أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الكاتب و الثقافة في المغرب














المزيد.....

الكاتب و الثقافة في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4005 - 2013 / 2 / 16 - 21:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان مفخرة بتاريخه عندما انحاز بكلمته للحرية,مقررا الإنتصار لها في وجه المستعمر,وتوالت بطولاته,عندما وقف في الصف الفلسطيني,مدافعا عن الحق والعدل,كان كل ذلك مشرفا للكاتب المغربي,وبعد الإستقلال,انحاز أغلب الكتاب المغاربة لليسار المغربي,بكل توجهاته,الإصلاحية والجذرية,وعانوا الكثير في مسارات تفكيرهم وإبداعاتهم الأدبية,شعرا وقصة ورواية,خاضوا صراعات مريرة,دفعت بالكثير منهم للتحول إلى ساسة و مناضلين في ساحة المواجهات اليومية,فكانت الإعتقالات في صفوفهم,والعنف والقمع الجسدي والتعذيب بكل أشكاله,لقهر إرادة الكتاب والمثقفين,و بذلك نال المثقف المغربي احترام المجتمع,و حظي بالكثير من التقدير,لكن ذلك لم يمتد ليزيح المثقف التقليدي من الطريق,و يتغلب على دلالاته التي استأنس بها المجتمع المغربي,دون أن ينتبه إلى ضرورة التمييز بين نمطين من المثقفين,الفقيه,العارف بالقضايا الدينية,و المثقف الحديث العارف بقضايا الدنيا,لكن أيضا المفسر للديانة وفق آليات جديدة مختلفة عن التفسيرات النصية,الملتزمة بما هو محكي و موثق بصيغة الحفاظ على القيم الجماعية,و الثوابت الخاصة بالمذهب الواحد و الإجتهادات الخاصة به,و كذا صيغ الزوايا و التصوف الجنيدي,و هو ما يشكل في نظر نظام الحكم الهوية المغربية,و المرتكزة على الإعتقاد الأشعري,حفظا لوحدة المذهب و الراعية لوحدة الأمة و أمنها الروحي,فهل انتصر المثقف المغربي على التعريف القديم له؟
و هل استطاع فرض رهاناته في التفكير و التجديد؟ و هل نجح في ربح معركة تحرير العقل من الخرافات و السجالات القديمة حول الغيب و الجزاءات؟و هل نال حقه من التفكير الحر في كل ما يعني المجتمع و السلطة و التاريخ و الهوية؟؟؟
1ثقافة الوعظ
في خضم الصراعات التي فرضت على المثقف المغربي,الإنتقال من الشفاهية كفعل وعظي,وجد نفسه مرغما على اعتماد أسلوب الكتابة,ليصير كاتبا,لا يقرأه إلا من كانت لهم حظوة التخلص من الأمية و التقليد الإنصاتي كآلية سلطوية غايتها احتكار الكتابة مخزنيا كفعل مخيف,فالكتابة قيد و القيد تسجيل في سجلات التصنيف الإستدعائي الذي مفاده الخوف من سلطة الإستدعاء التي رسخت لدى المغاربة خوفا مزمنا من سلطة الكتابة و دعوات السلطة لمخالفيها للحضور و حمل أمر مكتوب,بما تحمله الكلمة من دلالات خطيرة,مكتوب كقدر لا أحد يهرب منه,إلا كافر أو تافه مغرور,و بذلك كانت سلطة المخزن في المغرب مرادفا للمكتوب و الناس و البحر,لا يمكن هزيمتها في معركة الوجود و السلطة التي وحدها حق احتكارها و التصرف فيها كما تشاء,و هنا طلب من الكاتب أن يظل محافظا على أسلوبه التقليدي,الشفاهي و الوعظي لتقويم الناس كرعية عليها الإنصات في المجاميع و دور العبادة و مؤسسات الزوايا,و غيرها من مؤسسات الولاء الأبدي لسلطة الآمرين,الذين لهم وحدهم حق التمتع بسلطة الكتابة,و هكذا كان الكاتب في المغرب منازعا لسلطة الدولة,التي كان لزاما عليها تأديبه إن عجزت على فرض سيادتها عليه و إخضاعه بما يرضي الله و أتباع السلطة من ذوي الجاه ممن يستشارون في مثل هذه النوازل.
2ثقافة الكتابة
بدأت قوية و زاخرة بالمنتوجات الفكرية و الأدبية,التي أصحابها معروفون مسبقا من طرف الدولة,التي عملت لزمن طويل على تأخير ظهور المطبعة,بل التخلص من فكرتها مما اضطر الكتاب المغاربة إلى الكتابة باللغة الفرنسية,ثم العربية فيما بعد,و هنا ازدادت المضايقات على الكتاب المغاربة, و حاولت سلطة المخزن التشبه بالمفكرين و الكتبة,لتبدو في نظر العالم مراعية و حافظة لسلطة الحداثة التي عملت على تأخيرها هي الأخرى زمنا بل عقودا صونا صنا لسلطة القول المراد احتكارها إلى جانب سلطة المكتوب و المحفوظ تاريخا و تفكيرا و حتى احتكارا في نظر المخزن الكاتب القارئ,و هي عملية تشبه رجال السلطة و محتكريها بالمثقفين,طمعا في احتكار كل مجالات السلطة بما فيها الرمزية منها,فقد دأبت بعض رموز السلطة التقليدية و الإستبدادية الظهور في مظهر العالم و القادر على تجميع كل الحكم حتى التي لا يفهمها,و بتشجيع من دوائر القرارات,يوهم الحاكم,على أنه طبيب عصره و حكيمه و مسعفه و الذي تأتيه الحكمة من خارج الكتب,و لولا الخجل لآدعى الحكام سلطة حدسية مفارقة للمعتاد و المتفق حوله في الفكر السياسي.
3سلطة الكتابة
أدركت المعارضة ما للكتابة من سطوة,و كذلك نظام الحكم,فصارت الصراعات حول هذه السلطة,و اتسع مجالها نحو المعرفة,مما حتم وجود فقهاء يرسلون اجتهاداتهم للطبع و التسويغ,من أجل الدفاع عن الكثير من المفاهيم التي راجت داخل الجامعات,لكن هذه المعركة,باءت فيها السلطة بهزيمة نكراء,فرجالاتها لم تكن لهم القدرة على المماحكات الكتابية,خصوصا عندما يكون الحضور من ذوي المؤهلات العالية و الحجاجية العميقة,و قد زاد سلطة المثقف قوة,الفكر الماركسي الرابط بين المصالح و القيم و المدافع عن ذوي الدخل المحدود,فربح المثقف المغربي تعاطف أبناء الفئات المهمشة و العمال و حتى أبناء الفئات الوسطى,الذين استشعروا نبذ نظام الحكم لهم,و هنا لعب الحكم لعبته,فاستفاد من التجربة المصرية التي قوى فيها الحكم الحركات الإسلامية لتتصدى للإشتراكيين و القوميين و العلمانيين و كل التوجهات الحديثة,حتى لا ينهزم الفكر الوعظي الفقهي عندما امتدت الممارسات التعلمية و لم تعد الكتابة حكرا على ذوي الجاه و النفوذ ممن في السلطة أو الداعمين اقتصاديا لها و حتى إقطاعيا.
4خلاصات
الكاتب في المغرب بتاريخه قادر على لعب أدوار مهمة,بما يعتبر به مثقفا منتجا لقيم الحداثة و التحرر,بعيدا عن الرهانات السياسية التي أفقدت معركة الحرية شرفها عندما تاجر بها السياسيون و أفقدوها جاذبيتها,التي لا يمكن أن تستعاد إلا بالفعل الثقافي,بما عرف عنه من نزاهة و قوة و قدرة على تمييز معركته و إبعادها عن طموحات السياسيين و غاياتهم.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإغتيالات في الإسلام
- قوة الإسلام السياسي
- الأخوة الإسلامية و الوطنية
- تجارب حكومية مغربية
- هفوات اليسار المغربي
- الخيال و الصورة
- لاهوت التكفير و لاهوت التدبير
- الفكر الديني والفقه الإسلامي
- التربية و التعليم في المغرب
- الدستور المغربي.تأويل التنزيل
- صراع الأفكار وصراع النوايا في الإتحاد الإشتراكي
- مقطع من رواية موت المجنون
- الرواية,كيفيات الكتابة
- الدين والأخلاق
- العروبة والقراءة
- الدرس المصري
- العنف الديني والإسلام
- بؤس السياسي ويأس الثقافي
- الإسلام وفكرة التحرر
- الحكومات الإسلامية


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الكاتب و الثقافة في المغرب