أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة ناعوت - رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!














المزيد.....

رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4695 - 2015 / 1 / 20 - 07:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولئك الذين يقتلون، ويُفجّرون، ويهدمون، أولئك الذين أخفقوا فى أول درس تعلّمه الإنسانُ فوق الأرض قبل ملايين السنين- درسِ الحب، إليهم مقالى. أعلمُ أنهم لا يقرأوننى الآن. هم لا يقرأون أبدًا، لأنهم مشغولون بما يرونه أهمّ. مشغولون بالقتل والسباب والتهديد وإهراق الدم وترويع الآمنين. أكتبُ إليهم؛ إذْ لا أجدُ سبيلا آخر للوصول إليهم. ربما ألتقيهم يومًا وخنجرٌ بيدهم يزهقون به روحى، فلا أجدُ برهةً أقول لهم ما أود قوله. ولذا أكتبُ هنا ما لن يقرأوه أبدًا.

كلُّ ما أود قوله لهم: الحبُّ سهلٌ. ولم يخلقنا الله إلا لكى نحبّ. نحبّه، فنحبُّ خلقَه. مَن امتلأ قلبُه بحبّ الله، ما وجد فى قلبه متسعًا لبُغض. الحبُّ طاردٌ الكراهةَ، مثلما الجمالُ طاردٌ القبح، والنورُ طاردٌ العتمة. الحبُّ سهلٌ، كابتسامة طفل يرنو للحنوّ فى عينين تنظران له. كسهولة إشعال شمعة لينسابَ ضوؤها فيبددُ الظلام. جرّبوا أن تطردوا من عيونكم الشررَ، وتستبدلوا به شيئًا من الرحمة التى ينثرها اللهُ على مخلوقاته. جرّبوا أن تتيقنوا أن حياةَ «الآخر» ليست مخصومةً من حياتكم. لأن الله وهبنا جميعًا هواءً لنتنفس، وأرضًا لنحيا عليها معًا. جرّبوا أن تؤمنوا أن أمنَ «الآخر» ضمانةُ أمنِكم وأمن مصر، بل فرحها. فرحُ مصر. وفرحُ أطفالنا من بعدنا. وفرحُ الله. يا لها من قيمة!

أعلمُ أن فى صدروكم قلوبًا لم تزل قادرةً على الحب. جربّوا أن تنشطوها. مصرُ تحبكم، رغم ما تفعلونه بها! لأن مصر لا تعرف البغضاء حتى مع مَن يسيئون إليها. دعونا من القانون، فالقانونُ يقوم بين الخصوم. وأبناءُ مصر ليسوا خصومًا، بل إخوة. دعونا من الدولة. فللدولة مهامُها الاقتصادية والسياسية الجسام، فى لحظة دقيقة كهذه التى تمرّ بها مصر الآن. دعوا الحكومةَ لأمورها الجلل، وخلّوا أمورنا الاجتماعية لنا نحن أولى بحلّها. نحلّها بالحب. بأن نصدّق حقيقةً بسيطة جدًّا تقول إننا جميعًا شركاءُ فى هذا الوطن. وأن ثراءَ مصرَ وجمالَها ليس إلا بأقباطها المسلمين والمسيحيين «معاً». بمساجدها وكنائسها «جميعًا». بتعددها وسعة صدرها. من صالحنا ألا يتفتت هذا الوطن.

مصرُ الآن مثخنةٌ بالجراح، فلصالح مَن ننكأ جراحها بدل أن نضمدها؟! مصرُ مهددةٌ باختراقات خارجية خطيرة، يتربّص بها المتربصون من كل صوب، فلصالح مَن نُمهّد الطريق لطامعٍ يودُّ أن ينال من شرفها؟! مصرُ على شفا حفرةٍ من الانهيار، فلصالح مَن ندفع بها للهاوية، بدل أن نمد جميعنا يدًا واحدًا قوامها مائة وثمانون مليون يد لننقذها من السقوط؟! ربما لم تكن مصرُ فى حاجة قصوى إلينا، مثلما هى الآن. فهل نتخلى عن هذه الجميلة الجريحة، وصوتُها يئنُّ فى وجع: أنقذونى يا أطفالى؟!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!
- فاتن حمامة، احملي هذه الرسالة
- يا معشر الثيران، متى يشبعُ الأسدُ؟!
- الدهشة
- انظر خلفك دون غضب (2)
- (تحيّة للمناضلة المصريّة فاطمة ناعُوت)
- اسمُها -حسناء-
- شكرًا لطبق السوشي
- نُعلنُ التنويرَ عليكم
- انظر خلفك دون غضب - 1 -
- حواديت ماجدة إبراهيم
- انظر خلفك دون غضب (1)
- عماد ديفيد
- صالون حجازي
- خبر مدهش: عودة الصالونات الثقافية
- حذارِ أن تصادق شربل بعيني
- يا معشر الثيران
- حكاية الآنسة: ربعاوية وبس!
- ناعوت ل«الوطن»بعد إحالتها للجنايات:لا توجد دولة تحاكم شخصا ع ...
- ناعوت تدفع ضريبة التنوير ومناهضتها الإخوان


المزيد.....




- ترامب يقول إنه اتخذ قرارًا بشأن العمليات العسكرية في فنزويلا ...
- غناء رغم الألم.. شاهد فرحة خريجي المدارس في غزة وسط الأنقاض ...
- شتاينماير يشيد بدور -العمال الضيوف- من إيطاليا في نهضة ألمان ...
- بعد رفض المحكمة استئنافه...رئيس البرازيل السابق بولسونارو يق ...
- فايننشال تايمز: تيم كوك سيغادر آبل وهذا هو المرشح لخلافته
- خريطة النزوح تتوسع مع تواصل المعارك واتساع جبهاتها بالسودان ...
- فيديو متداول -للحظات الأولى لانفجار منطقة المزة في دمشق-.. ه ...
- من هم الأشخاص الذين ذُكرت أسماؤهم أيضاً في ملفات إبستين؟
- كيف تهدد هجمات روسية السلامة النووية في أوكرانيا وأوروبا؟
- البرازيل: آلاف الأشخاص يجوبون شوارع بيليم في مسيرة حاشدة للد ...


المزيد.....

- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاطمة ناعوت - رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!