أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الدبلوماسية المغربية














المزيد.....

الدبلوماسية المغربية


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3901 - 2012 / 11 / 4 - 19:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المعارك الدبلوماسية في المغرب,تبدو غريبة,فعندما نطرح السؤال المحرج,ما عدد المعارك التي ربحها المغرب,تصاب بالصدمة,والغرابة في الوقت نفسه,فالعدد مهول من حيث الخسارات,لكن الغريب,هو سعي دبلوماسينا الدائم لتحويل الإنكسارات إلى انتصارات مدوية,بحيث يتم اللجوء إلى عبارات اللاعبين الدوليين الغامضة وتفسيرها,بما يعلي من شأن المعارك حتى لو كانت عادية في سياق الصراعات التي تخوضها كل الدول دفاعا عن مصالحها واختياراتها,ثم سرعة الثقة في معسكر على حساب آخر,إذ سرعان ما نكتشف أننا قدمنا تنازلات للقوى الكبرى,الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا,,وتجاهلنا أخرى قادمة يحسب لها ألف حساب,مثل الصين روسيا والهند وغيرهم من الدول,التي صارت من اللاعبين في الساحة الدولية,وهذا طبيعي,فمن حق الدولة المغربية ودبلوماسيتها الإنحياز لهذا الطرف أو ذاك,بعد قراءة متأنية لمنطق الربح والخسارة في العلاقات الدولية,لكن المثير,هو تنكر القوى التي دعمناها سياسيا وانحزنا لها لما قدمه المغرب لصالحها,وكأنها معتادة على الموقف الدبلوماسي المغربي,الذي يقدم لها تضحيات بدون أن يطالب بأي مقابل؟
وهناك الكثير من مثل هذه المواقف,سوف نذكر بعضها,فقد اتخذ المغرب الدبلوماسي موقفا شجاعا من روس,وأعلن موقفه جهارا,وطمعا أو تقديرا لانتظاراته من اللاعبين الغربيين,انحاز لهم في الملف السوري,وكذلك الإيراني,وبشكل عام صارت مواقفه مناقضة للصين وروسيا,ومعرضة مستقبلا لاحتكاكات سياسية مع إيران وكل حلفائها البارزين والمحتملين,لكن المواقف الغربية أصرت كما هي عادتها على عدم القبول بما يقرر المغرب اتخاذه من مواقف في قضية حساسة للغاية,ولا يمكنه فيها تقديم أي تنازل,ويعود روس وكأن شيئا لم يحدث,وبذلك تراهن الدبلوماسية على لعبة النسيان,وتحويل الإنكسار إلى معركة مربوحة,وتصوير القوى الغربية كطرف داعم لقضيتنا,التي لا يمكن أن نربحها إلا بابتداع آليات جديدة للدفاع عنها,وعدم احتكارها من طرف دبلوماسيين قدامى,اعتادو على منطق قديم,بينما العالم عرف الكثير من التحولات في خطابات التفاوض,وكيفيات ربح حلفاء جدد في كل القارات,البعيدة والقريبة,وتشكيل قوى ضاغطة في الدول العظمى,التي لايمكن أن تقنعها جلسات الشاي في السفارات والقنصليات,ولا التعاطفات مع لوبيات قوية لها رهاناتها الخاصة,فالمغرب له القدرة على ممارسة ضغوطاتها بلوبياته,وقوى الضغط لديه ممكنة وواجبة,بعيدا عن تلك الإنتظارية,التي ترهن الفعل الدبلوماسي بالردود,أي ردات الفعل,التي تأتي إما متسرعة أو متأخرة,رغم أن الدستور الجديد فتح أمام الحكومة باب الإجتهادات الخلاقة,التي يمكنها إبداع آليات مبتكرة تدفع بالملف المغربي إلى الأمام,بعد قراءات للوضع الدولي,والتحالفات الجديدة,التي فرضت إعادة النظر في الكثير من آليات التحرك الدبلوماسي,من قبيل الدبلوماسية الموازية,أو ماعرف بالدبلوماسية الشعبية وحتى الثقافية والإقتصادية,فمعركة الوحدة,الترابية للمغرب في صيغة الحكم الذاتي لست معركة الدبلوماسية وحدها,وليس من حقها احتكارها,وعدم خضوعها للمحاسبة عندما تخطئ في التقدير والقراءة للوضع الدولي ومختلف المتغيرات التي يعرفها العالم,بل إن الحاجة تدعو لقراءة متغيرات حتى القوى العظمى,وكيفيات توظيف تدخلها وحتى اختلافها لصالح المقترح المغربي,لكن النكسات التي يتعرض لها ليست دليل ضعفه,بل هي مجرد هفوات في كيفيات الدفاع عنه,التي تحتاج لتجديد,والفعل لا يتغير بدون تغيير الفاعلين دبلوماسيا,أي المفاوضين وإلا فإن عناصر القوة مع المدة قد تضعف,ويتم استغلال ضعفها من طرف المنافسين والخصوم,الباحثين عن مثل هذه الهفوات.
لكن كيف تتجد هاته الآليات؟؟
من الملاحظ في الساحة المغربية السياسية,غياب المقترح المغربي حول الصحراء,توضيحا ومطارحة وتفسيرا,وكأنه ملف موجه فقط نحو العالم والدول الأخرى,فتبدو الدبلوماسية المغربية متعالية عن الإهتمامات اليومية,والحزبية,وهي بذلك مكتفية بذاتها,لا تقبل نقاشا ولا حوارا إلا مع المؤسسات الدولية وخصوم الوحدة الترابية,وهذا منطق غير مقبول في ظل الإصلاحات التي عرفها الدستور الجديد,فلم تعد هناك ملفات سرية,يتخيل الدبلوماسي المغربي نفسه وكأنه الوحيد الذي له حق التفكير في قضية تعني المغاربة جميعا,أحزابا سياسية ومجتمعا مدنيا وجمعيات ومواطنين ومثقفين وفاعلين اقتصاديين,فالوطن ملك للجميع,ومن حق الكل الخوض في قضاياه والتفكير فيها علنا,أي إعلاميا وجماهيريا بدون أية رغبة في احتكار هذه المعركة وتحويلها إلى معركة سرية,للدبلوماسية المغربية حق التخطيط لها وتدبير كيفيات إدارتها.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فكرة الأزمة في المغرب
- سجالية المعارضة في المغرب
- عنف الإسلام السياسي
- الدولة والعولمة
- المغرب العربي والخليج
- السلفية السياسية وإسرائيل
- الوحدة العربية
- العدالة الإنتقالية في المغرب
- سلفية النهضة وسلفية النكسة
- حكومة العدالة والتنمية
- سياسة الدولة في المغرب
- سلطة الريع في المغرب
- الثقافة واليسار المغربي
- التعليم الخصوصي في المغرب
- إسلامية اليسار المغربي
- طقوس السلطة في المغرب
- الدولة والشعب وفكرة التطور
- الكاتب في المغرب
- المغرب وضرورة الإصلاح الشامل
- مغرب التوافقات


المزيد.....




- إيران ترفض المفاوضات مع أميركا قبل وقف الهجمات الإسرائيلية
- إيران تقدم 3 -مطالب- لعقد مباحثات مباشرة مع أمريكا
- الخارجية الأمريكية: مئات المواطنين فروا من إيران وآخرون يواج ...
- إسرائيل تقصف منصات ومستودعات صواريخ غرب ووسط إيران
- غزة.. عشرات القتلى بنيران إسرائيلية وتحذير من الجفاف
- ترامب يرد على سؤال حول إمكانية إرسال قوات برية في حالة التدخ ...
- قاضٍ أميركي يأمر بالإفراج عن الناشط المؤيد لفلسطين محمود خلي ...
- إيران تستهدف إسرائيل بصواريخ ثقيلة وتطلق مسيرة على خليج حيفا ...
- بوتين: روسيا تبني لإيران مفاعلين نوويين إضافيين في بوشهر
- من المسؤولة الأميركية التي كذبها ترامب وماذا قالت عن إيران؟ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الدبلوماسية المغربية