أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سقوط إخوان مصر














المزيد.....

سقوط إخوان مصر


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4146 - 2013 / 7 / 7 - 16:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نشأت حركة الإخوان المسلمين في مصر,سنة 1928,أي قبل تحرر مصر من الإنتداب البريطاني,فهي حركة عتيدة في حسها الدعوي,و لم تنشغل في السياسة إلا بناء على اجتهاد فكري مثله كتاب معالم في الطريق لسيد قطب,الذي خلف إعدامه رجة قوية في المخيال الجماعي و العاطفي لهذه الحركة,التي منها خرجت كل حركات الإسلام السياسي و حتى الجماعات المسلحة,لكن الغريب فيها,و بحكم النجاحات الإقتصادية و التجارية التي حققها أتباعها,تعلمت كيف تواجه اقتصاديا و تخنق خصومها عندما تتمكن منهم,أما إن كانوا أقوياء اقتصاديا و تجاريا,فإنها تتحايل عليهم,بمبررات دينية,كأن تخضع لهم بعض تجارها,و تحرض عليهم فيما بعد أجنحة شبابها في التنظيمات الأخرى,سواء كانت علنية أو سرية,فبماذا نصف هذه الممارسات؟
ما هي الدوافع إليها؟,و ما هي غاياتها السياسية و الإقتصادية و حتى القارية و الدولية؟؟
1برغماتية المتدينين
تدرك الحركة قيمة المال,و ضروراته في السياسة و الحياة,فهي لا تتعارض مبادئها مع التهرب الضريبي,لأنه يؤدى لحكم غير إسلامي,و بديله هو الزكاة,التي يستفيد منها التنظيم,ليخلق بها ثروة تحفز المتوسطين من التجار على أن يصيروا كبارا,و المعدمين إلى تجار,و بذلك تجتذب حركة الإخوان المسلمين لها,الأثرياء,التجار و أصحاب الصناعات و الفقراء في الوقت نفسه,و توحد بين مصالحهم,ليبدو ذلك وحدة إيمان في نظر من لم يعيشوا هذه التجربة من داخلها,و الحقيقة أنها وحدة برغماتية,تحدت كل الحواجز,بل امتدت إلى صفوف النساء,بالزواج و التزويج,الفردي و التعددي,كل هذا احتسابا و إيمانا ظاهريا,لكنه في العمق نابع من تصورات برغماتية,محكومة تنظيميا,و مظبوطة احترازيا,بما يعرف بالتنظيمات الموازية,و امتداداتها في المجتمع المصري و غيره من المجتمعات العربية على الأقل,كل هذا انعكس على مستوى سياسة الجماعة,التي ابتدعت شكلا تنظيميا,متماهي مع التنظيم العام الإخواني,و يمكن أن يكون دراعا سياسيا انتخابيا,يتأهل به الدعوي الديني إلى رجل سياسة,ليدير المجتمع وفق آليات ديمقراطية مرفوضة سرا مدافع عنها علنا,إلى أن تتمكن الحركة من تحقيق ما يسمى إيديولوجيا بالهيمنة الفكرية و الإخلاقية على المجتمع بغية تطويعه و خونجته,.
انقلابية المتدينين2
حركة الإخوان المسلمين,لا تعارض الحكام إلا على أساس السماح لها بالتمكن,فكل نظام سياسي لا يعنيها فيه إلا الهامش المسموح لها بالإستحواذ عليه,لممارسة دعواتها و التصدي لمخالفيها السياسيين و كل الفعاليات السياسية التي تتصارع معها على جميع المستويات,السياسية و الإقتصادية و حتى الدينية إن وجدت,و بذلك فقد تهربت من السلطة فيلحظات ما,قبل أن يعيد منظروها النظر في تاكتيكاتها القديمة,فقد عاينت و ربما ساهمت كيفيات دعمها للإنقلابات السياسية,خارج مصر كما حدث في السودان أيام جعفر النميري و ضياء الحق بباكستان,و لم يكن لديها مانع من خلال المواقف السابقة من البحث عمن يدعمون مشروعها من داخل الجيش,و قد حاولت بمصر اختراق المؤسسات العسكرية,غيرأن الجيش المصري,كانت له جولات مع حركة الإخوان بمصر,و خصوصا المخابرات العسكرية,التي كانت تتبع طموحات الإخوان,و خططهم,بل جتى لقاءاتهم بالقوى الدينية في العالمين العربي و الإسلامي.
3مشروع الإخوان
لم يقف عند حدود بناء الدولة الدينية الإسلامية في حدود مصر,بل ربط علاقات مع دول داعمة له ماليا,و سياسيا بشكلمحتشم,و لم يظهر الدعم العلني له,إلا بعد إقناع الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة الرهان على ما عرف بالإسلام المعتدل,على شاكلة حزب العدالة و التنمية التركي,تفاديا للتطرف الديني الإسلامي,و ربح حليف سني معادي لإيران و حركة حزب الله الشيعين,فظهرت التحالفات الدولية الداعمة للإخوان من السر إلى العلن,من طرف السعودية و قطر و بعض دول الخليج,و غيرها من الدولالعربية,و قد شجع الربيع العربي على ذلك,فاكتملت الحلقة بعد فوز حركة النهضة بتونس,و فوز الإخوان المسلمون من خلال حزب العدالة و الحرية,و المتحالفين معه ,لكن يقظة الشارع المصري,و الثقافة المصرية السياسية,أدركت خطأنها الفادح عندما لم يتفق الثوار على مرشح واحد,فاضطر المصوتون اختيار مرسي و تفضيله على مرشح ما عرف بمرشح الفلول,و هنا كشفت حركة الإخوان عن وجهها السياسي في استغلال ما هو ديني لبسط سيطرتها على المؤسسات,و أهمها القضاء المصري,الذي لم يكن بعيدا عن إدراك مخططات الإخوانالمسلممين,و هو الذي واكب قضائيا مشاريعهم و تحولات فكرهم منذ التأسيس.
خلاصات
لا ديمقراطية تشيد و تحترم بدون وجود فعلي لديمقراطيين,يحترمون حق الإختلاف,فالديمقراطية ليست مجرد تقنيات استشارية إنها مشروع ثقافي و فكري,لا يمكن استئمان حركة الإخوان المسلمين عليه ما دامت لم تتحول فكريا و ثقافيا عن فكرة تأثيم الغير و تكفيره,و اعتبار العدل لا يتحقق إلا بالإستبداد.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة و الصراع في المغرب
- الدولة المغربية
- حكومة الإسلام السياسي مغربيا
- الحكومة المغربية المعارضة
- فن الرواية
- الإسلام و الحداثة
- الدين و التدين في المغرب
- رواية ضفاف الموت,موت المجنون,و موت المهاجر
- افتعال الأزمات السياسية في المغرب
- الحداثة و التحديث عربيا
- صراع السلفيات الخفي
- المعارضة السياسية في المغرب
- الرأسمال اللاتنموي
- العلمانية و إمارة المؤمنين
- تاريخ المغرب
- الحركات الإسلامية
- قتل المرتد و المجلس العلمي المغربي
- الديانات والعلمانية
- السرد المعاصر المغربي
- الحكومة المغربية


المزيد.....




- وزير إسرائيلي متشدد يدخل على خط جدل -عدم تدمير منشآت إيران ا ...
- فوق الركام: الطالبة سارة تحوّل أنقاض منزلها في خان يونس إلى ...
- كمين خان يونس يهزّ إسرائيل: خسائر فادحة وصراع بين التصعيد و ...
- الجزائر: نيابة محكمة الاستئناف تطلب السجن 10 سنوات بحق بوعلا ...
- ماذا تقول نظريات حروب التحرر عن النصر والهزيمة في غزة؟
- مئات الشهداء من طالبي المساعدات بغزة في شهر ومشاهد مؤلمة توث ...
- عاجل | إن بي سي عن مصدرين: تقييم سري للهجمات الأميركية على إ ...
- إعلام إسرائيلي: ترامب وبخ نتنياهو وتوقفنا أمام إيران بمنتصف ...
- تفاصيل تسريب المخابرات.. ضربة أميركا على إيران -غير مدمرة-
- -مجموعة جبناء-.. شاهد انفعال ترامب تعليقًا على تقرير CNN بشأ ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - سقوط إخوان مصر