أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - هفوات اليسار المغربي















المزيد.....

هفوات اليسار المغربي


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 3971 - 2013 / 1 / 13 - 20:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا أحد ينكر التضحيات التي قدمها اليسار المغربي في تاريخه النضالي,و إلى جانب النضال تكون هناك الكثير من الأخطاء التي تفرضها الممارسة السياسية,سواء كانت ناتجة عن سوء تقدير أو بناءات تاكتيكية أو حتى فشل رهانات استراتيجية,فالممارسة السياسية تعترضها الكثير من المعضلات,و تنتابها تغرات لا أحد ينجو منها حتى أعرق التنظيمات السياسية و أقدرها على البناء السياسي و الإستباقات الإيديولوجية,و قد كان اليسار المغربي,بشقيه الإنتخابي و الجذري عرضة لهفوات عصفت به طيلة تاريخه النضالي و السياسي,و الملاحظ أن هناك مطبات أوقع اليسار المغربي بعضه فيها من خلال الصراعات التي تنشب بين مكوناته من منطلق التدافع لنيل تمثيلية الطبقة الكادحة و عموم الشعب المغربي من الفقراء و المتضررين من الإختيارات الإقتصادية والسياسية التي نهجها النظام السياسي المغربي,الذي أحسن قراءة صراعات اليسار المغربي ووظفها لصالح قوى أخرى ساهمت في تأجيج التنافس و التصادم بين المكونات اليسارية,التي أنهكت بعضها حد الإستنزاف للقدرات الفكرية و حتى الحركية,إضافة إلى التشوهات التي لحقتها من جراء الصدامات و الضربات غير المشروعة التي لجأت إليها قوى اليسار تجاه بعضها,بتوجيه أحيانا من الأعداء و حلفاء اليمين الذين وقفوا يتفرجون على المعارك الهامشية التي خاضتها قوى اليسار ضد بعضها منذ الثمانينات و ربما قبل هذا التاريخ بكثير,وإن لم يفرج الزعماء القدامى عن المعارك التي وصلت حد الوشاية ببعض المناضلين,و الزج بهم في غياهب المعتقلات بتهمة اختراق بعض التنظيمات اليسارية,لتستمر حرب التصفيات التي عاشتها الحركة الوطنية المغربية بين مكوناتها التقدمية و الوطنية الشبه سلفية,
1اليسار الجذري
صارع بقوة ضد اليسار البرلماني,لأن خياره تأسس على مقاطعة الإنتخابات و عدم المشاركة في كل الإستحقاقات السياسية,و قد أخذ على اليسار التقليدي قبوله باللعبة السياسية بينما المناضلون الجذريون يساقون للسجون و المنافي,و منهم من قتل تحت التعذيب و المعاناة من الوحدة و الضغوطات النفسية,بل إن من هذا اليسار من اتهم زعامات إصلاحية بقبول منطق التنكيل بكل ما يشق عصى الإجماع الذي انخرطت فيه,و بذلك صارت مشاركة في المؤامرة و الصمت على التصفيات التي عاشها اليسار الجذري في حملاته ضد نظام الحكم,و كان اليسار الجذري ينتظر من عموم اليسار القابل بالمشاركة بالعودة لاختيارات الجماهير,و التلاحم معها في مواجهة نظام الحكم,الذي لم يسمح لقوى اليسار بأن تحتكم إلى النضالات الجماهيرية,بحيث تبدو الأحزاب اليسارية السياسية و كأنها تناهض نظام الحكم,خصوصا و أن النظام المغربي في فترة الثمانينات و السبعينات,لم يكن يثق في اليسار المغربي حتى بعد أن قبل بالتجربة الديمقراطية,فقد كانت هناك تيارت تجنح إلى الإختيارات الجذرية و تحاول بين الفينة والأخرى العودة إلى الشارع السري لاستجماع القوى,تشبها بالتجارب القومية و الإشتراكية التي عرفها المشرق العربي,بمص و سوريا و العراق و اليمن الجنوبي و العديد من الدول التي ثارت في وجه أنظمتها و غيرتها ببناء نظم اشتراكية أو وطنية ديمقراطية حسب السياقات التاريخية و الإجتماعية.
2اليسار الديمقراطي
قطع مع الإختيارات البلانكية كما أسماها,و الثورية حتى داخله سياسيا,و اعتبر كل داع إلى الثورة مناقضا لاختيارات الأحزاب السياسية التقدمية,و التي اعتبرها اليسار الجذري إصلاحية,و اعترف بعضها بهذه الصفة تفاديا لسوء الفهم مع نظام الحكم المغربي,وقد صار اليسار الجذري بالنسبة لها خصما بل عدوا ينبغي إزاحته لأجل بناء أداة حزبية ديمقراطية تحقق اختيارها الديمقراطي في أفق بناء المجتمع الإشتراكي بدون اللجوء للعنف و الثورة المكلفة للجماهير و الأحزاب السياسية,التي لا يمكنها المغامرة برصيدها النضالي من أجل اندفاعات مغامرة و طائشة قادها بعض من لا يدركون الفرق بين الممارسة السياسية المدنية و الممارسة العسكرية الإنقلابية التي عاشها المشرق العربي,و تحولت هذه الإختلافات التاكتيكية إلى تناقضات فكرية و إيديولوجية موضوعها الهيمنة على الإطارات الجماهيرية من نقابات و جمعيات و نوادي سينمائية و حتى جمعيات ثقافية,بحيث نشطت حركة التجاذبات السياسية و الثقافية,فانشغل اليسار ببعضه متناسيا قوى أخرى كانت تتربص بقوى اليسار,بل إن اليسار المغربي زايد على بعضه بقوى الإسلام السياسي و كاد يتحالف معها ضد بعضه,غير أن هذه التجربة تم التصدي لها من طرف المثقفين المغاربة الذين كانت لهم غيرة على اليسار المغربي فأوقفوا هذه المهزلة التي كانت حتما ستعصف بما راكمه اليسار من ثوابت إيديولوجية تحرم الثقة في اللاهوت و المستغلين للدين في الممارسة السياسية.
3تحالفات اليسار
كانت فيها الكثير من التعثرات,فقد فشل اليسار المشارك في جر الجذري منه إلى القبول بالمشاركة بشكل كلي,لكنه أقنع بعضه بالإحتكام إلى ما هو تنافسي في الممارسة الديمقراطية,أي المشاركة في الإنتخابات,و بسبب انعزاله و سريته السابقة لم يكن قادرا على ربح رهانات الفوز بما يرضي طموحه من مقاعد نيابية,بل إن منه من لم يحصل و لو على مقعد واحد,مما عجل بفكرة التحالف مع يسار لا يمكنه أن يقدم الحزب الكبير الإشتراكي بأي صوت أو نائب,فكانت التحالفات تفرض اللجوء إلى قوى غير يسارية و تجنب بعض قوى اليسار التي التحقت متأخرة بموكب المشاركة في الإنتخابات فأحست أنها ورطت من طرف الرفاق ليثبتوا لها صعوبة المعركة السياسية التي طالما استسهلها المقاطعون,فبدأت تدعم الأجنحة الرافضة داخل قوى اليسار المشارك على الإنشقاقات السياسية,لتفرض وجود قوى أخرى أضعف من الحزب الأم للتحالف معها,لكنها خرجت ضعيفة هي الأخرى لتنضاف لقوى اليسار القابلة بالمشاركة بدون وزن سياسي,أما اليسار الآخر الذي حافظ على جذريته فلم ينجح من خلال تجربة التوحيد في الإبقاء على الرفاق القدامى في موقع الرفض,فالتحقوا باليسار المشارك مشكلين اليسار الإشتراكي الموحد,الذي سوف يتحول بالتحاق الوفاءللديمقراطي,إلى الحزب الإشتراكي الموحد.
خلاصات
لا يستطيع اليسار المغربي التخلص من خطيئة التحامل على بعضه,إلا بامتلاك القوة التي تؤهله لإعادة النظر في يساريته التي عرفت المزيد من الإهتزازات,بتخليصها من منطق الفوز بأية طريقة ,أي الوعي بأن هناك أغنياء الإنتخابات,تلك البورجوازية التي تريد تحويل الممارسة السياسية إلى ريع رمزي توزعه على أفراد أسرتها و تتقاسمه مع المقربين بدون أية حمولة إيديولوجية و أخلاقية,و قد كان اليسار خاليا من هذه الفئات إلى أن فتحت الأبواب لتجار السياسة و خدام مؤتمرات التوزيعة التي طالما تهرب منها اليسار,بما عرف بلجان الترشيح التي رغم الإقرار بعدم ديمقراطيتها كانت الوسيلة الوحيدة لوقف اختراقها ممن لا أخلاق و لا هموم سياسية لهم,بل إنهم أفسدوا العديد من المناضلين و حولوهم إلى طامعين في التحول إلى تجار سياسة و انتخابات بلعب قذرة,لم يعرفها اليسار طيلة تاريخه,الزاخر بالنضالات و التضحيات الجسام.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخيال و الصورة
- لاهوت التكفير و لاهوت التدبير
- الفكر الديني والفقه الإسلامي
- التربية و التعليم في المغرب
- الدستور المغربي.تأويل التنزيل
- صراع الأفكار وصراع النوايا في الإتحاد الإشتراكي
- مقطع من رواية موت المجنون
- الرواية,كيفيات الكتابة
- الدين والأخلاق
- العروبة والقراءة
- الدرس المصري
- العنف الديني والإسلام
- بؤس السياسي ويأس الثقافي
- الإسلام وفكرة التحرر
- الحكومات الإسلامية
- سلطة التوافقات
- اليسار الإتحادي
- لادينية الدولة
- مقطع من رواية موت المجنون,لحميد المصباحي
- يسارية المثقف المغربي


المزيد.....




- مدير CIA يعلق على رفض -حماس- لمقترح اتفاق وقف إطلاق النار
- تراجع إيرادات قناة السويس بنسبة 60 %
- بايدن يتابع مسلسل زلات لسانه.. -لأن هذه هي أمريكا-!
- السفير الروسي ورئيس مجلس النواب الليبي يبحثان آخر المستجدات ...
- سي إن إن: تشاد تهدد واشنطن بفسخ الاتفاقية العسكرية معها
- سوريا تتحسب لرد إسرائيلي على أراضيها
- صحيفة: ضغط أمريكي على نتنياهو لقبول إقامة دولة فلسطينية مقاب ...
- استخباراتي أمريكي سابق: ستولتنبرغ ينافق بزعمه أن روسيا تشكل ...
- تصوير جوي يظهر اجتياح الفيضانات مقاطعة كورغان الروسية
- بعد الاتحاد الأوروبي.. عقوبات أمريكية بريطانية على إيران بسب ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - هفوات اليسار المغربي