أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - خلاف الرأي بين العقلاء والجهلة














المزيد.....

خلاف الرأي بين العقلاء والجهلة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1310 - 2005 / 9 / 7 - 10:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المجتمعات المتقدمة حضارياً تستند في وعيها وإدراكها للواقع السياسي والاجتماعي إلى مؤسسات مختلفة التخصص في شؤون الدولة والمجتمع، فهي تستقطب الناشطين في القضايا المختلفة وتعمد لإقامة حلقات دراسية لإعداد كوادرها لتعريفهم بأوجه نشاطاتها وبرنامجها وأهدافها لرفع مستوى وعيهم بماهية عملها.
وبخلافه في المجتمعات المتخلفة حيث تنعدم المؤسسات السياسية والاجتماعية المتخصصة وتطغى الأساليب العشوائية على كافة مرافق الحياة. فتصبح الكيانات الحزبية مرتعاً لحثالات قاع المجتمع كل منهم يبحث عن مصالحه متستراً خلف شعارات إنسانية نبيلة.
وتتلاشى الحدود بين العلمي واللاعلمي وغالباً ما تكون السيادة للجهلة والأميين على مراكز القرار ويتم إقصاء العلماء والمفكرين والمثقفين والحط من قدرهم وشأنهم الاجتماعي. فتتصدر تلك الواجهات عناصر من قاع المجتمع وتمنح لنفسها حق الخوض في جميع التخصصات دون أن يعتريها الخجل من جهلها وتحشد ألوف من الجهلة والأميين لتصفق لأرائها وأفكارها التافهة!.
ولايمكن أن تقام الحجة عليهم وتسفيه أفكارهم، لأنهم يلجأون لاستخدام العنف والاستبداد لإخضاع المخالفين لهم بالرأي. هذه حالة من الابتذال والاستسهال للعمل السياسي في المجتمعات المتخلفة، جعلت الكيانات الحزبية مرتعاً للجهلة والأميين لاستخدامهم كوقود لإشعال فتيل الصراع السياسي بين الكيانات الحزبية لتحقيق مصالح قياداتها السياسية.
وبخلافه في المجتمعات المتقدمة فعدد المنضوين تحت ألوية المؤسسات السياسية ليس كبيراً، فالغالبية لاتهتم في الشؤون السياسية وإنما تهتم بما تطرح المؤسسات السياسية من برامج تحقق مصالحها الاجتماعية. لذا فإن خلاف الرأي بينها، هو خلاف بين عقلاء المجتمع على تحقيق المصالح. ومن المستحيل أن يتم تسويته باستخدام العنف والاستبداد لأنه محكوم بشبكة من القوانين والقيم والأعراف الاجتماعية.
يرى ((أفلاطون))"أنه إذا قامت حجتك في المناظرة على كريم، أكرمك وأقر بها. وإذا قامت حجتك على خسيس، عاداك وأضغنها لك".
إن الجهلة والأميين من حثالات قاع المجتمع المتصدرين لساحة العمل السياسي في البلدان المتخلفة، يسعون للإيقاع بالخصوم لرفع شأنهم السياسي والاجتماعي لأنهم يعانون من قصور معرفي في الشؤون التي يخوضون فيها وغير قادرين على الدفاع عنها، فيتخذون من العنف والاستبداد مسلكاً لإخضاع الخصوم. ويعمدون لإحاكة المؤامرات للتخلص منهم، فهم مستعدون للتحالف مع أعداء الوطن لوصولهم إلى السلطة. ولا يتورعون عن بيع الوطن بالمزاد العلني في السوق الدولية لقاء بقاءهم في السلطة لأمد غير محدود.
يحث ((أفلاطون)) عقلاء المجتمع على عدم مناظرة الجهلة قائلاً:"لاتناظر أحداً بين يدي من يسعى إلى جاهه عنده بالمعرفة، فإنك أن سلمت من خطله في اللقاء فلا تسلم منه في الغيب".
إن خلاف الرأي مع الجاهل لاتحكمه ضوابط، لأن الجهل أرض خصبة لأفعال الشر. وبخلافه فإن خلاف الرأي مع العاقل له ضوابط معرفية وذاتية تنهل أعرافها من قيم الخير ولاخشية من الخلاف معه، لكن كل الخشية من الخلاف مع الجاهل.
كتب ((دعبل الخزاعي)) في هذا الإطار قائلاً:
"عداوة العاقل خير إذا..............حصلتها من خلةِ الأحمق
لأن ذا العقل إذا لم يزع.............عن حلمه، استحيا فلم يخرق
ولن ترى الأحمق يبقى على...........دين، ولا ودًّ ولايتقي".
يتوجب على العاقل أن يتحاشى خوض النقاش مع الجاهل اتقاءً لشره وجهله، فالأخير لاتحكمه ضوابط معرفية وأخلاقية. فيعمد لتسفيه الأفكار والآراء ويميل أكثر لاستخدام العنف والاستبداد، لفرض توجهاته على الآخرين.
يوصي ((السيد المسيح-ع)) عقلاء المجتمع قائلاً:"لا ترموا درركم إلى الخنازير، لئلا تدوسها بأرجلها وتلتفت إليكم فتمزقكم".
فعلى العاقل أن يتحاشى الجهلة قدر الإمكان خاصة منهم السياسيين في المجتمعات المتخلفة لأنهم غارقون في جهلهم، فهم عنوان الشر ذاته. فبدون إقصاء الجهلة والأميين عن مراكز القرار، لايمكن للمجتمعات المتخلفة أن تجد سبيلاً للخلاص من واقعها المزري.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهام والأداء في العمل السياسي
- الحرية والعدالة
- تحديات المجتمع المتخلف للدولة
- السياسيون السفلة
- التاريخ ودعاة الديمقراطية
- إدارة الصراع السياسي
- المسؤول والمسؤولية
- طغيان الرأي العام
- الرأي الأخر
- الديمقراطية والاحتلال
- السياسة والمصالح
- كبوة الأمم
- الفكر والسلطة
- الفكر والحزب
- الحكمة والحكيم
- ماهية المعرفة
- التعدي على حقوق الآخرين
- علم الفلسفة -الهدف والغاية
- تبرير السقطات في الكيانات الحزبية
- ماهية الحق


المزيد.....




- رأي.. فريد زكريا يكتب: كيف ظهرت الفوضى بالجامعات الأمريكية ف ...
- السعودية.. أمطار غزيرة سيول تقطع الشوارع وتجرف المركبات (فيد ...
- الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس يخضع لعملية جراحي ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ضابطين وإصابة اثنين آخرين في كمين ...
- شماتة بحلفاء كييف؟ روسيا تقيم معرضًا لمعدات عسكرية غربية است ...
- مع اشتداد حملة مقاطعة إسرائيل.. كنتاكي تغلق 108 فروع في مالي ...
- الأعاصير في أوكلاهوما تخلف دمارًا واسعًا وقتيلين وتحذيرات من ...
- محتجون ضد حرب غزة يعطلون عمل جامعة في باريس والشرطة تتدخل
- طلاب تونس يساندون دعم طلاب العالم لغزة
- طلاب غزة يتضامنون مع نظرائهم الأمريكيين


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - خلاف الرأي بين العقلاء والجهلة