أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المثقف المغربي,رهانات و واقع














المزيد.....

المثقف المغربي,رهانات و واقع


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4521 - 2014 / 7 / 23 - 22:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الثقافة بما هي معارف و خبرات,تشكل صلب الحضارة الإنسانية,و لأن الناس لا يتشابهون حد التطابق فقد وجدت ثقافات متنوعة و مختلفة باختلاف تاريخ الحضارات,فخلقت لنفسها أنساقا,و نظما للحفاظ على مكوناتها و التحكم في الجديد الذي يفرضه تاريخها الخاص,أو حتى التاريخ الكوني للفكر و العلوم أحيانا,بذلك,فقد احتاجت الثقافة لمعبرين عنها,للتميز اجتماعيا,و لأن وسائل التعبير تغيرت و كثرت,فكان لزاما الإنصات للمثقف و رؤيته و التفاعل معه,غير أن العالم العربي,في تعرفه على مثقفيه كان محكوما بهواجس,و إكراهات غير بعيد عن طبيعةالسلطة السياسية,التي فرضت في كل مرحلة من مراحل صراعها ضد الثقافة,تصورها للمثقف,الرافض أحيانا لهذه الصورة أو القابل بها أو الناقد لها .
1المثقف المقلد
هو أقدم نموذج عرفه لمثقف بالمغرب,في صيغته السلفية,إذ كان عليه استحضار فكر القدامى,لأنهم عكس كل الأمم,يشكلون حراسا للقداسة فكرا,لأنه امتزج بالديني,فلم يكن التقليد عيبا,بل رهانا,و غاية تثبت مدى جدارة المثقف بأن يكون فقيها أو شبه فقيه,عليه البحث عما يجعل السلطة مقبولة سلوكاتها شعبيا,لكن في الجهة الأخرى,أي من اصطفوا ضد السلطة,كانوا أيضا مقلدين للمعارضة القديمة فقهيا في صراعاتها ضد الخلافة,و بذلك,فقد كان المثقف مقلدا,و إن أضاف بمقدار و تحفظ.
2المثقف المترجم
بحكم موقع المغرب الجغرافي,لم يكن بالإمكان الحفاظ على الثقافة التقليدية,فكان لابد من الإنفتاح على الفكر الأروبي,في المعرفة ليحصل التفاعل سياسيا,فبدأت عملية الترجمة ليس كمهارة مهنية,لنقل ما أبدعه الفكر الغربي,بل صار المثقف يتكلم لغة العصر,فانقسمت تركيبته هو الآخر,بين ليبرالي,داعم للحكم,محاولا القبول بتلك التركيبة الغريبة التي أبدعتها السلطة,أي أن تحافظ على الثابت الديني,مع العصري بنفي التناقض,و تركيب القيم وفق الحاجات السياسية و ليس الثقافية كما اعتقد الجميع,ليظهر في الجهة الأخرى,فكر و ثقافة معارضة متحت من الفكر الإشتراكي,في صيغته العربية القومية أو الأممية الماركسية,وهنا حدث إلى حد ما التداخل بين معنى المثقف و السياسي,تمرينا على مقولة المثقف العضوي.
3المثقف المبدع
و هي مرحلة,تعيش مخاضات كثيرة,و حتى صراعات,لكن يمكن القول,أن المثقف فيها بدأ ينحت مفاهيمه الخاصة,بحثا عن تميزه,فظهرت توصيفات جديدة للمجتمع المغربي بعيدة عن تلك الأحكام التي خلفتها السوسيولوجية الكزلونيالية على سبيل المثال,و بدأت بعض النزوعات الفكرية الداعية للجرأة في التفكير,و محاولات إبداع ما يؤهل المثقف المغربي لاستثمار معارفه في خلق مناهج جديدة,و رؤى تتخلص من التبعية للتقليدي أو الحداثي مهما كانت النتائج.
خلاصات
المثقف المغربي,يؤسس لرهنات صعبة,كيف ينتصر على التقليدي و المجتمع يجد فيه ضالته,و كيف يرسم مسافات نقدية مع الحداثة,و هو نفسه لا يستطيع مواكبة سرعتها العلمية و مستجداتها أمام ضعف إمكاناته الأكاديمية و حتى الخاصة.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش و الوهابية
- الإسلام السياسي و الدولة العالمية
- الحكم و التحكم
- العرب و السلطة السياسية
- علاقة الفني بالأدبي في المغرب
- إبق حيث أنت
- قصص حب غامضة
- الحزبية الدينية
- عفا الله عمن خرف
- مصر الآن
- النص و النقص
- تحقيبات الرواية في المغرب ,بين النقد و الإبداعية
- إبداعية الأدب و سلطته
- الرواية و المعنى
- المثقف العربي و رهان التحديث
- الساسة و البطولة في المغرب
- الثقافة والمثقفون في المغرب
- حزبية الديني في المغرب
- العدالة و التنمية و النقابات في المغرب
- المعارضة و الحكومة في المغرب


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - المثقف المغربي,رهانات و واقع