أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الثورات و الشبهات














المزيد.....

الثورات و الشبهات


حميد المصباحي

الحوار المتمدن-العدد: 4646 - 2014 / 11 / 28 - 21:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العالم العربي,أمام رهانات غريبة ومثيرة,فقد ابتلي بالسكون لزمن طويل,وعندما تحركت دواليب التغيير فيه,وجد نفسه في مطبات ومنعرجات كثيرة,فلا الديمقراطية,التي خرج من أجلها الشباب تحققت,ولا السلطة انزاحت نهائيا من مجال التسيير المجتمعي,ولا هي انهارت نهائيا وأعلنت موتها بظهور نظم جديدة,معبرة عن تطلعات أخرى,أهمها التحرر من منطق العبودية,الذي نهجه الحكام العرب,ومدوه لمجتمعاتهم وكل التابعين لهم والخاضعين من المقربين وحتى الأباعد,بل ظهرت سلط أخرى أكثر رجعية,ومحافظة,وهي تمضي لتطبيق مشاريعها الثقافية والإقتصادية وحتى السياسية,مما حتم إعادة طرح الأسئلة من جديد,
هل عرفت دول التغييرات السياسية ثورة؟أم أنها في الطريق إليها,وهل الإتجاهات التي اتخذتها سوف تؤدي حتما إلى ‘حداث التحولات المنتظرة؟
هل هذه الثورات والتحولات,هي المدخل الوحيد والأخير لتحقيق النهضة العربية,التي طالما انتظرها المثقفون وخذلها السياسيون,خصوصا الذين وثقوا في الأنظمة العربية,وعولوا عليها لإحداث التغييرات في البنى الإجتماعية والسياسية وحتى الثقافية
1العرب و الثورة
إن المتصفح لتاريخ المجتمعات العربية,يلاحظ,تحفظات في سياسة المواجهة,تصل حد التوجس من التغيير,باستثناء,الثورات العنيفة,التي كانت ضد الإستعمار,و لم تكن كلهاعنيفة,بل تم الإحتكام للتفاوض,بغية تجنب المواجهات المفتوحة,على صيغة حرب التحرير الشعبية,كما عرفتها بعض المجتمعات في أمريكااللاتينية,و آسيا,و قد عرف العالم العربي,صيغا أخرى للثورات,قام بها العسكريون,أي انقلابات بحثوا لها عن شرعية شعبية,فربطوها بالتحركات الشعبية,لتبدو ثورة,كما أن هناك انتفاضات شعبية,لم تنته إلى الثورة,فما هي أسباب ذلك؟
2عنف المحافظة
يعرف الكثير من الدارسين وحتى علماء النفس الإجتماعيون,أن درجة عنف الأفراد ,تكون أكثر عنفا,كلما كانت حضاريتهم أقل,و هو ما ينطبق حتى علىالتجمعات البشرية,مما يولد خوفا عميقا لدى النخب السياسية و المثقفة,من التحركات الشعبية,الصعبة الظبط,بفعل القوة الإندفاعية للمقهورين,و استحضارهم لمنطق الإنتقام أكثر من التغيير,مما يولد عدم الثقة في القدرة على التحكم في مثل هذه التحركات,, محاولة استثمار التهديد بها لانتزاع مكاسب سياسية,أو فئوية,توسع هامش الديمقراطية,و يكتسب بها ساسة التغيير وضعااعتباريا رمزيا,يبعدهم عن التهميش,أو يسمح لهم بتحصين مواقعهم الإجتماعية.
3وهم الثورة
لطالما تسابقت دول العالم العربي,لتصوير نفسها وليدة ثورة,تحررية,أو انقلابية عسكرية,و بذلك فهي تصور الرافضين لها ,كأنهم خصوم الثورة,ليتحامل المجتمع برمته على الداعين للتغيير,و قد استغلت الدول المجاورة لاإسرائيل هذا المنطق,بحيث صورت المعارضين باعتبارهم عملاء لإسرائيل,أما الدول البعيدة عنها,فتلجأ لمنطق التخوين,كلما ضاق عليها خناق المطالبة بالتغيير,بل منها,ما يحدث تغييرات مؤسساتية,و يعتبرها ثورة,لمجرد انزياح الحاكم,أو هروبه و حتى موته.
خلاصات
إن الثورة ليست فعلا منجزا تاما و نهائيا,بل إن ما يؤكد كونها ثورة,هو القادم منعمرها,و ليس الحاضر مهما كانت قوة فعله وتفاعله مع نداءات التغيير وتضحياته,فالثورة تثبت فعاليتها بتغيير الذهنيات في السلطة و الفعل السياسي والثقافي و الإقتصادي,مما يحدث انتقالات قوية,تحطم البنى القديمة,و تشيد شخصية جديدة,برهانات جديدة و مشروعة لا رجعةعنها.
حميد المصباحي كاتب روائي



#حميد_المصباحي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العقلانية و التجديد
- سلطة الطبقة و سلطة الخلافة
- ثورات الربيع العربي
- الإشتراكية و رهان التغيير
- جريمة داعشية
- إلحادية الديني
- المثقف المغربي,رهانات و واقع
- داعش و الوهابية
- الإسلام السياسي و الدولة العالمية
- الحكم و التحكم
- العرب و السلطة السياسية
- علاقة الفني بالأدبي في المغرب
- إبق حيث أنت
- قصص حب غامضة
- الحزبية الدينية
- عفا الله عمن خرف
- مصر الآن
- النص و النقص
- تحقيبات الرواية في المغرب ,بين النقد و الإبداعية
- إبداعية الأدب و سلطته


المزيد.....




- -الأسبوع القادم سيكون حاسمًا جدًا-.. أبرز ما قاله ترامب عن إ ...
- هل اغتيال خامنئي عامل حاسم لكي تربح إسرائيل الحرب؟
- لجنة الإسكان بالبرلمان توافق على زيادة الإيجار القديم بنسبة ...
- مصر تكرم أشهر أطبائها في التاريخ بإطلاق اسمه على محور وكوبري ...
- -تسنيم-: مقتل 7 أشخاص في قصف إسرائيلي استهدف سيارتين مدنيتين ...
- بوتين يلتقي رئيس إندونيسيا في محادثات رسمية غدا الخميس
- مصر تحذر: المنطقة ستبقى على حافة النار بسبب فلسطين ما لم تحل ...
- بقلوب مكلومة.. غزة تودّع أبناءها الذين قضوا في طوابير الجوع ...
- هل تستطيع إيران إغلاق مضيق هرمز وكيف سيؤثر ذلك على العالم؟
- في حال اغتيال خامنئي.. ما هي حظوظ ابنه مجتبى في خلافته؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حميد المصباحي - الثورات و الشبهات