أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!














المزيد.....

رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4694 - 2015 / 1 / 19 - 20:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أولئك الذين يقتلون ويُفجّرون ويهدمون، أولئك الذين أخفقوا في أول درس تعلّمه الإنسانُ فوق الأرض قبل ملايين السنين: درسِ الحب، إليهم مقالي. أعلمُ أنهم لا يقرءونني الآن. هم لا يقرءون أبدًا. لأنهم مشغولون بما يرونه أهمّ. مشغولون بالقتل والسباب والتهديد وإهراق الدم وترويع الآمنين. أكتبُ إليهم إذْ لا أجدُ سبيلا آخر للوصول إليهم. ربما ألتقيهم يومًا وخنجرٌ بيدهم يزهقون به روحي، فلا أجدُ برهةً أقول لهم ما أود قوله. ولذا أكتبُ هنا ما لن يقرءوه أبدًا.
كلُّ ما أود قوله لهم: الحبُّ سهلٌ. ولم يخلقنا الُله إلا لكي نحبّ. نحبّه، فنحبُّ خلقَه. مَن امتلأ قلبُه بحبّ الله، ما وجد في قلبه متسعًا لبُغض. الحبُّ طاردٌ الكراهةَ، مثلما الجمالُ طاردٌ للقبح، والنورُ طاردٌ للعتمة. الحبُّ سهلٌ؛ كابتسامة طفل يرنو للحنوَّ في عينين تنظران له. كسهولة إشعال شمعة لينسابَ ضوءُها فيبددُ الظلام. جرّبوا أن تطردوا من عيونكم الشررَ وتستبدلوا به شيئًا من الرحمة التي ينثرها اللهُ على مخلوقاته. جرّبوا أن تتيقنوا أن حياةَ "الآخر" ليست مخصومةً من حياتكم. لأن الله وهبنا جميعًا هواءً لنتنفس، وأرضًا لنحيا عليها معًا. جرّبوا أن تؤمنوا أن أمنَ "الآخر" ضمانةُ أمنِكم وأمن مصر، بل فرحها. فرحُ مصر. وفرحُ أطفالنا من بعدنا. وفرحُ الله. يا لها من قيمة! أعلمُ أن في صدروكم قلوبًا قادرةً لم تزل على الحب. جربّوا أن تنشطوها. مصرُ تحبكم، رغم ما تفعلوه بها! لأن مصر لا تعرف البغضاء حتى مع مَن يسيئون إليها. دعونا من القانون، فالقانونُ يقوم بين الخصوم. وأبناءُ مصر، ليسوا خصومًا، بل إخوة. دعونا من الدولة. فللدولة مهامُها الاقتصادية والسياسية الجسام، في لحظة دقيقة كهذه التي تمرّ بها مصر الآن. دعوا الحكومةَ لأمورها الجلل، وخلّوا أمورنا الاجتماعية لنا نحن أولى بحلّها. نحلّها بالحب. بأن نصدّق حقيقةً بسيطة جدًّا تقول إننا جميعًا شركاءُ في هذا الوطن. وأن ثراءَ مصرَ وجمالَها ليس إلا بأقباطها المسلمين والمسيحيين "معاً". بمساجدها وكنائسها "جميعًا". بتعددها وسعة صدرها. من صالحنا ألا يتفتت هذا الوطن. مصرُ الآن مثخنةٌ بالجراح، فلصالح مَن ننكأ جراحها بدل أن نضمدها؟! مصرُ مهددةٌ باختراقات خارجية خطيرة، يتربّص بها المتربصون من كل صوب، فلصالح مَن نُمهّد الطريق لطامعٍ يودُّ أن ينال من شرفها؟! مصرُ على شفا حفرةٍ من الانهيار، فلصالح مَن ندفع بها للهاوية، بدل أن نمد جميعنا يدًا واحدًا قوامها مائة وثمانون مليون يد لننقذها من السقوط؟! ربما لم تكن مصرُ في حاجة قصوى إلينا، مثلما هي الآن. فهل نتخلى عن هذه الجميلة الجريحة، وصوتُها يئنُّ في وجع: أنقذوني يا أطفالي؟!



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاتن حمامة، احملي هذه الرسالة
- يا معشر الثيران، متى يشبعُ الأسدُ؟!
- الدهشة
- انظر خلفك دون غضب (2)
- (تحيّة للمناضلة المصريّة فاطمة ناعُوت)
- اسمُها -حسناء-
- شكرًا لطبق السوشي
- نُعلنُ التنويرَ عليكم
- انظر خلفك دون غضب - 1 -
- حواديت ماجدة إبراهيم
- انظر خلفك دون غضب (1)
- عماد ديفيد
- صالون حجازي
- خبر مدهش: عودة الصالونات الثقافية
- حذارِ أن تصادق شربل بعيني
- يا معشر الثيران
- حكاية الآنسة: ربعاوية وبس!
- ناعوت ل«الوطن»بعد إحالتها للجنايات:لا توجد دولة تحاكم شخصا ع ...
- ناعوت تدفع ضريبة التنوير ومناهضتها الإخوان
- جِنيّةُ الشجر


المزيد.....




- مركز فلسطيني: أكثر من 3939 مستوطنًا اقتحموا باحات المسجد الأ ...
- شبكات -التضليل- الإخوانية.. كيف عمقت معاناة السودانيين؟
- إيهود باراك: هكذا نوقف تدمير إسرائيل من الداخل
- قاليباف: مشروع -إبراهام- هدفه تركيع الدول الإسلامية
- من سجون المغرب إلى مناهضة التطبيع مع إسرائيل.. الناشط اليهود ...
- رغم تهديدات بن غفير.. مسئول إسرائيلي يؤكد أن حزب عوتسما يهود ...
- جاكرتا : عاصمة جديدة للأناقة الإسلامية
- فيديو متداول لـ-حفل تهنئة الجالية اليهودية لزهران ممداني عمد ...
- الرئيس اللبناني يدعو القضاة لعدم الخضوع للضغوط والابتعاد عن ...
- قاليباف: على الدول الإسلامية استخدام القوة في مواجهة الكيان ...


المزيد.....

- الفقه الوعظى : الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- نشوء الظاهرة الإسلاموية / فارس إيغو
- كتاب تقويم نقدي للفكر الجمهوري في السودان / تاج السر عثمان
- القرآن عمل جماعي مِن كلام العرب ... وجذوره في تراث الشرق الق ... / مُؤْمِن عقلاني حر مستقل
- علي قتل فاطمة الزهراء , جريمة في يترب / حسين العراقي
- المثقف العربي بين النظام و بنية النظام / أحمد التاوتي
- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!