أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - تنّورة ميم














المزيد.....

تنّورة ميم


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4702 - 2015 / 1 / 27 - 14:36
المحور: الادب والفن
    


M’s Skirt


* چون ريڤ-;-نسكروفت

ترجمة / فاطمة ناعوت

في أحلامي، أحلامي الطيّبة، تباغتني "ماري آيريس ماك كورماك" – التي أسميها اختصارًا "ميم"– تأتي دائمًا لتمارسَ حركة الشقلبة. تقف على يديها، ركبتاها مثنيتان، وقدماها مزروعتان بثبات صوب حائط الملعب ذي الطوب الأحمر. تنورة زيّها المدرسي تتدلى مثل جرسٍ ناعم أخضر اللون حول مطرقة الناقوس نصف المختفي: رأسها. وحين تدير رأسَها لتواجهني، أرى عينين غريبتين ذكيتين مقلوبتين ترمقانني من أسفل الأهداب المقلوبة. تنظر بعيدًا، وبحركة خاطفة من شعرها الأشقر تكنس غبار الإسفلت فيتحرك في دوامات.
حالِمًا، نصفَ واعٍ بالواقع، أتساءلُ: كم من الوقت مضى منذ تلك الظهيرة الحارة الزرقاء-الصفراء، داخل خيمة شقيقتها في تلك البلدة الصغيرة. تسعة وثلاثون عامًا؟أربعون؟ هل يمكن أن يكون ذلك حقيقيًّا؟ هل مضى بالفعل كلُّ ذلك الزمن الطويل منذ أن تركتني "ميم" وانتقلتْ إلى المدينة، إلى حيث الأضواء البراقّة: لندن؟
من قمة رأس التنورة-الناقوس ، ترتفعُ في الهواء ساقان مضبوطتان، زوجان متماثلان من الدعامات الطائرة تقبلاّن الحائط حتى تبقيه في مكانه. تنفردان فجأة، تنفصلان برشاقة، فتصبحان مثل حرف V يتحرك بينما تتقدم "ميم" نحوي ببطء، متوازنةً، مستقرة، كفّاها تشكلان زاويتين قائمتين مضبوطتين على معصميْن قويتين مرنتيْن. مدهش. V 2 يعني النصر.
أسمع جلجلةَ عاليةَ النبرة لضحكةٍ صادرة من باطن الناقوس، وفي ظلمة البقعة المحرّمة – ذاك المكان الذي ليس لعينيّ عملٌ شرعيٌّ فيه – أبصرُ قطعة ملابسها الداخلية داكنة الزرقة.
ثلاث مراتٍ في الأسبوع الماضي أصحو عند هذه النقطة من الحُلم، وأنظر صوب بحيرة النور حيث تجلس ممرضاتُ الليل. أعرف إحداهن جيدًا– الممرضة "ماري أوكانُر"، ذات الشعر الأحمر واللكنة الأيرلندية المحببة. أبوها كان ساعي البريد الخاص بي، يتسلّم رسائلي، يجمع ردودي، يجلب لي الصحيفة الجافة والإحباطات. أخبار المدينة الضخمة - المدينة التي هي أضخم مما يحتمل ولدٌ مثلي من بلدة "فريستون" الصغيرة.
آه يا "ميم"!
حين تتحرك الممرضة "ماري أوكانُر" على هذا النحو الواثق، وتضحك بتلك الطريقة، تذكرني بكِ.
أحب أن أتخيّلها واقفةً، تتثاءب، تفكك نفسها من مركزِها ومن بحيرتها النورانية الساطعة الصغيرة. أحب أن أتصورها وهي مقلوبة، تمشي على يديها صامتةً عبر جناح النوم، ثوبها الأبيضُ الهش أضيقُ من أن يصنع شكل الناقوس، غير أن قبعتها الجادّة ستسقط، ويتماوج شعرها الأحمر على الأرض حرًّا طليقًا.
أراها تقفُ عند سريري، تبتسم ابتسامة واسعة، تستديرُ ببطء، ثم تعود أدراجها إلى طاولتها. نعم. حتى من دون جرس، حتى من دون أن ألمح قطعة ملابسها الداخلية داكنة الزرقة، سوف يظلُّ ذلك شيئًا جديرا بالاستيقاظ من أجله.
أغمض عينيّ وأفكر فيكِ يا "ميم" – مازلتِِ تمارسين الشقلبة في أحلامي، مازلت ترينني قطعة ملابسك الداخلية، مازلت تسببين لي المتاعبَ ... بعد كلِّ تلك السنوات.



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصرُ تُقبّل جبينَ السعودية
- الملك عبد الله، مصرُ تُطوّبك
- النملة أنس
- قطراتٌ من محبرتي في -الثورة الأم-
- مطلوب ألف مارتن لوثر
- محاكمتي في قضية رأي تتزامن مع معرض الكتاب والرأي
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!
- رسالةُ حبٍّ ستخطئ طريقَها!
- فاتن حمامة، احملي هذه الرسالة
- يا معشر الثيران، متى يشبعُ الأسدُ؟!
- الدهشة
- انظر خلفك دون غضب (2)
- (تحيّة للمناضلة المصريّة فاطمة ناعُوت)
- اسمُها -حسناء-
- شكرًا لطبق السوشي
- نُعلنُ التنويرَ عليكم
- انظر خلفك دون غضب - 1 -
- حواديت ماجدة إبراهيم
- انظر خلفك دون غضب (1)
- عماد ديفيد


المزيد.....




- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- صدر حديثا : -سحاب وقصائد - ديوان شعر للشاعر الدكتور صالح عبو ...
- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...
- تضامنا مع القضية الفلسطينية.. مجموعة الصايغ تدعم إنتاج الفيل ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فاطمة ناعوت - تنّورة ميم