أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - ثوبُ عُرسٍ لا يكتمل














المزيد.....

ثوبُ عُرسٍ لا يكتمل


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 23:33
المحور: الادب والفن
    


"الليلةَ/ كلُّ امرأةٍ/ ستتعلقُ في ذراعِ حبيبِها/ ليودّعا العمَّ العجوزْ/ الذي عبَسَ وتولّى/ متوكئًا على عصاه،/ ثم ينتطران معًا/ عند ناصيةِ شجرةٍ سروٍ خضراءَ/ العمَّ القادمَ / من عُمقِ جزيرةِ الزمانْ/ يحملُ فوقَ ظهرِه/ مِخلاةً ضخمةً / ملأى باللُعبِ والفرحْ/ والدموعِ/ والزهورِ / ووخزاتِ الشوكْ.
وعندَ مُنتصفِ الليلْ/ يُقَبِّلُ العاشقُ امرأتَه/ قُبلةً واحدةً/ فيُشرقُ العامُ الجديدْ.
إلا أنا/ سأتعلقُ في ذراعِ حبيبي مرتينْ/ ونُزيّنُ بالنجومِ والشموعِ شجرتينْ/ وأنالُ من شفتيه قُبلتينْ/ وستنتهي ليلتُنا الواحدةُ/ بعامين.
عامٌ/ في قلعتِه التي تسكنُ ضَيعةً فوقَ التلّ/ وعامٌ/ في شُرفتي الغربية/ عندَ المفرَقْ الحزين.
قبلةُ حبيبي/ بألفِ عامْ. ”
***




(الفتى العبوس)


الشجرةُ الجافّةُ
أورقتْ.

سقاها الفتى العبوسُ
الذي تقطرُ عيناهُ عسلاً
وقلبُه
شوكًا.

لكنَّ الشجرةَ المسكونة بالوجعْ
شرِبَتْ
وأوغلتْ في الرِّيّ
قبلَ لحظةٍ
من سقوطِِها
مغْشِيًّا عليها
من فرطِ الظمأِ والوحشةْ
عقودًا طوالاً.

سقاها الفتى
ولم يعبأْ بفُجاءةِ السُّقيا
التي أنهكتْ نُسغَها الجافَّ
ثم مضى
إلى حال سبيلِه
قبلَ أن تُفيقَ لتسألَه
عن سرٍّ صمتِه
وإطراقِه
ولا حتى أخبرَها
متى مواسمُ المطرِْ.


****

(العروس)



اِنتظرْني
عند مَفْرقِ الطرقاتْ
فلن أتأخرْ.

هنَّ الأسياوياتُ،
قصيراتُ القامةِ
ذواتُ العيونِ الضيّقة
والشَّعرِ الأسودِ الأملسْ
واللكنةِ التي تُشبه
صوتَ الدُّمَى الصينيةِ،
يُمشِّطنَ شعري
ويطْلين أظافري
ويُلبسنني تاجَ العروسْ
كي أتهيأَ لكْ.

نشيطاتٌ
كما شَغّالاتِ النَّحْلِ
يعرفنَ قيمةَ الوقتِ
لكنّهنَّ
بالنسبةِ إلى قلبيَ العَجولْ
المتشوّفِ إلى حِضْنِك
كسولاتٌ
لا يعبأن بلهفتي.

"حبيبي
-أيتها الصبايا-
ينتظرُني تحتَ المطرْ
وأنا
أخشى على وسامتِه
من خَدْشِ العابراتِ اللائي
مُغرماتٌ بالرجالِ السُّمرْ
الذين سرقوا من حُورَسَ
تعويذتَه
ومن رمسيسَ
خُصوبتَه
ومن أَحمُسَ
فروسيتَه.

فهيّا
أسرعنْ يا بناتْ
جَهّزنَ العروسْ
واتركنَ الثرثرةَ الآسيوية
التي تشبه مواءَ القططِ الجائعة،
اغرسْنَ الزهورَ
بين خُصُلاتِ جدائلي،
وعلى نحري
اِنثرْنَ العِطرَ الشرقيَّ الذي يُغْوي
وارسمنَ بالكُحلِ الأسودِ عينيّ،
كما عينيْ "الجميلةِ التي أتَتْ"
تنتظرُ في مُتحفِ برلينْ
أن يحملَها لصٌّ شريفٌ
إلى أرضِ أحفادِها،
وابعدْنَ عن وجهي
بودرةَ الجليدِ الباردةَ تلك،
فحبيبي
يودُّ عروسَه
خُلاسيةً
بلونِ النيلِ وقتَ الغَسَقْ
لا شقراءَ
ولا
ورديةْ.

أنا فرعونتُه الصغيرةُ
سيحملُني على ذراعين عَفيتيْن
إلى فِراشِ عُرسِنا
في هودجٍ
يُشبه مراكبَ الشمسِ التي
حملَ فيها جَدي القديمُ
جَدَّتَه
قبلَ أن يُفرِّقَ بينهما
شيوخُ القبيلةْ،
ثم بقبضتِه
يجذبُ للوراءِ جدائلي
معقودةً بين أصابعِه
فإذا ما سقطَ عن رأسي
إكليلُ عُرسي
ودَنَتْ قطوفي شهيةً
أوثقَ ذراعيَّ خلفَ ظهري
واقتَرَبْ
حتى يلامسَ نحريَ نحرُه
فيقولُ:
تعاليْ!
وأقولُ:
هَيْتَ لكْ.

***

(كأسُ ماء)


الزهورُ عطشى!

الزهورُ
التي أشرقتْ على شَفتي
لحظةَ ودّعتَني بقُبلَةٍ
عند حاجزٍ زجاجيٍّ قاسٍ
يفصِلُ البُلدانَ والأزمانَ
مثلما يُفرِّقُ العُشّاقَ
عن حبيباتِهم.

لمحتُها بطرفِ عيني
تُنبِتُ من شفتي
تورقُ
ورقةً إثرَ ورقةٍ
أثرَ غُصنٍ
حتى رمتْ ظلالَها الشاحبةَ
فوق ذراعيَّ
اللتين تعلّقتا بعنقِكَ
قبل أن تفكِّكَ اشتِباكَهما
لأمضيَ
وأتركُكَ وحيدًا
في بلادِ الصقيعِ
والكناغرِ
والطواويسْ.

أقفُ الآنَ
على ضِفّة النيلْ
خائفةً على زهورِ شَفتي
من الذبولْ
دونَ رِيٍّ،
فأنتَ بعيدٌ
وكأسُ الماءِ
في يدِكْ.


***
* قصائد جديدة من ديوان تحت الإنشاء بعنوان | ثوبُ عرسٍ لا يكتمل | فاطمة ناعوت



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إن كنتَ إنسانًا، اندهشْ
- لحيةُ الشيخ
- في انتظار رد الأزهر الشريف
- دواءٌ اسمُه القراءة
- في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2015 | الجمهورُ هو البطل
- هل نتحدث إلى الله؟
- معرض الكتاب.... ومحاكمتي
- تنّورة ميم
- مصرُ تُقبّل جبينَ السعودية
- الملك عبد الله، مصرُ تُطوّبك
- النملة أنس
- قطراتٌ من محبرتي في -الثورة الأم-
- مطلوب ألف مارتن لوثر
- محاكمتي في قضية رأي تتزامن مع معرض الكتاب والرأي
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!
- فاتن حمامة، احملي هذه الرسالة
- يا معشر الثيران، متى يشبعُ الأسدُ؟!
- الدهشة
- انظر خلفك دون غضب (2)


المزيد.....




- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...
- تضامنا مع القضية الفلسطينية.. مجموعة الصايغ تدعم إنتاج الفيل ...
- الخبز يصبح حلما بعيد المنال للفلسطينيين في غزة
- صوت الأمعاء الخاوية أعلى من ضجيج الحرب.. يوميات التجويع في غ ...
- مقتل الفنانة العراقية ديالا الوادي بدمشق
- لبنان: المسرح.. وسيلة للشفاء من الآثار النفسية التي خلفتها ...
- -طحين ونار وخوف وأنا أحاول أن أكون أمًا في غزة الجائعة-
- وفاة الفنانة ديالا الوادي في حادثة سرقة بدمشق
- مشروع قانون فرنسي لتعجيل استعادة الممتلكات الثقافية المنهوبة ...
- أكثر 10 لغات انتشارا في العالم بعام 2025.. ما ترتيب اللغة ال ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - ثوبُ عُرسٍ لا يكتمل