أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - حكومة الإسلام السياسي مغربيا














المزيد.....

حكومة الإسلام السياسي مغربيا


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4134 - 2013 / 6 / 25 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عبر المواطنون في الإنتخابات التشريعية الأخيرة عن اختيارهم لحزب العدالة و التنمية,كحزب ديني,إسلامي,حاول مناضلوه و نجحوا في تصويره كحزب حامل لمشروع إسلامي,و اعتبروا التصويت عليه,دليل إسلامية المجتمع المغربي,و مادام المغاربة مسلمون,فمن الطبيعي,أن يوجد حزب إسلامي في الحكم,بعد أن اختبر المغاربة الأحزاب الليبرالية,ثم مالوا نحو الإتجاهات الإشتراكية,و كان عليهم تجربة الإسلاميين,و الثقة فيهم كما وثقوا في غيرهم من القوى السياسية الأخرى المنافسة,و لأن حزب العدالة و التنمية المغربي,ليس له تاريخي نضالي,كالقوى الإشتراكية,التي صارعت الإستعمار,و تسلط الدولة المغربية بعد الإستقلال,فقد لعبت ظروف العالم العربي لصالحه,من خلال اعتباره ممثلا لحركة عشرين فبراير,التي خافها الحزب,و انقسم بسببها مناضلوه و قياديوه,لكنه تجاهل هذه الحقائق,و صار يهدد بالنزول إلى الشارع.
فما الذي أضافه حزب العدالة و التنمية للمشهد السياسي المغربي؟
و ما هي المشاريع التي حققها اجتماعيا و سياسيا و حتى ثقافيا؟
ما هي رهاناته للفوز بالأغلبية في الإستحقاقات القادمة؟
ما هي المشاريع التي يمضي إليها في صراعاته,و ما هي الغاية منها؟
1التباس السياسة
صاغ حزب العدالة و التنمية خطاباته من معجم التحاملات الساعية لتصويره كخصم لقوى شبحية,و هي طريقة لتجنب افتعال صراعات دينية بين مؤمنين و كفارا,كما هي في الصيغة الموازية للحزب من خلال الدعاة,الفاعلين في جمعية الإصلاح و التوحيد,فقد أدرك السيد بن كيران,أن تحويل الصراعات السياسية,إلى مواجهات دينية,غير مسموح بها في المشهد المغربي,على خلاف ما ذهبت إليه صراعات المشرق العربي,و يبدو أن حزب العدالة و التنمية,بذلك حرم من الإستفادة من آليات المواجهة التي ابتدعتها حركة الإخوان المسلمين بمصر,كما أن فشلها و وعي الجماهير المصرية,أربكا مخططات تحويل العالم العربي إلى معترك مواجهات بين المسلمين و الملحدين و العلمانيين,فنهل حزب العدالة و التنمية من معجمات الغموض,و الترميزات الفضفاضة,التي تنفلت من التحديدات الدقيقة,فيقول الكثير دون أن يعني أي أحد,و ورط معه حتى المعارضة,في تعويم انتقاداتها للمشاريع الحكومية,فصارت الحكومة و كأنها في قبضة حزب العدالة و التنمية,مما ولد تهربا من المحاسبة لباقي القوى الأخرى,و دفع ببعضها للبحث عن لعب أدوار أخرى حتى من داخل الأغلبية,كما هو الحال مع حزبي,الإستقلال و التقدم و الإشتراكية.
2 سياسة المشاريع المعلقة
هي سياسة انتظارية,وعظية,غايتها تكبيل الخصوم و حتى تخويفهم,بما سوف تقبل عليه الحكومة من إصلاحات,مما يرهن المعارضة هي الأخرى بانتظار المشاريع التي سوف تقدم عليها الحكومة,اقتراحات أو إجراءات,يمكن استغلالها لمحاصرة الأغلبية الحكومية و دفعها لارتكاب المزيد من الأخطاء و الهفوات السياسية,و بذلك تضعف الحكومة و الحزب الأغلبي,الذي هو حزب العدالة و التنمية الإسلامي,و هنا يصرح العدالة و التنمية بأن خصوماته أصلها,هو خوف الفاعلين السياسيين مما سوف يقدم عليه من إصلاحات,ليرمز و يحيل على أن كل معارضيه من كل الأحزاب السياسية,فاسدين,يتخوفون من حملات حكومة الإصلاح,التي كلما اقتربت من مجالاتهم الحيوية و المصلحية ضجت مؤسسات التمثيل السياسي بصرخاتهم و عويلهم السياسي,مما يفرض اختفاءهم و ارتداءهم لطاقيات الإخفاء و تحولهم إلى أشباح.
3رهانات السيطرة
زعامات العدالة و التنمية,ميالة لاحتكار السلطة,فهي مدركة لاستحالة التحالف مع أية قوى غير إسلامية,مما يفسر عدم قدرتها على احتمال حتى المتحالفين معها من الأحزاب المختلفة عنها سياسيا و إيديولوجيا,فالحزب لم يخف حاجته لأتباع,و ليس شركاء سياسيين في إطار تحالفات محكومة ببرامج سياسية,لها غايات اقتصادية و اجتماعية و ثقافية,و الدليل هو الميل لعدم تفعيل مساطر تفصيلية و قوانين منظمة لما يحتويه الدستور الجديد من إمكانات,في التأويل و التجسيد الفعلي,فهذه الديمقراطية,التي يتم الإحتكام إليها معطلة للمشروعات الإسلامية التي لا يمكن استشارة التحالف حولها و لا حتى المصوتين,و هي العبارة التي انفلت من لسان السيد بن كيران,عندما قال أنا مجرد رئيس حكومة,و هي ربما هفوة,لا تعطيني الحق في سوء تأويلها,من منطلق أن النيات لا يعلمها إلاالله,و
المقربون من جمعية الإصلاح و التوحيذ.
4صراعات الهزيمة
هناك قوى سياسية,تسعى لأن تسقط,و تؤسس سقوطها على مبررات تتحول إلى حوافز لاستنهاض ذاتها,و التصدي للخصوم بنفس جديد,و هي حيلة سياسية سبق أن جربت,بحيث يطلب من المصوتين التحول إلى قوى داعمة للحزب,بمضاعفة عددها قصد حصول الحزب على أغلبية عددية,تغنيه عن التحالف مع قوى أخرى,و بذلك قد يخلق الحزب لنفسه متحالفين من المرجعية نفسها,يدعمونه انتصارا للعقيدة المشتركة و وحدة المصير,و وعدا بمناصب في مؤسسات الحكم,أو القطاعات الحساسة,التي تحتاجها حركات الإسلام السياسي للسيطرة الثقافية و الإيديولوجية على المجتمع,و ترجمة هذه السيطرة إلى سلطة قاهرة,مدبرة لشؤون المجتمع و مسيرة له,وفق قراءتها و غاياتها السياسية الدينية,حتى لا نذهب بذلك لغايات أبعد مما يحتمله المجتمع المغربي.
خلاصات
تدرك أحزاب الإسلام السياسي,أن الممارسة السياسية,وفق الآليات الديمقراطية تضعفها,فلها تصورها الخاص لممارسة السلطة السياسية,كما أنها تعرف عجزها على خلق مشاريع تنموية,فهي بحركية أتباعها تصل للسلطة,عنفا و انتخابات,لكنها سرعان ما تفقدها,لأن الناس سرعان ما يملون خطابات الحماسة الدينية عندما تلسعهم آفات الجوع و سوء التغذية و التعليم و حتى سوء التنمية.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة المغربية المعارضة
- فن الرواية
- الإسلام و الحداثة
- الدين و التدين في المغرب
- رواية ضفاف الموت,موت المجنون,و موت المهاجر
- افتعال الأزمات السياسية في المغرب
- الحداثة و التحديث عربيا
- صراع السلفيات الخفي
- المعارضة السياسية في المغرب
- الرأسمال اللاتنموي
- العلمانية و إمارة المؤمنين
- تاريخ المغرب
- الحركات الإسلامية
- قتل المرتد و المجلس العلمي المغربي
- الديانات والعلمانية
- السرد المعاصر المغربي
- الحكومة المغربية
- الثقافة عربيا
- النفحة الروحية في الزجل المغربي المعاصر
- صورة الشيء و جمالياته الشعرية


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - حكومة الإسلام السياسي مغربيا