أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الملك عبد الله، مصرُ تُطوّبك














المزيد.....

الملك عبد الله، مصرُ تُطوّبك


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 14:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أطرقتْ مصرُ حزينةً وقد فقدتْ أحدَ أبنائها. وليس كلُّ الأبناء بني أرحام. المحبةُ تدلُّ على البنوة، كما يدلُّ الشذى على الزهر، كما تدلُّ أقواسُ قزح على وجود المطر. وهذا الملك العظيم قد أعلنت أعمالُه قبل أقوالِه عن محبته مصرَ، وشأن مصر، وأبناء مصرَ، كأحد أخلص بنيها، فكيف لا تبكيه مصرُ بكاءها أعزّ بنيها؟
هذه مصرُ تُنكّس أعلامَها أسبوعًا مُعلنةً حال الحداد العام. وها هي مساجدُ مصرَ تتوحد في صلاة الغائب يدعو فيها مسلمو مصر ومسيحيوها للملك الذي ساند ثورتهم ودعم اختيارهم وعضّد موقف مصر المحترم أمام العالم.
وهذا رئيس مصر يقطع زيارته لسويسرا، فور علمه بخبر انتقال النبيل خادم الحرمين الشريفين إلى ملكوت الله راضيًّا مرضيًّا بما قدّم لمصر وللعروبة والإسلام. وكأني بالرئيس السيسي أراه يُقبّل جبينَ الملك عبد الله للمرة الأخيرة كما قبّل جبينه من قبل حين عرّج الملكُ على مصر، رغم مرضه الشديد، وهو عائدٌ من المغرب في طريقه للمملكة السعودية. فالتقاه رئيس مصر في الطائرة لقاء الأشقاء وبارك الملكُ اصطفاف الشعب المصري خلف قائد وزعيم أنقذ مصر وأعاد الثورة من خاطفيها. وعلّه يومها أخبره عن دعم المملكة لموقف مصر أمام فرنسا التي كادت تقتلُ فرحة المصريين بثورتهم الثانية واستعادة سلطان مصر من الإخوان سارقي الأوطان والأحلام، ومن وراء فرنسا، كان ستمضي في ركابها دول العالم الغربي الأمريكي والأوروبي لو لم يصطف الملك السعودي ضمن رباعي الخليج المحترم: الإمارات العربية، الكويت، البحرين، داعمين خيار مصر وشعبها.
قالها الملك عبد الله بن عبد العزيز واضحةً صريحة في وجه أوباما: إن التلويح باعتزام أمريكا تسمية ثورة المصريين في 30 يونيو 2013، والإطاحة بنظام الإخوان بـ"الانقلاب العسكري" يعني المجازفة بعلاقة المملكة السعودية بواشنطن. وقالها واضحة صريحة لفرنسا وفي ظلّها دول الاتحاد الأوروبي: إن أي إنكار أو استنكار لثورة المصريين وأي تهديد تتعرض له مصر من جانب دول الغرب، سيكون للمملكة حياله شأنٌ حاسم لا تُحمد عُقباه. ومن فورهم تراجعوا وعادوا إلى صوابهم. فهم يعرفون حجم دول الخليج اقتصاديًّا وسياسيًّا، ويعرفون حجم كلمتها ووعيدها. تراجع أوباما ومعه قوى الاتحاد الأوروبي الذين كادوا يحطمون حلم مصر ويخنقون إرادة شعبها، والتزموا الحياد والصمت الجميل حيالنا، لنكمل، نحن المصريين، مسيرتنا في مكافحة الإرهاب الداخلي والخارجي ونستأنف في هدوء حلم الديمقراطية الذي كاد يوءد.
وحال الكلام عن مكافحة الإرهاب، نتذكرُ يدًا بيضاء أخرى مدّها هذا الملك المثقف من أجل اجتثاث نبتة الإرهاب الفاسدة من الأرض الطيبة. بكى الملكُ الراحل صورة الإسلام التي شوهها المتنطعون على موائد الدين يرتزقون من جهالة المغيبين فيقطفون أعمار الأبرياء وينحرون الرقاب ويشرّدون الآمنين ويحطّمون ميراث الحضارات ثم يكبّرون بصيحة الإسلام "الله أكبر" فيقول الناسُ في كل الدنيا: "هكذا المسلمون في كل مكان وزمان"! حتى صار الإسلامُ مضغة سائغة تلوكُها الألسن بالسوء في شتى بقاع الأرض واصمينه بدين الدم والقتل والإرهاب وترويع الآمنين! فما كان ممن استُؤمن على الحرم المكي والحرم النبوي، خادمًا أمينًا وفارسًا حاميًا، إلا أن طارد يد الإرهاب السوداء أينما حطّت أصابعُها الدنسة لكي ينتزع من بين براثنها الآثمة الوجه المشرق لدين الرحمة، كما يفترض أن يكون.
هذا شعب مصر الكريم لا ينسى مَن سانده، ومَن ناصره، ومن وقف موقف الفرسان وقت العسر، يدعو للملك عبد الله بن عبد العزيز، لكي يتغمده اللهُ برحماته ويسكنه طيّب جناته ويحسن عزاء ذويه وشعبه، ويحسن عزاءَنا فيه. وأما مصرُ الطيبة التي لا تنسى من أحبها، فأراها اليوم تُطوّب ابنها البار وتقول له: ما قصّرت في حقي وحق شعبي يا بُني. فنم مستريحًا وسلامُ الله عليك.”



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النملة أنس
- قطراتٌ من محبرتي في -الثورة الأم-
- مطلوب ألف مارتن لوثر
- محاكمتي في قضية رأي تتزامن مع معرض الكتاب والرأي
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!
- فاتن حمامة، احملي هذه الرسالة
- يا معشر الثيران، متى يشبعُ الأسدُ؟!
- الدهشة
- انظر خلفك دون غضب (2)
- (تحيّة للمناضلة المصريّة فاطمة ناعُوت)
- اسمُها -حسناء-
- شكرًا لطبق السوشي
- نُعلنُ التنويرَ عليكم
- انظر خلفك دون غضب - 1 -
- حواديت ماجدة إبراهيم
- انظر خلفك دون غضب (1)
- عماد ديفيد
- صالون حجازي
- خبر مدهش: عودة الصالونات الثقافية


المزيد.....




- أحدث تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي نايل سات “نزلها ...
- -الشرق الأوسط الجديد ليس حلماً، اليهود والعرب في خندق واحد-– ...
- بعد دعوة رجل دين درزي.. تحذير مصري من -مؤامرة- لتقسيم سوريا ...
- الزعيم الروحي للطائفة الدرزية في سوريا حكمت الهجري يطالب بحم ...
- الدروز في دائرة الخطر: نتنياهو يستغل الطائفة لأغراض سياسية
- جماعات الهيكل منظمات إسرائيلية تسعى لهدم المسجد الأقصى
- الاشتباكات الطائفية في سوريا: أبرز القادة الروحيين الدروز يط ...
- تردد قناة طيور الجنة.. نزلها على جهازك الرسيفر وتابع كل جديد ...
- -كمين- لقوات تابعة للحكومة السورية يتسبب في مقتل 23 مسلحاً د ...
- الفاتيكان يتخلى عن تقليد رداء البابا الذي يعود إلى قرون مضت ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - الملك عبد الله، مصرُ تُطوّبك