التقارب,اقترب هو الآخر من حركات الإسلام السياسي الراديكالية,اليسار الموحد والنهج في علاقتهما بحركة العدل والإحسان بتفاوت يلفه الكثير من الغموض,وخصوصا في أوج قوة حركة 20فبراير بالمغرب.
2طبقية الإسلاميين
أدركت حركات الإسلام السياسي,أهمية الملفات الإجتماعية,وحاجتها لتجديد خطاباتها,فوجدت في اليسار الراديكالي متنفسا لها,به تخترق النقابات التي كانت تحسب لصالح اليسار المغربي,وتقوي ذاتها داخل إطارات شرعية,تسمح لها بالتحرك بحرية,تحسبا واستعدادا للهيمنة,التي بدت واضحة,رغم انسحاب العدل والإحسان من حركة 20 فبراير,فقد بقيت مرابطة في النقابات وكل تنظيمات المجتمع المدني إضافة إلى تنظيماتها الخاصة,الدعوية النسائية والطلابية والتجارية وحتى السكنية منها,فيما يعرف بتنظيمات ظبط السيولات المالية وحسن التحكم في حركيتها التي تتخوف الدولة منها أكثر مما هو سياسي,هنا بدا الإسلام السياسي,غير المشارك في اللعبة الديمقراطية مستفيدا من الهدنة,التي وقعها مع اليسار الراديكالي المغربي,لتخفيف الضغط عليه والسماح له بأن يحتل موقعه الطبيعي في أية حركية اجتماعية يعرفها المغرب,أو أية تحولات سياسية محتملة إذا ما فشل الخيار الإصلاحي للإسلام السياسي المتمثل في حكومة العدالة والتنمية,التي دعمها الإسلام السياسي الرافض للمشاركة ولكن بشكل فردي,حتى لا ينظر للحركة الإسلامية كوحدة منسجمة,تحاسب في كليتها على أية أخطاء تقترف من طرف الحكومة التي يقودها حزب العدالة والتنمية.
3أزمة اليسار السياسي
غدا اليسار المغربي يساريا بالسياسة وحدها والتاريخ,بينما ثقافة اليسار,التي هي النظرية الإشتراكية,غيبت وتم تجاهلها,وخصوصا عندما التحق فاعلون جدد باليسار,لم يسبق لهم أن واكبوا الفكر الماركسي الذي كان يؤرقهم بعمقه النظري وتعقيداته الفكرية,التي لم يعتادوا عليها,فقد كانوا مجرد دعائيين مناضلين على حد تعبير لينين,وليسوا مثقفين ثوريين,ينتجون المعرفة التي تساهم في صقل التجارب الإشتراكية العلمية,أي الفكر الماركسي,الذي وجدت البورجوازية الصغيرة فرصتها مواتية لتعتبره متجاوزا,وغير قابل لأن يكون مؤطرا لمواقف اليسار المغربي,الذي اعتبر العمل هو أساس اليسار,ناسيا أبجدية النظرية الماركسية,التي مفادها,ألا ممارسة ثورية بدون نظرية ثورية,فلا يسار بدون فكر يساري,ولا يسار بدون يساريين,مثقفين ومناضلين وفاعلين ونقابيين.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقوس السلطة في المغرب
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل
- مغرب التوافقات
- مغرب التخوفات
- مغرب التوقفات
- متاهات مغربيبة
- الحركة النسائية في المغرب
- يسارية المثقف
- بؤس اليسار المغربي
- الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة
- الإسلاميون في المغرب
- تأثيرية بن كيران
- الإسلام والقبيلة
- تدينات الإسلام
- الإسلام,دين سلطة أم مجتمع؟
- جنون بقرة
- قوة العدالة والتنمية
- ثرثرة في القطار


المزيد.....




- النساء يرتدين ملابس الرجال..أغرب إطلالات حفل -ميت غالا- 2025 ...
- بين الانسحاب الأمريكي والتهديد الروسي.. هل أوروبا مستعدة للد ...
- -بقرة تصدم شرطيًا إسرائيليًا- لدى فرارها من حرائق القدس.. ما ...
- وزير خارجية مصر يؤكد -الرفض التام- لتوسيع العمليات الإسرائيل ...
- مسؤول إماراتي يرد على سؤال مذيعة CNN -ما علاقة بلادكم بقوات ...
- ألمانيا: ميرتس يخسر الجولة الأولى.. لا أغلبية تسمح له بالوصو ...
- تركيا أحبطت شحنة -بيجر- مفخخة إلى لبنان ومصادر أمنية تقول إن ...
- تقارير: أنشيلوتي يرحل عن مدريد..ومدرب ليفركوزن الأقرب لتعويض ...
- انتخاب ميرتس... مساعٍ حثيثة لتسريع جولة التصويت الثانية
- شي جين بينغ: على الصين والاتحاد الأوروبي التصدي للتنمر أحادي ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - إسلامية اليسار المغربي