أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - من أجل زوجي














المزيد.....

من أجل زوجي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3807 - 2012 / 8 / 2 - 19:06
المحور: الادب والفن
    


جلست عائشة تنتظر أمها ,كانت تبدو مرتبكة,تطل على أمها التي لازالت تصلي فرض اليوم كله وما نسيت في الأيام الفارطة,دخل إلى البيت أمين اخ عائشة,الذي ما أن رآها حتى قال ساخرا.
_هل تنتظرين أمك لترافقك إلى مقرات المشعوذين؟
_نعم,لايجب ان تلومني لأني اريد الحفاط على زوجي
_ألومك لأنك متعلمة,ورغم ذلك تؤمنين بالخرافات
غضبت عائشة,لكن ذلك لم يمنعها من الإستماتة في الدفاع عن نفسها إذ ردت على أخيها بصوت عال وهي موقنة من صحة ما تقول
_زوجي مصطفى,الذي كان يغضب لأتفه الأسباب فينهال علي ضربا وشتما,صار الآن ودودا بعد أن تناول الوصفة التي سلمها إلي الفقيه,كيف تفسر هذه الأمور,إسمع
قاطعها أمين مبتسما
_إذا وصلتا تلك المواد إلى بطن زوجك,فتغير في طريقة تعامله معك,فما أطعمته ليس سحرا بل سما,أنهك جسده فانهارت قواه ولم يعد يقوى على ضربك ولا شتمك,هذا كل ما في الأمر.
_أصمت أنت لاتفهم شيئا,أنت لست إمرأة تشقى بمرارة الخوف والترقب كيفما كان مستواها الثقافي,فعند الفقيه التقيت بالمحاميات والمعلمات والطبيبات أيضا.
ظلت الأم واقفة تنصت لما يدور بين ولديها ثم ردت معلقة
_الرجال يا ولدي كالخيول,إذا لم يلجموا ازدادوا جموحا,وأنا أساعد أختك ككل النساء على لجم زوجها حفاظا على بيته
_هيا يا أمي لقد تأخرنا
رافقت الأم إبنتها إلى جحر الخديعة حيث تصطف نساء من مختلف الأعمار والفئات,يوحدهم هم واحد الرجال ومقالبهم,يقبلون على هذا الكاهن من كل الجهات,ويدفعن من غير حساب مقابل أحرزة وأعشاب وتعليمات صارمة يمليها هذا الرجل الذي صار خبيرا بأهواء النساء وميولاتهن,جاء دور عائشة فدخلت إلى الغرفة الصغيرة رفقة أمها,غرفة مضببة بدخان الأعشاب,أثواب معلقة في كل الجهات,تحولت خضرتها إلى سواد من أثر الدخان.افترشت عائشة الحصير,ما أن رآها حتى صرخ في وجهها
_كيف حاله,زال ما به أم ازداد سوءا؟؟
_الحمد لله منذ شهر لم يعد يضربني....لكنه...ماذا أقول
_قولي يا ابنتي...لا تخجلي ولا تخفي عني شيئا
تدخلت الأم بجرأة المسنات لتوضح
زوج ابنتي لم يعد يشاركها الفراش,وصار كثير التغيب عن البيت,تريد أن تعرف لماذا وماذا عليها أن تفعل؟؟
زفر الفقيه,ثم بلل قلمه بالحبر وأخذ يخط حروفا وأرقاما,إنها طلاسم المهنة وأسرارها,توقف قليلا وبدا مهموما وهو يقول بصوت خافت
_زوجك مشدود لامرأة لم يطأها بعد,..إنها سمراء البشرة,معتدلة القامة,كثيرة الكلام,اغتسلي بماء بكة,ولطخي حذاءه بتراب أقرب مقبرة منكم وحاولي مضاجعته
_وإن رفض ياسيدي تساءلت عائشة
_لن يرفض..فقط امكري مكر النساء....انصرفي
أدت له ثمن الدواء وتركت المكان مهمومة,وفي قلبها تضطرم نيران الغيرة,ودعت أمها بعد أن وصلت إلى بيتها,اتكأت على الباب لتخرج المفتاح من جيب تنورتها فانفتح,دخلت مندهشة وقد صرخت عندما رات زوجها بين أصدقائه ممددا على السرير وعيناه جاحظتان,قال أحد الحاضرين لزوجة المصاب
_وقع على الأرض فجأة,فطلب منا المدير حمله إلى البيت.
لم تكن الزوجة تنصت إلا لنبض قلب زوجها الذي تحرك بقوة ثم همد إلى الأبد وشفتاه مبللتان بآثار كلمات لم يقو على نطقها.
02 09 1996



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأسمال اللا تنموي
- الدين الإسلامي في المغرب
- الخلافة والسلطة
- العالم العربي,ثورات وتراجعات
- الكاتب في العالم العربي
- العرب والديمقراطية
- العروبة والإسلام
- سوريا والتنازلات السياسية
- الحداثيون في المغرب
- الرواية في المغرب
- الهوية في رواية ضفاف الموت
- يسارية اليسار المغربي
- فكر السياسة وسياسة الفكر
- الحرية الشخصية بين الديني والمدني
- الحرية الشخصية
- معركة الحب
- فكرة العروبة
- العوائق الخفية للتقدم
- فكر اليسار
- اليسار والمشروع الثقافي


المزيد.....




- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
- من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت ...
- تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف ...
- قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع ...
- -روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
- تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
- الحضارة المفقودة.. هل حقا بنيت الأهرامات والمعابد القديمة بت ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد المصباحي - من أجل زوجي