أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد المصباحي - المدرسة المغربية و العنف














المزيد.....

المدرسة المغربية و العنف


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 18:46
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


العنف في المدرسة امتداد لما يعرفه الشارع المغربي من تحولات,بل إن العنف
قبل أن يصل إلى المدرسة مورس داخل الأسر بما يعرف بتعنيف الأصول,الأم و
الأب,بل هناك جرائم ارتبكت في حق الآباء و أدت إلى القتل,منها ما يصل
للقضاء و منها ما يكتشف بعد محاولة الأسر التستر على مجرميها من الأبناء
و حتى الآباء ,يحدث هذا في البوادي و المدن,فقد تشتعل شرارة المواجهات
بين القبائل بالبوادي,و بين سكان الأحياء بالمدن,لكن الدوافع واحدة,و هي
المصالح أو الإثارات الشخصية ذات المناحي الساخرة أو المنتقمة,فالعنف في
مثل الكثير من هذه الحالات ,مؤشر على وجود اختلافات و تعارض مصالح,ترفض
أطرافها الإحتكام لما هو أخلاقي أو قانوني قضائي,مما يفيد حضور الغرائزي
و استبعاد ما هو عقلي في المعاملات و الإختلافات بين الأفراد و الجماعات
داخل المجتمع المغربي,ترى في مثل هذا الوضع كيف يمكن للمدرسة أن تستثنى
من العنف؟؟؟
حتما سوف يطال العنف المدرسة,ليس بين التلاميذ فقط,بل بينهم و بين
المدرسين و الإداريين,و لا مبالغة من القول أن العنف طال حتى علاقات
المدرسين فيما بينهم و بينهم و الإدارات التربوية,فهل كان بإمكان المدارس
و الثانويات المغربية الحد من العنف داخل فضائها أو إلغاءه نهائيا؟؟
لا يمكن التصدي لآية ظاهرة بدون تحديد شروط ظهورها,و العوامل المتحكمة
فيها,و مختلف أشكالها,فقد فاجأ العنف داخل مؤسسات التعليم الجميع,و بقيت
طرق التصدي له رهينة المقاربات الشخصية لرجالات التربية و التعليم,و كان
في ذلك الكثير من التنازلات التي جعلت الظاهرة تستفحل,من منطلق خجل
مؤسسات التعليم من اعتماد المقاربات القضائية,التي هي نفسها تسوي بين عنف
المتعلم و المعلم,فيجد غالب رجالات التعليم أنفسهم أمام تهمة تبادل الضرب
و الجرح,و كأن الحدث وقع بالشارع العام,و ليس بين مربي و تلميذ,لكن قبل
التطرق لهذه الحالات و أبعادها الثقافية و النفسية,علينا العودة لبعض
أشكال العنف داخل مؤسسات التربية و التعليم.
1العنف الممتد
هو عنف يحدث بين التلاميذ ,ليست أسبابه داخل الفصول و المؤسسات
التربوية,بل هو مجرد امتداد لسوء فهم حصل داخل أزقة الأحياء و حتى داخل
أسواقها,فيكون تواجد التلاميذ بالمدرسة فرصة للتعبير عن السخط المتبادل و
حتى الرغبة في تعنيف الخصم أمام زملائه كإمعان في إذلاله أمامهم,و هنا
تبدو المدرسة في نظر التلاميذ كامتداد للشارع,و هنا تكمن خطورة
العنف,الذي يطال رجالات التربية و التعليم و الإداريين,مما يفقد المؤسسات
التربوية القدرة على التحكم في التلاميذ في ظل اكتظاظها و انفتاحها على
ظواهر الشارع بما فيه من عنف و مخدرات و تحرشات.
2العنف الفصلي
هو عنف ينتج عن سوء فهم بين التلاميذ الزملاء,و أحيانا حتى بينهم و
أساتذتهم,فتتطور الألفاظ العنيفة إلى عنف جسدي غير متحكم فيه,فيغدو شخصيا
رغم العقوبات التربوية التي تتخذها مؤسسات التربية,و التي تحاول في
غالبها تفهم انفعالات التلاميذ الذين لم تعد العقوبات مجدية بالنسبة
لهم,×صوصا بعد استقالة الأسر أو أكثرها في عمليات التوجيه و التحكم في
السلوكات الشاذة.
3العنف التخديري
هو عنف ناتج عن تناول كميات غير محتملة من المخدرات,خصوصا الأقراص
المهيجة,و التي يندفع معها التلميذ لارتكاب فظاعات سرعان ما ينساها و لا
يصدق أنه اقترفها,و قد صار الحبوب المهلوسة و سيلة لرفع الحرج,كأداة
هجومية يتم اللجوء لها لرفع كل حدود الخوف و حتى التفكير في العواقب.
4العنف المرضي
هناك حالات مرضية في صفوف التلاميذ,لم تول العناية اللازمة,فتطورت لعنف
بعد أن وصلت الكراهية أوجها للغير,برفض التواصل معه و التعايش,و تكون لها
جذور أسرية بما تعرفه الأسر المغربية الفقيرة من تفكك و احتراب بين
أفرادها.
خلاصات
العنف حصيلة لتراكمات من سوء الفهم لصيرورة المجتع المغربي و ما يعرفه من
تحولات في صفوف شبابه,و ما عرفه من يأس و خذلان و انعدام للثقة في
المستقبل,مع الإحساس بالإحباطات المتتالية المؤدية لتمزقات نفسية,أفقدته
الثقة في كل مؤسسات التربية و التكوين و الإدماج,بما فيها الأسر و
المدارس و حتى المجتمع نفسه.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المدرس و جودة التعلمات
- السلفية و حداثية الحزب
- استراتيجية الكفايات
- العقيدة و الوطن سياسيا
- الدولة الإسلامية و إسرائيل
- مجتمع اللامدرسة
- المدرسة المغربية و المعرفة
- المجتمع المغربي و المدرسة
- اليسار العربي و الجيش
- الجيش المصري و الإخوان
- سقوط إخوان مصر
- السياسة و الصراع في المغرب
- الدولة المغربية
- حكومة الإسلام السياسي مغربيا
- الحكومة المغربية المعارضة
- فن الرواية
- الإسلام و الحداثة
- الدين و التدين في المغرب
- رواية ضفاف الموت,موت المجنون,و موت المهاجر
- افتعال الأزمات السياسية في المغرب


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد المصباحي - المدرسة المغربية و العنف