أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - افتعال الأزمات السياسية في المغرب














المزيد.....

افتعال الأزمات السياسية في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4101 - 2013 / 5 / 23 - 14:10
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل الحكومات تتشكل و تعرف هزات,تزعج هذا الحزب أو ذاك,فيعدل التحالف,أو
تعاد التشكيلة,وفق المتفق حوله أو المستجدات السياسية التي يعرفها
الوطن,و كل ما يحدث يكون وفق القوانين المنظمة للعلاقات السياسية بين
الأحزاب,و في ظل حياد مضمون للدولة,التي لا تتعطل ممارساتها أو تهن بل
تظل مستمرة غير متأثرة بالإختلافات بين مكونات الحكومة,حتى عندما تصل حد
الصراعات السياسية التي يعبر عنها علنا,و إن اقتضى الأمر يتم الإحتكام
للمجتمع,أي الناخبين,بعيدا عن التشكيك في نتائج الإنتخابات أو النزول
للشوارع ,بغية قلب الطاولة على الكل,إنها بهرجة تفقد الثقة في الممارسة
السياسية,و تعرضها للمزيد من الأعطاب,و أهمها ضعف المشاركة بل ربما عدمها
في المستقبل,فلماذا تحدث مثل هذه الظواهر في مجتمعنا المغربي,أي من طرف
ساسته؟؟
ما هي دوافعهم الخفية و الظاهرة؟؟
1خطاب الأزمة
اعتاد الساسة المغاربة الحديث و التفكير فيما يعرف بالأزمات,فهم يتبارون
في تجسيدها لإثبات قدراتهم على رصد الأخطار المحدقة بالبلد,ليثبت كل
حزب,ضرورته في المشهد السياسي المغربي,و كلما حاول,تحالف أو حزب تجاوز
هذا الخطاب,وجد نفسه يعود إليه,متباهيا بقدرته على إيجاد الحلول,أو تضخيم
المعضلات التي يواجهها,و هنا تصير الأزمات مرادفا لاغنى عنه في الفعل
السياسي المغربي,فهو أبسط الخطابات,التي تلوكها ألسنة الساسة,و لايمكن
قياس قوة الحزب إلا من خلال الكشف عن الأزمات العميقة,التي تخفيها
الدولة,أو الأحزاب الفائزة في الإنتخابات,,لكن هذا المنطق اختلف قليلا في
التجربة الحالية,إذ صار الحزب يعتد بقدرته على خلق أزمة,لحل أخرى,,فما
دامت الحكومة لم تقبل,بحزبها الأغلبي,حقيقة أن الأمانة العامة أو الكتابة
العامة لأي حزب مغربي,عندما تتغير,على قوى التحالف أن تدرك,أن ممثلها
عليه أن يكون فيها,أو على الأقل مساعديه,فمن حقه تمتيعهم بفوزه,حتى إن
تعالى هو على الوجود في الحكومة,و إلا سوف يفقد هيمنته المهددة بالكثير
من الخصوم,من داخل الحزب و حتى خارجه.
2خطاب التعديل
ليفرض التعديل الحكومي نفسه على الدولة,لابد من تصوير بعض أفراد الحكومة
أو أغلبها,بالمرفوضين اجتماعيا أو نقابيا أو حتى ثقافيا,فهم يصورون كعامل
توتر مهدد لبنية السلطة أو ماسا بها,و هو ما تلجأ إليه الأحزاب المغربية
في كل مراحل صراعاتها السياسية,رغم التغيرات التي عرفها المشهد
المغربي,دستوريا على الأقل,فالتعديل لا يكون إلا بهذه الآلية,رغم أن هناك
قوانين منظمة حتى لإقالة الحكومة,أو خوض انتخابات سابقة
لأوانها,لكن,مختلقي الأزمات لا يريدون الذهاب بعيد,فالتعديل إجراء غير
مكلف,للأغلبية لكنه حتمي مثلا بالنسبة لحزب الإستقلال,لأتع عرف قيادة
جديدة,رأت في تقسيم الحقائب غياب عدالة بين القوى المشاركة,فمن يمثل
الحزب,أنفسهم,حاليا اقترحوا في ظل أمانة عامة سابقة,و مثل هذه الأمور,لا
توجب تعديلا إلا في البنية السياسية المغربية,بفعل منطق الولاءات الحزبية
و مزاجية المصوتين داخل المؤسسات الحزبية نفسها,فلهم رهاناتهم السياسية و
التمثيلية لتيراتهم أو امتداداتهم العائلية,و هو ما فهمته قوى الحكومة
كتحالف غير منسجم,رغم كل ما قيل عن طبيعةتركيب الحكومة,فغالبا ما اعتبر
حزب الإستقلال,محافظا ,الأقرب للعدالة و التنمية,نظريا,فإذا بالحزب
التقدمي يصير أكثر قربا من العدالة و التنمية,إنها مفارقة لا تحدث إلا في
سياسة المغرب الحزبية.
3خطاب المؤامرة
من الطبيعي أن ترد الحكومة على الرافضين للقبول بما تم التفاوض حوله
أثناء المشاورات السياسية,التي قادها قادة الحزب الفائز بالرتبة الأولى
في الإنتخابات الأخيرة,و عندما يتم الإصرار على التعديل الحكومي,فإن
الحكومة لن يكون أمامها إلا الدفاع عن نفسها,وفق الآلية السياسية
المغربية,بأن يصور التحالف نفسه,مستهدفا من طرف من مست مصالحهم,بعد
إجراءات التطهير التي باشرتها الحكومة,أو أعلنت قرب القيام بها,كما أن
الحزب المنسحب,و الذي اقترب في خطاباته من المعارضة,سوف يعتبر نفسه
مستهدفا,بمحاولة استفادة الحزب الحاصل على الأغلبية,أي العدالة و التنمية
من كل الإصلاحات التي باشرها,و نسبها لنفسه كممثل لقوى إسلامية,أتت به
إلى السلطة من خلال الربيع العربي و ما تلاه من تحولات عرفها العالم
العربي,و قد أدرك حزب الإستقلال هذه الحقيقة و أضافها لتضرره من تقسيم
الوزارات,و أعلن هو الآخر,أن هناك مؤامرة إخوانية,حيكت في الخفاء لتقويض
بنى النظم العربية و الإسلامية قصد الإستيلاء على السلطة السياسية بتملك
الدولة,بما يذكر بالعمليات التي كانت تعرفها أمريكا اللاتينية في
السبعينات و حتى الكثير من الدول الأفريقية.
خلاصات
إن سياسة التهويل و التخوين و التأزيم,و افتعال المواجهات,تلهي الحكومات
و حتى المعارضة,عن المساهمة الفعالة في بناء استراتيجيات البناء
الإقتصادي للبلد,بعيدا عن منطق الربح و الخسارة الحزبية,بذلك تشيد بنى
التفكير السياسي,القادر على ربح رهانات التنمية,و تحصين الوطن اقتصاديا
ضد الأزمات التي تعرفها الكثير من الدول,دون نسيان أن هناك دولا,تستغل
مثل هذه الأزمات لبناء نفسها,و تجديد فعالية وجودها الإقتصادي و التجاري.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحداثة و التحديث عربيا
- صراع السلفيات الخفي
- المعارضة السياسية في المغرب
- الرأسمال اللاتنموي
- العلمانية و إمارة المؤمنين
- تاريخ المغرب
- الحركات الإسلامية
- قتل المرتد و المجلس العلمي المغربي
- الديانات والعلمانية
- السرد المعاصر المغربي
- الحكومة المغربية
- الثقافة عربيا
- النفحة الروحية في الزجل المغربي المعاصر
- صورة الشيء و جمالياته الشعرية
- المرأة و السياسة
- الحكومة المعارضة
- السرد و النقد في المغرب
- الهوية و العولمة
- القضاء و العدالة في المغرب
- الكاتب و الثقافة في المغرب


المزيد.....




- جامعة هارفارد الأمريكية تتحدى ترامب!
- ما نعرفه - وما لا نعرفه - عن البرنامج النووي الإيراني
- خرق أمني في أكبر قاعدة جوية بريطانية على يد نشطاء مؤيدين لفل ...
- جول فيرن.. من رواد أدب الخيال العلمي
- نتنياهو يقول إنه الآن يغير وجه العالم.. هل غيرت الصواريخ الإ ...
- مظاهرات تعم المدن الإيرانية تنديدا بالهجمات الإسرائيلية ودعم ...
- السلفادور.. قبضة الرئيس نجيب بوكيلة -الحديدية-
- قطاع غزة: مقتل 43 فلسطينيا بنيران القوات الإسرائيلية معظمهم ...
- الدويري يرجح دخول أميركا بثقلها في حرب إسرائيل وإيران
- صحيفة أميركية: إسرائيل قد تسارع لإنهاء الحرب على إيران لهذا ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - افتعال الأزمات السياسية في المغرب