أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العدالة و التنمية و النقابات في المغرب














المزيد.....

العدالة و التنمية و النقابات في المغرب


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4341 - 2014 / 1 / 21 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأحزاب ذات المرجعيات الدينية و خصوصا الإسلامية,لها نظرة غريبة للنقابات,حتى عندما تحاول التواصل معها تجد نفسها مرغمة على سلوكات تعكس رؤيتها للعمل النقابي و أحكامها حوله,فمهما ادعت من تفهم لمصالح الفئات المنتجة للثروة,فهي كقوى سياسية لإسلامية لا تعترف إلا برجال الأعمال و خصوصا التجار و الصناع,أما ما عداهم فهم مجرد مستهلكين,عليهم الخضوع و القبول بما تقدمه الحكومة الإسلامية في أغلبيتها و اختياراتها,فما هي هذه النظرة و ما هي حقيقتها؟؟؟
1الإسلام التجاري
الكل يعرف تلك الأحاديث التي تحض على التجارة,فالتجارة مخالف تماما للإيجار و المضاربات البنكية,و هذا التوجه يتحكم لاشعوريا في ذهنية الإسلام السياسي لحزب العدالة و التنمية,و الملاحظ للتركيبة السوسيوثقافية لرجالات التوحيد و الإصلاح,ينتبه لفكرة اعتبار التجارة خلاصا و هربا من كل المفسدات للحياة و الروح التعبدية,فالتاجر ليس خاضعا لأحد,و هو سيد وقته,كما الثروة التي ينتجها بمبادلاته تسهل عليه التواصل مع الناس,و اكتساب ثقتهم و نيل رضاهم,بما يجعل من التاجر قدوة,و مساهما أكثر من غيره في نشر الدعوة و الإنتصار لها ضد المختلسين و غير القاسطين في الميزان التجاري و التبضعي,و في هذه الأنشطة هناك أرباح لا يمكنها إخضاعها لشفافية التضريب و الرقابة المالية,لأنها مفتوحة,و بها تغتني الحركات الدينية,و قد استفادت منها الحركات الإسلامية المغربية خصوصا تلك التي كان روادها ماضي في الزوايا الدينية المغربية التي مدت إشعاعها خارج حدود المغرب.
2الإسلام البنكي
إنه صيغة لمصارعة النظام الربوي,بطرق تجارية ربحية,تحاول استبدال الربح البنكي المعتبر ريعا بربح آخر تجاري,فالفائدة سوف تصير حلالا لأن هناك تجارا مسلمين عليهم مهمة زرع بركة الربحية بما هو تجاري,لا يتم الكشف عنها من خلال المعاملات التجارية,فهذا النوع من الأبناك,يستثمر التجارة حتى لا تدخل الفائدة لمجمل العلاقات الإقتراضية,و الموافقون على مثل عذه العمليات حتى لو كانوا يعملون في الصناعة,سوف يجري عليهم الإنتماء للتجار,و قد ينتقلون للصناعة,و يحافظون بماضيهم التجاري على تلك العلاقة الحيوية بالحركة الدعوية,التي يوظفونها لإقناع الأتباع بالعمل لديهم,فيصيرون مناصرين للمقاولين و حاتين على مساعدتهم في تنمية ثروة,يتظاهر أصحابها بمحاربة كل ما هو ربوي أو محرم في البيع و الصنع,فابتدع هؤلاء تجارة خاصة بالمسلمين,سرعان ما امتدت حتى للصناعات,من قبيل الحناء و السواك و بعض تركيبات العشب العلاجي و الفحولي و ما شابه من التصبيرات الغريبة,ثيابا حجابية و ألات و علاجات و ربما حتى مياه مقدسة من مكة لو أتيح لهم الأمر.
3 الإسلام النقابي
هو تصور لطالما قاوم النقابات باعتبارها واجهة للصراعات الطبيقية,أي حسد الفقراء للإنياء تبسيطا,فكان من الطبيعي أن تعادي حركات الإسلام السياسي كل ما هو مطلبي نقابي,دون أن يمنعها ذلك من خلق نقاباتها الخاصة,و فق تصورها للعمل النقابي,الذي غايته خلق التعبئة ذات الأسس غير المطلبية,بل البديلة للنقابات ذات التوجهات التقدمية في أعمها,بحيث سرعان ما تغدو النقابة الملتحية متنفسا للإحتجاجات التي من خلالها تؤطر الشغيلة و الموظفين بما يخدم الحركة الدعوية,و يكون وسيلة لمد جسورها تجاه كل الفئات الإجتماعية,و ربما هي وسيلة أخرى لخنق الصناعات التي لا تستجيب لمتطلبات الإسلام التجاري و الصناعي و البنكي وفق الصورة السابقة,كما أن النقابة في صيغتها الدينية يمكن أن تشوش على مختلف الصراعات المطلبية,مدعية بعدها عن الحركات الدعوية التي تتعامل معها وفق الحاجات و ملابسات الصراعات السياسية التي يستثمرها الحزب السياسي دينيا بحركته الدعوية .
4الإسلام الضريبي
حركات الإسلام السياسي,كما هو في أدبيات أقدم حركاتها,يستغل المساعدات في صيغة الزكاة,ليبرر بها تهربه من دفع الضرائب,أو تقزيمها لأضيق الحدود الممكنة,مما يسمح لأتباعه من الأغنياء باستثمارها فيما يعتبر الحاجات الملحة,التي بها يتم التقرب من الفقراء و المعدمين,في المناسبات,بل حتى ضحايا التعسفات و الطرد من العمل,تصير عمليات تمويلهم طريقة لكسب أهلهم و أسرهم,و هو منطق يراهن على مراكمة الثروات و الدخول بها في صراعات ضد المنافسين التجاريين و حتى الصناعيين,لكسبهم و جرهم إما للمساهمة,أو الصمت عن حدة الصراعات التي تشتعل في مجالاتهم التجارية و الصناعية,بالنصيب الممكن أيضا من محاصرة الفعل النقابي المخالف لتصوراتهم للفعل السياسي و النقابي الماتح من فكر الإسلام السياسي.
خلاصات
تدرك غريزيا كل حركات الإسلام السياسي,بما فيبها العدالة و التنمية,أن قوى اليسار تتقدم بصراعاتها النقابية,التي بها تثبت جديتها و نضاليتها و حتى عمقها الشعبي,و لذلك فمن الطبيعي أن تعمل حكومة العدالة و التنمية على قص أجنحة النقابات و الضغط في كل الإتجاهات بغية فض ارتباطها بهموم الشغيلة و الموظفين,و هو ما نجحت فيه أغلبية العدالة و التنمية لحد الآن.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة و الحكومة في المغرب
- فكر التكفير
- سياسة الإضمار و سياسة الإعلان
- المثقفون المغاربة الجدد
- اللغة و اللهجة المغربية
- العدالة و التنمية,سياسية الديني
- سياسية المتدين
- الصراع الديني اندحار
- الديمقراطية و الديموسلامية
- أين الإقتصاد الإسلامي؟؟
- المدرسة المغربية و العنف
- المدرس و جودة التعلمات
- السلفية و حداثية الحزب
- استراتيجية الكفايات
- العقيدة و الوطن سياسيا
- الدولة الإسلامية و إسرائيل
- مجتمع اللامدرسة
- المدرسة المغربية و المعرفة
- المجتمع المغربي و المدرسة
- اليسار العربي و الجيش


المزيد.....




- تواصل القصف بين إسرائيل وإيران وترقب لقرار حاسم من ترامب
- قائد القوات البرية العراقية يوجه الجيش بالاستعداد القتالي وا ...
- الجيش الإسرائيلي يحقق في استخدام صاروخ إيراني برأس متفجر يزن ...
- سفارة الصين لدى إسرائيل: هناك حالة ضبابية بشأن الوضع مع استم ...
- بعد فشل القبة الإسرائيلية.. الدفاعات الأمريكية تعترض الموجة ...
- -أكسيوس-: شكوك في ذهن ترامب بشأن فعالية القنابل الخارقة للتح ...
- كوريا الشمالية: الهجمات الإسرائيلية على إيران تصرف غير قانون ...
- -إيه بي سي-: الولايات المتحدة تستعد لشن هجوم على محطة -فوردو ...
- ?? مباشر: ترامب يترك الباب مفتوحا أمام العمل العسكري ضد إيرا ...
- ترامب ينهي اجتماعه بشأن إيران بلا بيان ومجلس الأمن الدولي يج ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - العدالة و التنمية و النقابات في المغرب