أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الدولة والعولمة














المزيد.....

الدولة والعولمة


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3886 - 2012 / 10 / 20 - 00:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مفهوم السياسي,الغاية منه التمهيد لحكم العدالة المؤسسة على المتفق حوله نهائيا,أي ما يعتبر مقبولا,وغير قابل للمراجعة إلا إن جدت مستجدات لم تكن متوقعة أثناء الصياغة للإتفاقات السياسية بين المتصارعين على السلطة السياسية,أي الدولة,لدلك عاشت الإنسانية الكثير من المواجهات العنيفة بين المختلفين,سواء كانوا نبلاء وفلاحين,أو حتى بين الأسياد أنفسهم عندما تتسع قاعدتهم الإجتماعية,وتقل مواردهم المالية,فيحتاجون لتقليص عددهم,بدل إنتاج المزيد من الثروات,بحيث كان الإقتصادي في صلب الصراعات السياسية,لكن البنيات الإيديولوجية,كانت تفرض إخفاء هذه الحقيقة وتجاهلها بما يلزم من التفكير,والحذلقات القولية,وهنا كان سر اتهام نابليون بونابارت لخصومه بالإيديولوجيين,أي الذين يخفون مصالحهم وطموحاتهم بادعاء قداسة الفكر وتعاليه عن المنافع الدنيوية,أي السياسية والإقتصادية,وهذا ما استطاع كارل ماركس التوقف عنده مطولا لفهم تاريخ البشرية وتحولاتها الكبرى,وسر إخفاء المسيطرين لسر قوتهم,التي استمدوها من سلطة الدولة,وهنا ربط ماركس بين ما هو اقتصادي في السلطة الطبقية وسلطة الدولة,وقادته تخميناته هاته إلى ضرورة الثورة,التي بها يتم الإنتقال الحتمي إلى نمط إنتاج آخر,وعلاقات أنتاجية أكثر تقدما من السابقة,لينتقل إلى فلسفة الفكر من خلال نزع القداسة عن الوعي,الذي يمكن أن يكون زائفا وقالبا للحقيقة,خدمة لمصالح الطبقات السائدة,التي لم تعد تحتكم فقط إلى القوة,بل احتاجت إلى ما هو إيديولوجي وسياسي,وهنا كانت عبقرية ماركس,في الإقتصاد السياسي والإيديولوجية الألمانية,ولازالت ضرورة إعادة القارءة,لفهم المرحلة الراهنة من تطور الرأسمالية الإحتكارية,التي وصلت لدرجة ما عرف بالعولمة,كبديل عن الإمبريالية حسب التعبير اللينيني,والحقيقة,أن العولمة,ما هي إلا صيغة توحدية للرأسمال الدولي,الذي يحاول التنفيس عن أزمته الكونية,باستدراج دول غنية بثرواتها,وليس بتقنياتها وعملها العلمي لتوريطها في الإتجاهات الإقتصادية الكارثية,التي تقود العالم إليها الدول الكبرى,وخصوصا الرأسمالية منها,أي الولايات المتحدة الأمريكية والسوق الأروبية المشتركة,إضافة إلى اليابات ودول تابعة,من الخليح بالأخص,والتي تعتقد أن بإمكانها الإستفادة من الأزمات الدولية,بما تسديه للغرب من خدمات,تتمثل في الديون والقروض وغيرها من هبات الشعوب العربية,تهربا مما سوف يعصف بالعالم من أزمات,ليست هاته إلا مظاهرها الأقل سوءا,والتي يمكن التحكم فيها نسبيا وفي المدى القريب,لكن الهزات الكبرىووفق التأويلات الماركسية للإقتصاد العالمي آتية في صيغ غير مسبوقة,لأن العولمة المبشر بها,لم تكن إلا حالة للتغلب على الأزمات بخلق اقتصاديات متضامنة للوقوف في وجه منطق الندرة,وما تفرضه من تنازلات لصالح الدول الكبرى,التي عليها تأمين سيولة لرأسمالها القوي,حتى ل يصطدم فيما بينه,فتتأجج المواجهات والتنافسات,التي حتما تدعو الدول القوية للإصطدام مع بعضها,أو على الأقل التخفيف من حدة المواجهات,الت يمكن أن تؤدي إلى حروب مسلحة,ولأن الفكر الغربي في لا وعيه الجماعي يدرك الثمن الباهض للمواجهات,فقد سعى لتجنبها بالتنازل عن بعض الأسواق بتفاوضات سرية,بين الكبار,هي حقيقة نوع من التقسيم الجديد لمناطق النفوذ,وتحديد حدود جديدة للقوى الصاعدة,التي تبحث لنفسها عن مناطق تسوق فيها منتوجاتها,إضافة إلى انها تريد تسييج المناطق القريبة منها وكذلك الدول,غير المصنعة لتصير سوقا لها,وهنا نفهم التفاهمات الخفية,التي تحدث بين بين الولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والصين وحتى روسيا,التي أقامت تحالفات اقتصادية مع الدول الآسيوية,حتى لاتمتد أدرع الولايات المتحدة الأمريكية وأروبا لمناطق نفوذها الحيوية والحساسة,وفق منطق السوق والتحالفات الحساسة,مما عجل باشتعال مناطق,كانت هامدة لزمن بعيد,وربما في هذا السياق نفهم الكثير من التحركات والتحولات,التي يعرفها العالم,والشرق الأوسط,وأكاد أشعر بأن الربيع العربي,لم يعد بعيدا عن استراتيجية إعادة بناء العالم وتقسيمه وفق آليات جديدة,بل والتدخل للإطاحة بكل معارض لهذا البناء العالمي,الذي هو استمرار للعولمة وتجسيد فعلي لرهاناتها الجيوستراتيجية في إعادة ترتيب الوجود الإقتصادي العالمي,الذي كلما تعرض لاختلالات,عاش ثورات,عصفت بالبناءات الإقتصادية الرأسمالية,التي استفادت من التاريخ,فغدت موجهة للتحولات حتى لا تنقلب هليها,كما حدث في القرن التاسع عشر الميلادي,وهومالا يمكن تكراره,سياسيا لأن الأمر سوف يكون مكلفا,في ظل الترابطات الراهنة بين الإقتصاد والسياسة,التي أسماه ماركس بالإقتصاد السياسي,بحيث لا يمكن الفصل بين السياسة والتدابير الإقتصادية,التي تتخذها كل الدول,في سياق التسليم الكلي,بأن هناك دولة لها حق التدبير الكوني لكل المجتمعات البشرية,حفاظا على توازن القوى,وهنا فقد كانت الصين,مدركة لمنطق اللعبة,فنادت بتعدد الأقطاب,وأقنعت الروس,بصحة رهانها,لتخلق منافسين لللولايات المتحدة الأمريكية,وهوما يعني بصيغة أخرى,عولمة العلم والتكنولوجيا قبل الرأسمال والإستهلاك والإنتاجات التبعية,وهنا يمكن فهم الصراع الذي تخوضه إيران نيابة عن الكثير من الدول,التي تطالب بحقها في الإستفادة من التطورات العلمية,خصوصا المجالات النووية,بتخصيب اليورانيوم,لتكتمل الدورة العلمية,التي بها تتأهل الدول والحضارات,ليس فقط لحماية ذاتها,بل لتأمين طاقة إضافية حتما سوف تحتاج لها في ظل الصراعات الحالية على مصادر الطاقة,والتي يحتمل ان تشتد,وربما تنضب مستقبلا,ولن يكون بإمكان الدول التي لم تتملك المعرفة العلمية الدقيقة تأمين مستلزمات الصناعة,أي الطاقة.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب العربي والخليج
- السلفية السياسية وإسرائيل
- الوحدة العربية
- العدالة الإنتقالية في المغرب
- سلفية النهضة وسلفية النكسة
- حكومة العدالة والتنمية
- سياسة الدولة في المغرب
- سلطة الريع في المغرب
- الثقافة واليسار المغربي
- التعليم الخصوصي في المغرب
- إسلامية اليسار المغربي
- طقوس السلطة في المغرب
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل
- مغرب التوافقات
- مغرب التخوفات
- مغرب التوقفات
- متاهات مغربيبة
- الحركة النسائية في المغرب


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الدولة والعولمة