أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - طقوس السلطة في المغرب














المزيد.....

طقوس السلطة في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3841 - 2012 / 9 / 5 - 18:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لكل سلطة طقوسها الخاصة بها منذ القدم,فقد عرف عن ملوك العالم القديم,تنظيم مواجهات دموية,يحاكي بها المقاتلون المعارك التي خاضتها الإمبراطوريات ضد الخصوم والأعداء,حيث يحارب العبيد باعتبارهم متوحشين مواجهات تنتهي في الغالب بموتهم جميعا,وقبل ذلك يحيون الحاكم,تحية من سوف يقتلون على عتبات مجده,وهم مزهوون باالقتل أمام عيون الحاكم,كما تقام صراعات بين بطلين,يطلب المنتصر منهما الإذن من الحاكم بقتل خصمه أو تركه حيا,فيوافق الحاكم بإشارة منه بالقتل أو تحرير المنهزم أمام جمهور متعطش للقتل,منبهر بسلطة الحاكم وجبرونه,وهو طقس الغاية منه,خلق رهبة في قلوب الشعوب من حكامها,كأسلوب لإخافة المحكومين من الحاكمين,وقد تتخذ الطقوس بعدا رمزيا مع تطور الحضارات الإنسانية,ويمكن مقارنة طقوس الدول الشرقية بغيرها من أنماط السلط الأخرى,لنكتشف أن الشرقية كانت أكثر عنفا,بل يمكن المجازفة بأنها لم تجد بديلا للقتل طيلة تاريخها,فحتى إبان قيام سلطة الخلافة,كانت الرؤوس تجز وتوضع بمداخل المدن,ولا يجرؤ أحد على دفن القتيل أو الإقتراب منه,أو حتى الدعوة له بالغفران,وهناك من الخلفاء أو الحكام في العهدين العباسي والأموي,من انتظر حتى يوم عيد الأضحى لقطع رأس غريمه,ليصور ككبش فداء,ويحرم من إنسانيته حيا وميتا في الوقت نفسه,وعندما تراجهت هذه الطقوس العنيقة حلت محلها طقوس أخرى,تبالغ في تصوير هالة الحكم,باستعراض مظاهر القوة,والقداسة باستحضار التاريخي أو الديني,أو هما معا,لكن الدول الغربية حاولت,تكثيفها واختزالها في استعراضات عسكرية,تظهر بها الجديد في عالم الأسلحة وأشكال المواجهات الحديثة,التي تفاجئ المشاهدين,فينبهرون بها,ويزدادون تقديرا لقواتهم وجيش دولتهم العتيدة,وهذه طقوس جديدة في عالم السلطة,تجدد بها السلط هيبتها وضرورتها وحتى حضارية العنف فيها,فهي ترهب الأعداء أكثر من المواطنين,الذين بمثل هذه الإستعراضات يزدادون احتراما لدولتهم وليس خوفا منها إلا في لحظات نادرة,مع وجود بعض الطقوس البسيطة,كوجود جنود حاملين للسيوف أو مرتدين لألبسة تاريخية,تذكر بالماضي التليد لأحد المؤسسين لتلك الدول الكبار,بعيدا عن أي سلوك يكرس التفاوت بين الحكام والحاكمين,أو يحث على أي شكل من أشكال القداسة الدينية أو العرقية للحاكم,ترى أين نصنف طقوس السلطة المغربية؟؟؟
السلطة في المغرب بطقوسها التي شاهدها العالم,تمتح من نظام البيعة الإسلامي,حيث يصطف زعماء القبائل وولاة المدن,ويكون ذلك بمثابة تحديد,حدود السلطة,سلطة الخلافة جغرافيا وقبليا,إذ أن غير المشاركين في البيعة يعتبرون متمردين على سلطة الدولة أو الخلافة الدينية,وهي طقوس عتيقة,لآنها تستحضر هلاقات العبودية,بحضور السود فيها,وما يمثله التاريخ العربي وحتى الإسلامي من جراح تجاه الأفارقة,الذين يحاولون نسيانها بسماحة الإسلام رغم قسوة المسلمين عليهم تاريخيا,فطقس البيعة نفسه,ليس تعاقديا كما يعرف التعاقدي في التاريخ الأروبي,لأنه إسلاميا يمتح من قداسة الديني,وليس الإرادي والجماعي وقوة الجماعة المؤسسة على الحق العام كما هو في فلسفة التعاقد الإجتماعي,ولذلك كان من الملاحظ أن طقوس السلطة المغربية,لم تواكب تطورات العصر,وأثبتت أن السلطة في المغرب لازالت متشبتتة بماهيتها التقليدية,وبفن الهيبة الدينية رغم انتفاء مظاهر العنف,غير أن هناك عنفا رمزيا,يسميه البعض مخزنيا عتيقا لا يمكن للسلطة التنازل عنه,ولا التنكر له بسهولة مهما كانت الظروف وملابسات التغيير المنشود حاضرا ومستقبلا.



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل
- مغرب التوافقات
- مغرب التخوفات
- مغرب التوقفات
- متاهات مغربيبة
- الحركة النسائية في المغرب
- يسارية المثقف
- بؤس اليسار المغربي
- الإتحاد والأصالة,رهانان وخسارة
- الإسلاميون في المغرب
- تأثيرية بن كيران
- الإسلام والقبيلة
- تدينات الإسلام
- الإسلام,دين سلطة أم مجتمع؟
- جنون بقرة
- قوة العدالة والتنمية
- ثرثرة في القطار
- الصرصار المنقلب


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - طقوس السلطة في المغرب