أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - قوة العدالة والتنمية














المزيد.....

قوة العدالة والتنمية


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3809 - 2012 / 8 / 4 - 20:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العدالة والتنمية,كحزب سياسي مغربي,حقق فوزا ساحقا على القوى السياسية المغربية,اليسارية,التي استكانت إلى تاريخها,وجذورها العميقة في تربة النضال الوطني الوطني والإجتماعي وحتى السياسي,لكن الشارع المغربي,وفي سياق الحملات التي تلقاها اليسار المغربي,من خلال ما عرف بالجرائد المستقلة,التي لا يمكن أن تتحمل هي وحدها تبعات ضعف اليسار,الذي,عرف جسمه الكثير من التحولات,أهمها أن بنيته التنظيمية,طعمت بالكثير من الأعضاء,الذين لهم رهاناتهم وفهمهم الخاص للممارسة الحزبية,بحيث لم يعد على الحزب العيش في المعارضة,بل عليه تكرار محاولة البقاء في الحكومة بأي ثمن,وهي فكرة جديدة على المناضلين القدامى,الذين كانوا يقيسون التواجد في الحكومات بما يتحقق من مكاسب اجتماعية لأغلب الفئات الإجتماعية,إضافة إلى المكتسبات السياسية الديمقراطية,التي ناضل اليسار من أجلها زمنا طويلا,هنا,سوف يتراجع مناضلوا اليسار عن يساريتهم التنظيمية,لكنهم لم يصمتوا,بل فضحوا خيارات أحزابهم اليسارية,مما بث اليأس في صفوف المناصرين ففقدوا الثقة في كل ما هو يساري مغربي,وانسدت أفق التغيير عن طريقهم,أمام هذا المنعطف,تحركت الأحزاب الدينية,وعلى رأسها حزب العدالة والتنمية,فبعد انتصاره في معركة المشروعية,التي ربحها بعد أن برأ نفسه من تهمة التحريض التي أدت إلى الأعمال الإرهابية ليوم 16 ماي 2003 بالدار البيضاء,هاجم خصومه متهما إياهم بالإستأصاليين,وهي سبة تذكر بما عرفته الجزائر في تعاملها مع الحركات الدينية,وقد كان حزب العدالة والتنمية واعيا بغاية هذا التوصيف,فرفض الإسلام السياسي,ومحاولة القضاء عليه حتما ستقود إلى ظهور جماعات مسلحة,تسعى لانتزاع السلطة بالعنف,إذا لم تتح لها إمكانية خوض الإنتخابات بآليات ديمقراطية,توصل العدالة والتنمية إلى الحكم,فتبطل بذلك حجة الجماعات العنيفة الراغبة في استئناف العمل المسلح,وقد استوعب نظام الحكم الرسالة,التي تعمقت أبعادها بعد ما عرف بالربيع العربي,وخصوصا الجانب المسلح منه في ليبيا,بحيث تراجع الغرب عن فكرة دعم الإستبداد بالمناطق العربية,وكانت الرسالة واضحة عندما طالبت الولايات المتحدة الأمريكية بتنحي الرئيس المصري عن الحكم,فاهتزت العروش العربية,وراجعت حساباتها السياسية والإقتصادية,وأدركت أن زمن التغاضي عن العنف والإضطهاد قد ولى,وأن المشروعية لا تككترى ولا تتسول من الغرب الداعم لأنظمة حكم اهترأت ولم تحقق لا تنمية ولا ديمقراطية سياسية,ولا يمكن للغرب السكوت عن هذا الوضع بظهور لاعبين جدد,في المنطقة العربية وكل العالم,كانت هذه ظروف فوز العدالة والتنمية,الذي ظهر بزعامات أدركت حساسية المرحلة,ودقتها,بحيث استفادت من ضعف اليسار,وفشل مشاريعه التنموية نسبيا,والتناقضات التي وقه فيها, من قبيل الخوصصة التي طالما هلل لرفضها,وتراجعه عن محاسبة المفسدين,الذين ظهر بأنهم كانوا قريبين منه,بل ربما استغلوا وجوده في الحكومة,ينظاف إلى ذلك تراجع الإشعاع اليساري,وتشرذم مكوناته,التي تلهفت على الحكم أكثر من غيرها,فانكشف الجشع الأسطوري للكثير من الوجوه السياسية اليسارية,التي كانت بمثابة زعامات,ورثت مقاعدها لأبنائها وأحفادها وبنيها وأقربائها,فأغلقت باب التنافس الشريف على الترقية التنظيمية,والمسؤوليات,لصالح توجهات المصالح العائلية الأسرية,المنخورة بالمصاهرات,العشائرية والقبلية والمصلحية المتداخلة معها,
لم يكن فوز العدالة والتنمية,نتاجا خالصا فقط لقوته التنظيمية,بل أيضا لتحالفاته الخفية,مع رفاق الأمس,وإلا كيف نفهم موقف جماعة العدل والإحسان,التي تركت لأتباعها حق التصويت بناء على رغباتهم,أليست هذه إشارة سياسية,إلى إمكانية التصويت على حزب العدالة والتنمية؟؟؟كما أن فوزه بالدرجة الثانية,ناتج عن ضعف اليسار المغربي,الذي فشل في التوحيد بين مكونات يسارية,ابتعدت عن اليسار,وأسست انتماء جديدا,لحزب الأصالة والمعاصرة,الذي هندس بناءه اليساريون,الذين اضطهدهم اليسار,ولم يسمع لأطروحاتهم,المتقدمة,كما عرف اليسار العريق انقسامات خفية وغير معلنة أثرت على حضوره في الإنتخابات التي تأهل بها حزب العدالة والتنمية ليحتل الرتبة الأولى,متقدما على كل أحزاب المشهد السياسي المغربي,يمينا كان أو يسارا.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثرثرة في القطار
- الصرصار المنقلب
- كلام عابر
- مرشح قبل الأوان
- بيت الوالد
- هي التي دعتني
- من أجل زوجي
- الرأسمال اللا تنموي
- الدين الإسلامي في المغرب
- الخلافة والسلطة
- العالم العربي,ثورات وتراجعات
- الكاتب في العالم العربي
- العرب والديمقراطية
- العروبة والإسلام
- سوريا والتنازلات السياسية
- الحداثيون في المغرب
- الرواية في المغرب
- الهوية في رواية ضفاف الموت
- يسارية اليسار المغربي
- فكر السياسة وسياسة الفكر


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - قوة العدالة والتنمية