أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الدستور المغربي.تأويل التنزيل














المزيد.....

الدستور المغربي.تأويل التنزيل


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3952 - 2012 / 12 / 25 - 21:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعرف الحقل السياسي المغربي,غرابة في إنتاج المفاهيم السياسية,ينم عن الكثير من التداخلات و الإلتباسات,التي تعود في أغلبها لغياب الجدية في المراجعة الفكرية لهذه الملفوظات,التي لا يمكن اعتبارها مفاهيم,لا في علم السياسة ولا الفكر السياسي,فما هي هذه المفاهيم التي تأسس عليها الخطاب السياسي المغربي,و ما هي أجه اللبس والغموض فيها؟ثم ما هي أبعاد هذا الخلط والغاية منه؟
1فكرة الدستور
احتل الدستور,كفكرة في التاريخ السياسي المغربي,حيزا مهما,بحيث خاضت الحركة الوطنية جل صراعاتها السياسيية ضد النظام المغربي,حول الدستور,بحيث وصفته بالممنوح,إشارة منها إلى أهمية الإتفاق حول الدستور,باعتباره القانون المنظم للممارسة السياسية للدولة,التي كان الملك يمثلها وحده ويسعى لاحتكارها,وعدم تفويض القليل منها لأية مؤسسة أخرى,حتى لو كانت البرلمان أو الحكومة,التي لم يكن لها أي دور تقرير في كل الدساتير التي عرفها المغرب في مرحلة حكم الحسن الثاني,بحيث اشتدت المنافسة حول مقتضيات الدستور وثوابته,ولم يكن الحكم يثق في الديمقراطية كما هي في الغرب,بل كان لابد من أسلوب حكم ينسجم مع طبيعة البنى الخاصة بالتركيبة المغربية كما تصورها آنذاك نظام الحكم المخزني القديم,وبذلك فقد احتلت فكرة الدستور دورا محوريا في التفكير السياسي المغربي,معارضة وحكما,و ربما شكل بؤرة التفكير الأساسية,بما عرفته من تهديدات ومزايدات دفع ثمنها المغرب من تطوره الإقتصادي والثقافي وحتى السياسي العام,وقد اعتبر الدستور في نظر فئات واسعة,من المتعاطفين مع القوى السياسية الديمقراطية,مدخلا جوهريا للإصلاحات الديمقراطية,وتوسيع صلاحيات الحكومة,لتكون قادرة على تنفيذ برامجها مما يقود لتحقيق إقلاع اقتصادي ونمو ضامن للتطور والتخلص من التخلف.
2فكرة التنزيل
هناك دستور,منظم لعلاقة السلطة بالمجتمع,دستور 2011,كاستجابة لحراك سياسي,بل تتويج لصراعات الحركة الوطنية في دفاعها عن الديمقراطية,لكن الغريب,هو أن الدستور المكتوب والمتفق حول محتوياته,يحتاج إلى تنزيل,فهل هو وحي يحتاج لنبي,مما يعني قداسة النص,كإيحاء للقديم والمكتوب منذ أيام النبوة؟؟
أم هي مجرد مصادفات,و سوء اختيار لمصطلح اتفق حوله اعتباطيا؟؟؟
فكل دستور,لمجرد اعتباره كذلك,فقد صار قانونا ملزما للكل,وإليه يحتكم في كل الصراعات السياسية والإجراءات الإقتصادية,و غيرها من الإجراءات,رغم القول بأن هناك تفاصيل مدققة في الكثير من القوانين التنظيمية,التي لن تكون مخالفة لما هو دستوري,من منطلق سمو القوانين الدستورية,وانعدام وجود ما يتعارض معها من القوانين التنظيمية,بعيدا عن الأعراف والرغبات والميولات,التي تبتغي إرضاء هذه الفئة أو تلك كما اعتادت المجتمعات المتخلفة أن تفعل,فعن أي تنزيل يتحدث الساسة؟؟؟
وهنا نجد الخلفية السياسية التي تتحكم في مثل هذه المفاهيم والتلفظات,فالدستور الديمقراطي,لا يمكن أن تسهر على تطبيقه إلا قوى سياسية ديمقراطية,وما دامت الحكومة الحالية بقيادة حزب ديني,فهناك خطر سوء التنزيل من خلال التأويل غير الديمقراطي للدستور الديمقراطي.
3فكرة التأويل
لا يخفى على أحد الحمولة الدينية لهذا المصطلح أيضا,فالتأويل معناه إضفاء المعنى على ما يناسب اللفظ تهربا من تفسير النصوص وفق الموروث و المأثور الذي اعتمده الفكر الفقهي تهربا من استخدام القياسات العقلية لفهم النصوص الدينية المقدسة,وبذلك,فإن الدستور قابل للتأويلات غير الديمقراطية,تلك التي تحوله لقوانين تحكمية,تحرم المعارضة تدريجيا من آليات الرقابة وحصرها فيما هو تقني وشكلي,بل إن المعارضة ذهبت حد اعتبار التأويلات المغرضة الغاية منها التراجع عن السلطات التي تنازل عنها الملك لصالح رئيس الحكومة,الذي لن يخسر شيئا إذا تنازل عنها مقابل خنق المعارض وتصويرها كمزاحمة للملك في توزيع المهام وخصوصا تلك التي عرفت نزاعات تاريخية مع المعارضة الإشتراكية بالخصوص,أو ما سوف يعرف بالملكية البرلمانية,التي تريد تقوية البرلمان لتكون سلطته متوازنة مع سلطات الملك,بدون اللجوء إلى صلاحيات غامضة,مستمدة مما هو ديني,كسلطة إمارة المؤمنين,التي لجات إليها الملكية في المغرب لتكفير المعارضة والتشكيك في إيمانها لأنها شقت وحدة صف الأمة.
خلاصات
إن التلفظات الغامضة التي تنتج بالحقل السياسي المغربي,ناتجة أولا عن غياب تدقيق فكر سياسي يتابع وينتقد تلك الخرجات الغريبة للساسة المغاربة,الذين فقد الكثير منهم الريادة الفكرية والمتابعة الجدية لما تعرفه الحقول المعرفية من اجتهادات وأفكار,كما أن غموض بعض بنود الدستور تحتم اللجوء إلى الغموض في التفسير والتأويل,إضافة إلى تأخر المؤسسات التشريعية في سن القوانين المنظمة وفق المتفق حوله دستوريا بعيدا عن سياسات جر الحبل بين الحكومة والمعارضة,التي عرفت تشنجات انفعالية غيبت التفكير وجردته من فعالية التعمق .
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الأفكار وصراع النوايا في الإتحاد الإشتراكي
- مقطع من رواية موت المجنون
- الرواية,كيفيات الكتابة
- الدين والأخلاق
- العروبة والقراءة
- الدرس المصري
- العنف الديني والإسلام
- بؤس السياسي ويأس الثقافي
- الإسلام وفكرة التحرر
- الحكومات الإسلامية
- سلطة التوافقات
- اليسار الإتحادي
- لادينية الدولة
- مقطع من رواية موت المجنون,لحميد المصباحي
- يسارية المثقف المغربي
- حزب النقابة ونقابة الحزب
- عرب المراجعة وعرب المواجهة
- الذاكرة والمخيال والدين
- سرية الكتابة في العالم العربي
- العلمانية والديمقراطية في العالم العربي


المزيد.....




- محمد بن زايد يهنئ أرمينيا وأذربيجان باتفاق السلام
- لندن وباريس تتعهدان بدعم زيلينسكي وتحقيق سلام عادل بأوكرانيا ...
- الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية
- إعلام إسرائيلي: الجيش سيقدم خطة جديدة للسيطرة على غزة
- اتساع هوة الخلاف بين دمشق و-قسد-..توتر كبير واتهامات متبادلة ...
- فرنسا.. إنقاذ مهاجرين اختبأوا في شاحنة مبردة متجهة لبريطانيا ...
- علي باقري: محاولة إخراج حزب الله من المعادلة بلبنان لن تنجح ...
- زعماء أوروبيون يدعون لممارسة مزيد من -الضغط- على روسيا
- محمد رمضان يثير التكهنات بصورة مع لارا ترامب.. ويعد بمفاجأة ...
- هل تستخدم إيران سلاح حزب الله كورقة تفاوض في ملفها النووي؟


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الدستور المغربي.تأويل التنزيل