أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - حواديت ماجدة إبراهيم














المزيد.....

حواديت ماجدة إبراهيم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4682 - 2015 / 1 / 4 - 10:37
المحور: الادب والفن
    


صحفيةٌ نقابية جميلة قدّمت للعمل الصحافيّ شطرًا كبيرًا من عمرها وجهدها. عملت بالعمل الصحفي أثناء دراستها في كلية الإعلام قسم الصحافة جامعة القاهرة. وبعد تخرجها تدرّجت بها المناصبُ حتى نائب رئيس تحرير صحيفة اليوم السابع.
لكن شيطانَ الإبداع لا يرحمُ مبدعًا حتى يخطفَه ويضُمَّه إلى أسراه في كهف المنذورين للحلم. نادتها مَلَكةُ الأدب فأبدعت أربعة كتب: “براءة أنثى”، “فتاة ليل”، “طعم الحرية”، “الجريمة”. لكنها لم تقنع بالكتابة الإبداعية، مثلما لم تقنع من قبل بالكتابة الصحافية. فاختارت ألا تكون، وفقط، منتجةَ ثقافة وإبداع، بل أن تأخذ بيد من يمتلكون أقلامًا جيدة، لكنهم لا يجدون الأوراقَ التي يُفرغون عليها مدادَ أقلامهم. فأنشأت دار نشر تحتضنُ الأقلامَ الواعدة وتحوّل مدادَها الخجولَ إلى أوراق جسور تطيرُ وتملأ الدنيا فكرًا وأدبًا وأغانيَ وقصائدَ. لكنها لم تقنع أيضًا. فالحلمُ الذي يسكن قلبَها أكبرُ من جهود مؤسساتٍ عجوز أخفقت، ومازلت تُخفق، في خلق حراك ثقافي وأدبي وفني حقيقي يليق باسم الدولة التي صنعت التاريخَ وعلّمت الدنيا الفنون والعلوم والآداب منذ فجر البشرية الأولى. فعقدت العزمَ على أن تقوم، بعودِها النحيل وقلبِها المتوثّب، بما أخفقت أن تضطلع به مؤسساتٌ مترهلة لم تعد تدرك قيمة الثقافة والفنون في بناء الإنسان المصري.
جمعت الجميلةُ قروشَها وشيّدت صرحًا جميلا للتنوير منحته اسم “حواديت”، ليس فقط لأنه اسم العمود الذي ظلّت تكتبه في جريدة “اليوم السابع” سنواتٍ وسنوات، بل لأن وراء إصرارها على خلق ذلك الصرح حواديتَ وحواديتْ.
صديقتي الجميلة “ماجدة إبراهيم” أنشأت في صيف هذا العام “مركز حواديت للثقافة والفنون” بحي الدقي ليكون منبرًا تعليميًّا وتثقيفيًّا كما فعل أستاذنا أفلاطون في القرن الرابع قبل الميلاد وأنشأ “أكاديميا” بالقرب من حديقة “أكادموس” بأثينا القديمة ليعلّم تلاميذَه أصولَ الفلسفة والمنطق والرياضيات، وكتب على بابها: “من لا يعرف الهندسة لا يدخل علينا.” لكن صديقتي قررت أن تعلّم النشء أصولَ الآداب والفنون والموسيقى، وكتبت على باب “حواديتها”: من لا يحبُّ التحضّر والجمال، لا يدخل علينا.”
يضمُّ هذا الصرحُ مدرسةً للموسيقى، ومدرسة للفوتوغرافيا، ومدرسة للرسم، ومدرسة للتنمية البشرية، مدرسة لتعلم فنون الإتيكيت. تقيم معارضَ للفنون التشكيلية والتصويرية واليدوية، وندواتٍ فكرية تستضيف كبار مفكري مصر وأدباءها وشعراءها وفنانيها، وحفلات غنائية وأمسيات شعرية. وفي طريقها لتدشين ورش أخرى تعلّم فيها المبدعين الهواة أصول الكتابة الأدبية الاحترافية. تحلم أن تكون هناك “حدوتة” من “حواديت” في كل محافظة مصرية، حتى لا ينحصر وهجُ مشعلها في العاصمة المدللة.
مدهشٌ أن تجد اليوم مَن مازال مهمومًا بفكرة الثقافة والتنوير في لحظة تاريخية عسرة أصبحت فيها الثقافةُ سلعةَ بائرة. لحظة باهتة يفوق فيها صحنُ طعام كتابًا وازنًا! أرجو ألا يخفُت الحلمُ في قلب صديقتي وألا توقفُ العثراتُ حماسَها. وأعلنُ في صفحتي هنا أنني، ومن يشاركني الحلم التنويري الهائل، معها للنهوض بمصر.
***
"المليحةُ/ التي أطلقت جناحيها للريح لتحملَها/ إلى حيثُ الفضاءاتِ الأرحبْ/ جالتْ/ تجمعُ من كل غُصنٍ/ قشّة/ ومن كل سُنبلةٍ/ حبّةَ قمح/ ومن كلِّ جذعٍ مكينٍ/ وتدًا عفيّا/ ثم حلّقت فوق رؤوسِ الشجر/ تفتّشُ/ أين تبني العصافيرُ أعشاشَها/ ومنحتْ كلَّ عصفور/ ما ينقصه ليبتني عُشَّه/ حتى إذا ما تكسّرتِ الشرانقُ البيضاءْ/ وخرجَ منها الصغارُ/ شقشقَ الدفءُ في العيون الوليدة/ ونما الزغبُ الرقيقُ ريشًا ملوّنًا/ فيشتدُّ العودُ النحيلُ/ ويصيرُ الصغيرُ كبيرًا/ ليكتملَ سربُ العصافيرِ التي/ تتركُ العشَّ الهزيلَ وتمضي/ إلى عُشٍّ جديد/ يحملُ الفرح ”
***

***
* قصيدة "عُشّ" | ديوان "الأوغاد لا يسمعون الموسيقى" تحت الطبع | فاطمة ناعوت | دار ميريت



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انظر خلفك دون غضب (1)
- عماد ديفيد
- صالون حجازي
- خبر مدهش: عودة الصالونات الثقافية
- حذارِ أن تصادق شربل بعيني
- يا معشر الثيران
- حكاية الآنسة: ربعاوية وبس!
- ناعوت ل«الوطن»بعد إحالتها للجنايات:لا توجد دولة تحاكم شخصا ع ...
- ناعوت تدفع ضريبة التنوير ومناهضتها الإخوان
- جِنيّةُ الشجر
- صباح الخير يا تونس
- الأسطى داعش يسكن سيدني
- مبارك في محكمة -ماعت-
- لقاء الرئيس السيسي بالأدباء والمثقفين
- ماذا ينقص ثورتنا؟
- كوني زوجة عظيمة لرجل عظيم
- البودي جارد
- عودة الرقيق الأبيض على يد داعش
- لغة السلف
- أنا الجبرانية الجميلة


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - حواديت ماجدة إبراهيم