أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المثقف العربي و رهان التحديث














المزيد.....

المثقف العربي و رهان التحديث


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4380 - 2014 / 3 / 1 - 21:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الكاتب في العالم العربي,يعيش الكثير من الرجات,والهزات تجاه المجتمع والسلطة معا,فهو يشعر بحيف وتحامل عليه من طرف الكل,خصوصا إن كان من ذوي الإـجاهات المتنورة,فقد صار في نظر المجتمع مسؤولا عن كل ما يلحق بناه من تدهور أخلاقي,وانحطاط على مستوى القيم والعلاقات,ولا يستطيع رفع صوته في وجه الكل,ليخبرهم بأنه ليس فقيها كما يعتقد الكل,وأن صورة المثقف حاليا تختلف عن صورته القديمة,فهو لا يحرس القيم,حتى تلك التي هو مقتنع بها,إنه ينتج الأدلة على صحة ما يبدو له,فهو لايؤسس بل أيضا يهدم,البنيات القديمة ويمهد لما ينسجم معه روح العصر والحضارة الإنسانية,لكن هل له القدرة على قول كل ذلك
وهل تسعفه شجاعاته وجماعاته على مواجهة الفكر السائد مجتتمعيا؟إنها متاهات يستشعرها دون أن يجد لها جوابا حاسما ونهائيا,وكأننا أمام الإشكالات القديمة,إذ سبق للفكر العربي أن عاش مثل هذه المواجهات الخاسرة ,ففي الوقت الذي انشغل فيه بتعميق الرؤى,و تجذير التصورات العقلانية,كانت السلطة ,تؤسس لمشروع بديل,فقهي,يحشد الأتباع و يحرضهم على الشك في العقل,و اعتباره عاجزا عن الوصول للحقيقة,و بذلك كانت السلطة عونا عليه لا له,و ربما اضطرت للقبول بمثقفين لهم القدرة على التبسيط بدل التعقيد,فقد حمت السلطة ذاتها و هي تضحي بالمثقف المتنور,لكأن التجربة تعاش من جديد,بعد مضي قرون على تلك الهزات التي عاشها عالمنا العربي الإسلامي,فكيف نسي المثقفون هذا التاريخ؟و لماذا يراهنون على قوة السلطة لتنجز مشروعهم النهضوي؟و هل حقا تستطيع السلطة في عالمنا العربي الإنتصار للمشروع النهضوي حتى بعد الرجات التي أحدثتها قوى الدولة المدنية و الديمقراطية؟
1طبيعة السلطة
ذاكرة السلطة في العالم العربي أقوى من أن يطالها النسيان,إنها تحفظ عن ظهر قلب,مآلات من حاول من السلاطين القفز على متطلبات عصره,و التحرك بما يفوق سرعة المجتمعات العربية,و قد سبق لابن خلدون أن حذر السلاطين من الذكاء الخارق و الألمعية,و اعتبرها عيبا في الحاكم,إذ يرى أبعد من الجمهور,و هو خطر يهدد السلطة,فعليها أن تخاطبهم على قدر مداركهم,و أن لا تقل ملكة فهمها عن فهمهم حتى لا يسخروا منها و تفقد بذلك هيبتها و ربما سلطتها,هنا يكون الحاكم العربي أمام اختيارات تحذره من المثقف العربي,و تنبهه إلى كون الثقافة و المعرفة ليست شرطا للحكم الراشد,و بالعودة لتاريخنا الإسلامي,نجد أن الحكام العارفين و المثقفين دينيا و فكريا,انتهوا بتنكر المجتمع لهم و ربما الثورة عليهم أو التقاعس لنصرتهم,بهذا التاريخ السلطة في العالم العربي محكومة,فالمثقف وفق اللا وعي السلطوي السياسي هذا رمز لاندحارها إن راهنت عليه,لكنها تريد التعويل عليه فقط في البحث عما يؤهله لنسيان ثقافته و الإنخراط الفعلي في ترويض أشباهه من المثقفين و إغرائهم بالوقوف إلى جانب السلطة و نصرتها في انتظار تمكنها من الإستعداد لإنزال مشروعها النهضوي المعاق بما يعرفه المجتمع من أزمات أولها انعدام قيمة الثقافة,و بذلك ينسى المثقف مساءلة نفسه عما يمنع سلط العالم العربي من دعم التعلم الناجح و التحصيل العلمي,بفتح الأبواب أما المثقفين لتبوء مكانهم التعليمي و التثقيفي إعلاما و اتصالا؟؟؟؟
2مثقفو التنوير
هم تلة من المثقفين الذين عاشوا تجارب الإشتراكية سياسيا,و عايشوا فشلها كاشتراكية عربية,ناصرية أو بعثية,في شقيها المدني السياسي و حتى العسكري,و فد كان لها تأثير حتى على أحزاب الدول العربية أو بعضها ممن لم تكن لديهم أحزاب عربية قومية,و قد كان هذا الفشل دافعا للبحث عن الحدود الدنيا مما يمكن أن يحقق الحرية و الكرامة الإنسانية في العالم العربي,الذي أنهكته التجارب الفاشلة في نظم الحكم و كذا انتظاريته القاتلة لقوى اليسار التي لم تنجح في فرض أي نموذج تنموي,و بذلك أدركت هذه الفئات من المثقفين ضرورة الإنخراط في رفع شعارات قادرة على تحقيقها بدل اليوتوبيات الحالمة,مدركة أن المجتمعات العربية لم تتأهل بما فيه الكفاية لاستيعاب رهانات التغيير العنيف لوجودها و سلطتها,و في خضم هذه النقاشات فاجأت تونس العالم بثورتها المدنية غير المسلحة,متحدية رجالات الأمن في أمواج بشرية كسرت بنى القهر,و أثبتت عزم الشعب على رفض الحياة القهرية,و بحضاريتها تعامل الجيش بحضارية متبادلة,لتمتد رياح التغيير لمصر و اليمن,و تزاح بالتسليح عن سلميتها في كل من ليبيا و سوريا التي كان فيها الإصلاح متوقعا غير أنه تأخر أكثر مما يجب,بفعل هذه الأحداث جدد مثقفو التنوير مواقعهم,فاضطرت السلط في العالم العربي للتعامل معهم,بصيغة تحويلهم لمدبجي دساتير الإصلاح,و موقفي الموجات البشرية المتدفقة,لكنها في الوقت نفسه كانت تعد لتحالفات جديدة قدديمة.
3مثقفو التديين
هؤلاء هم المتعاطفون مع حركات الإسلام السياسي من المثقفين,و منهم بعض اليساريين العرب الحالمين بلاهوت التغيير الإسلامي,وهذا الصنف من مثقفي التديين,استغلوا فعالية الإسلام اجتماعيا,فرفعوا شعارهم القديم,الإسلام هو الحل,و الخلافة هي السلطة الوحيدة الشرعية,سواء تم الوصول إليها عن طريق الإنتخابات أو حتى العنف المادي السياسي,فنشبت معارك طويلة بين العلمانيين و الدينيين امتدت حتى لقلب مواقع الإحتجاجات و الإعتصامات,و لم تكن السلطة في العالم العربي بعيدة عن هذه المعتركات,بل كانت قريبة,و تعاملت بصيغ مختلفة مع الفئتين المتصارعتين من المثقفين,و مالت لإحداهما منتقمة من الأخرى, و كان الخاسر في الأخير مثقفو التنوير و مشروعهم الحضاري المهدد لمن اعتادوا توظيف التخلف لخدمة مصالحم من داخل السلطة و حتى من خارجها من المحافظين الأروبيين الذين يريدون ضمان استفادتهم من تخلف العالم الثالث حفظا لتفوقهم.
خلاصات
على المثقف العربي أن يتخلص من وهمين أساسيين,
الأول,كون السلطة قادرة على فرض مشروعه,و الترويج له إعلاميا و ثقافيا,
الثاني,أن اكتساب الشرعية المجتمعية يفرض التحالف مع القوى الدينية,فكلاهما
يعيد تكرار الماضي و يثبت أن الثقافة العربية,تعاني من ثقب في ذاكرتها و عاء في بصيرتها.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الساسة و البطولة في المغرب
- الثقافة والمثقفون في المغرب
- حزبية الديني في المغرب
- العدالة و التنمية و النقابات في المغرب
- المعارضة و الحكومة في المغرب
- فكر التكفير
- سياسة الإضمار و سياسة الإعلان
- المثقفون المغاربة الجدد
- اللغة و اللهجة المغربية
- العدالة و التنمية,سياسية الديني
- سياسية المتدين
- الصراع الديني اندحار
- الديمقراطية و الديموسلامية
- أين الإقتصاد الإسلامي؟؟
- المدرسة المغربية و العنف
- المدرس و جودة التعلمات
- السلفية و حداثية الحزب
- استراتيجية الكفايات
- العقيدة و الوطن سياسيا
- الدولة الإسلامية و إسرائيل


المزيد.....




- رئيسة جامعة كولومبيا توجه -رسالة- إلى الطلاب المعتصمين
- أردوغان يشعل جدلا بتدوينة عن بغداد وما وصفها به خلال زيارته ...
- البرازيل تعلن مقتل أو فقدان 4 من مواطنيها المرتزقة في أوكران ...
- مباشر: 200 يوم على حرب بلا هوادة بين إسرائيل وحماس في غزة
- مجلس الشيوخ الأمريكي يقر بأغلبية ساحقة مشروع قانون مساعدات ل ...
- محكمة بريطانية تنظر في طعن يتعلق بتصدير الأسلحة لإسرائيل
- بعد 200 يوم.. تساؤلات حول قدرة إسرائيل على إخراج حماس من غزة ...
- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المثقف العربي و رهان التحديث