أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد المصباحي - المدرس و جودة التعلمات














المزيد.....

المدرس و جودة التعلمات


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 02:19
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


هناك حقيقة غالبا ما نتهرب منها,و قبل البوح بها هناك سؤال يحيل عليها,و
هو لبساطته يشكل حرجا لمنظومتنا التعليمية,و يمكن صياغته على الشكل
التالي,هل كل رجالات التربية و التعليم اختاروا عن قناعة مهنة التدريس؟
و هل حصلوا عليها بشفافية المباريات أو بالمياشر القديم و ليس الحالي؟
الكثير من المدرسين باستياء يتحدثون عن مهنة التعليم,حتى قبل أن تصل
المؤسسات التعليمية إلى ما هي عليه اليوم في المغرب,بحيث كانت قديما
مجالات موازية للتوظيف,لكن لعتبارات عديدة يختار الخريجون القدامى مهنة
العطل كما قال أحدهم,لكن عندما انتشرت آفة العطالة,لم يعد الخيار
حاضرا,خصوصا و أن وزارة التربية حافظت على نسبة عالية من التوظيف في كل
سنة مقارنة مع القطاعات الأخرى,قد يقول قائل و كيف يمكن التوصل إلى هذه
المعطيات من خلال المقابلات أو تقنيات استقراء الآراء المعروفة في
السوسيولوجيا؟
أكيد فإن حرج السؤال إن أدرك المستجوب رسميته لن يأتي بالجواب
الصحيح,لذلك فإن هناك استنتاجات تعتمد قياسات عقلية,أولها فإن أهم مظهر
حب المهنة,حتى لو لم تكن تعليمية,هو الإجتهادات المهنية المرتبطة
بالمعرفة او المهارات التقنية,و هنا يطرح سؤال,ما هو حجم مطالعات رجالات
التعليم و نسائه,مع استثناء الموضوعات المرتبطة بمباريات التأهيل
المهني,حتما سوف تجد غياب المكتبات كثقافة في تأثيث بيوت أغلب رجال و
نساء و التعليم,و حتى المجدون أيام الجامعات توقفوا عن المتابعة,و صارت
لهم عداءات غير مبررة للكتاب و الكتابات خصوصا المغربية منها,أما
الأجنبية الغالية الثمن فلم يعد يقرب ساحتها حتى المختصون من أهل التكوين
و التربية ,وهنا أستحضر مثالا مصريا,يقول إن كل المهن تكتسب مهاراتها
فيتقنها متعلموها,إلا القضاة و المدرسون,فإنهم كذلك بفطرتهم,و هو مثال
طبعا قابل للكثير من المناقشات,غير أن ذلك لا يلغي أهمية تحليل أبعاد هذه
الفكرة,
فالقاضي ليتشرب روح العدالة ,لا تكفيه الإحاطة بالقوانين و الفصول,و لا
تكفيه ترجمة الحق ليغدو قانونا منفذا,بل لابد للقاضي من تشرب روح العدالة
بالتنبه إلى أن الحق لا تتسع له كل القوانين,التي تحتاج لروح المجتهد
ليكيفها من متطلبات العدالة الخارقة أو المؤولة لنصوص القوانين,و أعتقد
أن الأمر نفسه ينطبق على المدرس,فهو منهجي بطبعه,يقود بوجدانية عميقة فكر
المتلقين و يحفزهم بإبداعية عميقة على حب ما يقدمه قبل إفهامه,فهو رسول
المادة,إم أحبه المتعلم أحبها و إن كرهه كرهها.
هكذا يساهم الإختيار المفروض أزمة,تنعكس سلبا على نفسية المدرس,و تحبطه
بل قد تقوده إلى اختلالات عاصفة بصحته و حتى توازناته النفسية و أحيانا
العقلية,بعد هذه الملاحظات يمكن الإنتقال إلى آليات التوظيف القديمة و
التي كانت مباشرة,و تتحكم فيها الإعتبارات السياسية و الجهوية,و حتى
النقابية,فقد كانت الخدمة المدنية أقرب البوابات للتوظيف,تنظاف إليها بعض
المباريات التي يعرف الكل كيفيات مرورها و انتقاء الخريجين خصوصا في
مرحلة الصراعات السياسية الساخنة التي عرفها المجتمع المغربي,و قد كانت
الدولة المغربية,من خلال أجهزة الرصد و التتبع,تتصدى للخريجين الذين لهم
ماضي نضالي في الكليات,فإما أن تفرض عليهم الخدمة العسكرية انتقاما أو
تتركهم لجحيم العطالة يفترسهم,و مارست الدولة فرضها لوجوه أخرى أكثر
قبولا للعبة السياسية أو بعدا عنها,فقد كان هناك طلبة يمشون على جوانب
الحيطان,لا يجدون حرجا في التقرب من هذا المسؤول أو ذاك,بغية الحصول على
الوظيف,و قد كان التعليم و الجاعات حقلا شاسعا لمثل هذا النوع من
التوظيفات.
في الحالتين معا,فإن حب المهنة سوف يكون غائبا,و من الصعب العطاء في مهنة
غير محبوبة,حتى إن أكره العامل في مجال التدريس على ذلك,بالمذكرات و
المراقبة و كل أشكال التتبع,لكن يمكن الرهان على الوعي الأخلاقي و حجية
الضمير الفردي و فعاليته,فالحوافز المادية رغم أهميتها كما بينت النقابات
لم تكن كافية.
حميد المصباحي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السلفية و حداثية الحزب
- استراتيجية الكفايات
- العقيدة و الوطن سياسيا
- الدولة الإسلامية و إسرائيل
- مجتمع اللامدرسة
- المدرسة المغربية و المعرفة
- المجتمع المغربي و المدرسة
- اليسار العربي و الجيش
- الجيش المصري و الإخوان
- سقوط إخوان مصر
- السياسة و الصراع في المغرب
- الدولة المغربية
- حكومة الإسلام السياسي مغربيا
- الحكومة المغربية المعارضة
- فن الرواية
- الإسلام و الحداثة
- الدين و التدين في المغرب
- رواية ضفاف الموت,موت المجنون,و موت المهاجر
- افتعال الأزمات السياسية في المغرب
- الحداثة و التحديث عربيا


المزيد.....




- إسرائيل تشن7 غارات على محيط دمشق وترسل مقاتلاتها فوق أجواء ح ...
- البنتاغون يعلن عن نجاح تجربة نموذج أولي لصاروخ فرط صوتي بحري ...
- الجيش البريطاني يمنع قواته من إطلاق طائرات مسيرة أثناء التدر ...
- الاستخبارات الأمريكية تنشر فيديو للتغرير بمسؤولين صينيين على ...
- أكبر حصيلة منذ 15 عاما.. وفاة 216 طفلا بموسم الإنفلونزا هذا ...
- إدارة ترامب تعتزم تسريح 1200 موظف في وكالة الاستخبارات المرك ...
- كبرى شركات الأحذية الأمريكية تحث ترامب على رفع الرسوم الجمرك ...
- الخارجية الألمانية ترد على انتقادات روبيو لتصنيف حزب -البديل ...
- -أكسيوس-: الولايات المتحدة وإسرائيل تقتربان من التوصل إلى ات ...
- ما هدف دول الساحل من إرسال دبلوماسييها إلى الرباط في أوج خلا ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حميد المصباحي - المدرس و جودة التعلمات