أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الإسلام والقبيلة














المزيد.....

الإسلام والقبيلة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3812 - 2012 / 8 / 7 - 19:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الإسلام والقبيلة,اعتبرا نقيضين,على الأقل في التصور الروحي للإسلام وليس التاريخي,فالقبيلة تتأسس على رابطة الدم والقرابة,بحيث تبدأ الدائرة من الأخ لتتسع وتشمل أبناء العمومة,وتعطى الأولوية للتقاربات الأبوية,ثم تأتي بعدها قرابات الأمومة,مما يترتب عنه سلوكات,من قبيل أنصر أخاك ظالما كان أو مظلوما,فلا يمكن القبول بالإعتداء على أي فرد من أفراد القبيلة,حتى عندما يخطيء,عليهم من اعتدي عليهم اللجوء إلى قبيلته لتنصف المتضررين من سلوكات الفرد المنتمي لها,إنها تؤمن له الحماية,ولا تسمح لأحد بعقابه إلا هي,فالقبيلة نظام علاقات,منظم للعنف,الذي يسمح به تجاه الغير,ويمنع ضد القريب,كما ضد الأخ أو الأب,هكذا كانت القبيلة قبل الإسلام,وعند ظهور الدعوة الإسلامية,كانت قبيلة النبي هي المسؤولة عن مواجهة أهلها الذين آمنوا,فقد عاقبت أفرادها لثنيهم عن الإعتقاد في الدين الجديد,الذي اعتبر الإعتقاد في الألوهية حقا للفرد,لا دخل للقبيلة فيه,بل ذهب أبعد من ذلك,عندما سفه القدامى,الآباء والأجداد,وهو ما لايمكن للقبائل أن تسمح به,صحيح أن القبائل العربية,لم تكن تؤله الأسلاف,كما كانت تفعل بعض التجمعات البشرية,لكن المساس بالقدامى أثار نقمة قريش والبطون المكونة لها,وهم بنو عبد الدار,وبنو أمية,وبنو هاشم,بيت النبوة,وبنو أسد,وبنو غرة على ما أذكر,قريش هذا التجمع القوي,بتجارته ورجالاته,وحتى تحالفاته,كان مكانه مقدسا عند العرب جميعا,حيث الكعبة,بيت الله,ما بناه إبراهيم وإسماعيل,بأمر إلاهي,حيث يتعطل الثأر,ولا تشهر فيه السيوف ولا يتحامل فيه على أحد إلا العبيد,كانت هذه طقوس القبيلة وعاداتها,ونقاط التناقض مع الدعوة الإسلامية,التي رفضت عبادة الأصنام والتقرب بها إلى الله,وهو ما كان يعرفه المسيحيون واليهود وأيضا الحنانفة,أتباع ديانة إبراهيم,وهم بمثابة الحكماء,الذين أدركوا هذه الحقيقة وفروا بها خارج القبيلة لحمايتها والحفاظ على سرهم العقدي,,لكن هذا التعارض لم يكن الوحيد بين الديانة الجديدة والقبيلة,التي كانت لها زعاماتها,التي تحفظ السلم بين القبائل,وتعتبر كلمة القبيلة التي لايوثق بغيرها,فهي التي تعلن الحروب وتوقفها,وتعاقب المخالفين لأوامرها,وفق الأعراف,الموروثة وغير القابلة للمراجعة أو النقد,وهنا نقطة الإختلاف الأكثر خطورة مع الدعوة الإسلامية,التي اعتبرت التوحيد حاث على مكارم الأخلاق,مناف للمجون والقتل بغير حق ووأد الإناث,فانتبه الحكماء من رجالات القبائل,لجاذبية الأخلاقي,وهم لم يكونوا أصلا رافضين,بل إن منهم من كان معارضا لقيم القبيلة رافضا لحيفها وجورها,بل إن منهم من لم يعبد الأصنام ولم يتقرب منها من غير الحنفيين وأهل الكتاب,الذين رفضوا الدعوة,ليس لأنهم مخالفين لقيمها التوحيدية,بل لأنها أتت على يد نبي عربي,خارج الإنتماء القبلي لليهود بالأخص,فتحالفوا مع القبائل ضد الإسلام,أما المسيحيون فكان لهم موقف مخالف,ولم يصطدموا في بداية الدعوة بالمسلمين,بل ياقل تاريخيا أنهم دعموهم,ولم يتحالفوا مع رجالات القبائل ضدهم,إلى أن تحامل رجال الدعوة الإسلامية عليهم,في ردة فعل تثير الكثير من علامات التعجب التاريخي وليس الديني العقدي.
كانت هذه المرحلة الأولى,التي اكتسبت فيها الدعوة الحكماء,وأهل الفكر ورجاحة العقل,لكن ذلك غير كافي,فاقتضت حكمة الدعوة,رفض العبودية,فالناس جميعا عبيد لله,وهنا ظهرت قوة جديدة مناصرة للإسلام,تلتها النساء,اللواتي كن يفجعن بدفن بناتهن أحياء وأمام أعينهم,,شعرن بعطف الدين الجديد,ومساواته بين الناس,نساء ورجال,فقراء وأغنياء عبيد وأحرار,وهندما يئست قريش من المواجهة,حاصرت بيت النبوة وعاقبت قبيلته بأكملها,فانبعث الحس القبلي,بصيغة جديدة مخالفة للقبيلة كما عرفتها قريش,التي ارتكبت هنا الخطيئة العظمى وحكمت على نفسها بالهزيمة.
هاجر النبي,ولحق به أصحابه,ووجدوا الترحاب من أهل المدينة,فبدأت القبائل تتنافس على السبق بالإيمان بدين التوحيد,ووجدت قريش نفسها محاصرة بكل القبائل,وهي التي كان لها شرف انتماء النبي إليها,لكنها لم تتجاوب مع دعوته,إلى أن جاء يوم الفتح,ودخل المسلمون مكة,مهللين مسبحين مكسرين أصنامها,ووقف النبي بين أهلها سائلا_ما تظنون أنني فاعل بكم؟؟
_فأجابوا أخ كريم وابن أخ كريم.
هنا يمكن القول أن الدعوة قضت على القبيلة بمعناها العربي,لكن القبيلة سوف تنبعث بمعنى آخر إبان الفتح,مغاير لمعناها الأول,كما أن سوف تعود لأساسها القريشي مباشرة بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام,فالدفاع عن أهل البيت,وضرورة انتماء الإمام إليه أو الخليفة في الفكر السني,ليس كله طبعا,هل هي قبلية؟؟بأي معنى,فالقبيلة لم تكن فقط قرابة,بل علاقات ونظام ترابطي,ولكن أليست القرابة أساسها,لنقل تجاوزا نعم,ولكن بآليات أخرى,وغايات مختلفة.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تدينات الإسلام
- الإسلام,دين سلطة أم مجتمع؟
- جنون بقرة
- قوة العدالة والتنمية
- ثرثرة في القطار
- الصرصار المنقلب
- كلام عابر
- مرشح قبل الأوان
- بيت الوالد
- هي التي دعتني
- من أجل زوجي
- الرأسمال اللا تنموي
- الدين الإسلامي في المغرب
- الخلافة والسلطة
- العالم العربي,ثورات وتراجعات
- الكاتب في العالم العربي
- العرب والديمقراطية
- العروبة والإسلام
- سوريا والتنازلات السياسية
- الحداثيون في المغرب


المزيد.....




- غانتس يعلن أن إسرائيل لم تتلق ردا عن موافقة حماس على الصفقة ...
- باكستان تتعرض في أبريل لأعلى منسوب أمطار موسمية منذ عام 1961 ...
- شاهد: دمار مروع يلحق بقرية أوكرانية بعد أسابيع من الغارات ال ...
- خطة ألمانية مبتكرة لتمويل مشاريع الهيدروجين الأخضر!
- بوندسليغا: بايرن يتعثر أمام شتوتغارت ودورتموند يضرب بقوة
- الداخلية الألمانية تحذر من هجوم خطير
- روسيا.. 100 متطوع يشاركون في اختبارات دواء العلاج الجيني للس ...
- ملك المغرب يدعو إلى اليقظة والحزم في مواجهة إحراق نسخ من الق ...
- تأهب مصري.. الدفع بهدنة في غزة رغم تمسك إسرائيل باجتياح رفح ...
- تونس.. وزارة الداخلية تخلي مقر المركب الشبابي بالمرسى بعد ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الإسلام والقبيلة