أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - تدينات الإسلام














المزيد.....

تدينات الإسلام


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 01:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إسلام الدولة,يختلف كثيرا عن إسلام المجتمعات العربية,بل هناك إسلام ثالث وهو إسلام سياسي,ترى كيف تتفاعل أبعاد الإسلام الثلاثة هاته,تناقضا وتكاملا وحتى تباعدا,ومن أين تستمد دينامية هذا التفاعل؟
1إسلام الدولة
يتمظهر بما هو روحي,أخلاقي,ليبدو حاميا لوحدة الأمة وقيمها الروحية,وكأن الناس أموات بدون ديانة,وهم حقيقة يعترفون بهذه الحقيقة ويدعمونها,عندما يصرون ألا معنى للحياة بدون الإسلام,وكأن غيرهم من المعتقدين بديانات أخرى,لاينتمون للإنسانية أو هم على هامشها,هنا الدولة في شخوصها,الممثلين لها كسلطة,يبدون زاهدين فيما هو دنيوي,لا يعنيهم,ليبدو كخدام لله,الذي أمرهم لا نعرف متى,بحراصة الأمة والذوذ عن حماها,لضمان فوزها بالآخرة,وهي الأبقى والأدوم لهم إن خسروا دنياهم أو بعضها,يصير هنا رجالات السياسة,منتمين لقيم الجماعة التي يحكمون,وهي عندما تطيعهم,إنما تمتثل لإرادة الله,ونبيه,وبذلك تصير قرارات الدولة ذات ملامح مقدسة حتى عندما لا تصرح بها,بل تترك هذه المهمة للفقهاء,لسان الدين ومفكريه,والباحثين عن صيغ الربط بين الديني وجعله في خدمة سياسة الدولة,التي تدافع هي الأخرى عن هيبتهم وترقيهم وتدعمهم,داخل مؤسسات دينية,تابعة للدولة,ومحتضنة من طرفها,لأنها تزودها بأقوى مصدر للمشروعية,وهو إسلام الدولة.
2إسلام المجتمع
تدين يتراوح بين المعتقد البسيط,والطقوسي في أعم قضاياه,يعتبر السياسة من اختصاص أولي الأمر والنهي,وهم المسؤولون عن تدبير شؤون الناس,الذين يمتثلون بدافع التدين لكل القرارات بمجرد استشارة الفقيه,المرافق الروحي لهم,والذي يحاول إبعادهم عن الهموم الكبرى إلى الصغرى,حيث لا علم إلا علم الدين والتفقه فيه,وهنا تصير هذه المعرفة نوعا من التعبد والتقرب من الله عز وجل,وهذا يكفي المسلم ويبعده عن كل ما يلحق الضرر بإيمانه وجسده,أي الإسلام الشعبي,كما تم التعارف عليه من طرف الناس,وفقهائهم التقليديين,ومنهم من لم يتجاوز حدود حفظ القران وبعض الأحكام الشرعية ومعارف عامة حول العبادات.إسلام لايمكن نعته بالسذاجة,لكنه تدين يختلف عن الصوفي,وإن كان يقبل به,فيه الكثير من الواقعية,وبعيد عن أي شكل من أشكال الغلو أو التطرف,وإن كان يشكل تربة لاستنباته وتطوره سياسيا.
3إسلام السياسة
تدين تم تسييسه من خلال الحركات الدينينة الساعية لانتزاع السلطة,أو التأثير على قراراتها,سواء كانت منظمة في صيغة جمعيات دينية شرعية أو حتى سرية,أو أحزابا سياسية لها برامجها وقادتها,العمليين أو الموجهين والمفكرين للممارسات الدينية والسياسية,وهي في الغالب تبدأ كحركات دعوية,تفقه الناس في القضايا الدينينة,لمحاربة الخرافات والأساطير,وعندما تتقوى,تنتقل للشق السياسي,لتوضح لمريديها أن الإسلام ليس مجرد طقوس للعبادة,بل هو دين و دولة,سياسة وعبادة,وبعد هذه المرحلة,ينتقل الإسلام السياسي إلى مرحلة التحريض,العنيف أو الإنتخابي للوصول إلى السلطة السياسية,سلطة الدولة,
هنا تبدو الممارسات الدينية,وأشكال تمثل الإسلام وكأنها أدوار,فيها التكاملي والتنافسي, حلقات يقود بعضها إلى بعض,في سياق تأويلي,يراعي فيه كل تأويل حدوده المسموح له باللعب فيها دون تجاوزها,أو الإصطدام بباقي الفاعلين,لكن صيرورة تحول المجتمعات البشرية,تؤثر على رهانات التوازن,فيتقوى اتجاه تأويلي على حساب الآخر,مما يفرض في لحظات الخطر القصوى,التنازل لصالح هذا التأويل أو ذاك.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام,دين سلطة أم مجتمع؟
- جنون بقرة
- قوة العدالة والتنمية
- ثرثرة في القطار
- الصرصار المنقلب
- كلام عابر
- مرشح قبل الأوان
- بيت الوالد
- هي التي دعتني
- من أجل زوجي
- الرأسمال اللا تنموي
- الدين الإسلامي في المغرب
- الخلافة والسلطة
- العالم العربي,ثورات وتراجعات
- الكاتب في العالم العربي
- العرب والديمقراطية
- العروبة والإسلام
- سوريا والتنازلات السياسية
- الحداثيون في المغرب
- الرواية في المغرب


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - تدينات الإسلام