أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الرأي الأخر














المزيد.....

الرأي الأخر


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1298 - 2005 / 8 / 26 - 10:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن الاحتكام لمبدأ الاختلاف يتطلب تمارين نفسية وعملية ليصبح ممارسة طبيعية في العمل السياسي، إما العمل الحزبي بأشكاله المبتذلة يحتكم إلى العنف والاستبداد لإخضاع الآخرين لتوجهاته. فالقبول بالرأي الأخر يعني هناك ارتقاءً بمنظومة الوعي، تعكس سلوك وممارسة الفرد في الحياة اليومية. وهذا الوعي لايكتسب بالمعرفة فقط، وإنما بالممارسة العملية لاختبار النفس على قبول مبدأ الاختلاف دون فرض النوازع غير السوية على الآخرين.
يغني مبدأ الاختلاف الأفكار والآراء بالمزيد من الرؤى، فالأوساط العلمية توظفه في عملها لتطوير بحوثها لأنها تتحلى بمستوى معرفي عالي. وبخلافه في الأوساط الاجتماعية-السياسية حيث يتفاوت مستوى الوعي بين أفراد الوسط، فتنخفض درجة القبول بمبدأ الاختلاف بالرأي ليحل مكانها الخصام والعداء المصحوب بالعنف المباشر وغير المباشر.
يعتقد ((داخ همرشولد))"أن شجاعة الاختلاف هو القبول بالرأي الآخر، والتعامل معه بمسؤولية واحترام لأنه المسلك الوحيد الذي ينقذ البشرية من الفناء".
إن السياسة هي أحدى الأشكال المتدنية للثقافة، لأنها لاتحتكم إلى المبادئ والقيم وإنما إلى المصالح. في حين أن الثقافة تستند إلى جملة من المبادئ والقيم، فهي إحدى روافد الحضارة الإنسانية. وتختلف السياسة باختلاف عالمها ومؤديها، ففي الدول الديمقراطية التي تحتكم لإرث ديمقراطي يتحلى مؤدي العمل السياسي بمستوى من الوعي في قبول الرأي الأخر، وتحكمهم تشريعات وأعراف دستورية تضمن حرية الخلاف الفكري.
في حين أن دول العالم الثالث تفتقد للإرث الديمقراطي وللتشريعات والأعراف الدستورية لضمان حرية الرأي، كما أن المؤدين للعمل السياسي ينقصهم الوعي اللازم للارتقاء بالعمل الحزبي لمستوى العمل السياسي المحتكم لمبدأ الاختلاف. وهذا ما يفسر لجوء السلطات، لاستخدام العنف والاستبداد لإسكات الأصوات المخالفة ومصادرة حقها في التعبير عن آراءها.
يرى ((جون ستيورات مل))"أن الرأي الذي تحاول السلطة قمعه قد يكون صائباً بالرغم من إنكارها له، فليس من حقها حسم الأمر نيابة عن البشرية بأسرها. وأية محاولة منها لإسكات الأصوات المخالفة يعني ادعاءها بالعصمة عن الخطأ".
إن العمل السياسي يهيأ الفسحة اللازمة للحراك الاجتماعي السلمي بما يحقق للأفراد والجماعات استخدام حقها في طرح آراءها عملاً بمبدأ الاختلاف وما يبلور من آراء وأفكار جديدة تحقق مصالح الجميع. إن تنظر بعين الاحترام والتقدير للرأي المخالف يعني الاعتراف بوجود سبيل أخر يهدف لتخفيف حدة الصراع الاجتماعي.
يرى ((داج همرشولد))"أن وجهة نظر الآخر قد تكون أكثر أهمية من وجهة نظرك".
إن الارتقاء بمستوى العمل الحزبي لمستوى العمل السياسي السليم، يعني الخروج من النفق إلى الفضاء الواسع الذي تتحرر فيه الأفكار والآراء من أية قيود. وإن القبول بمبدأ الاختلاف واحترام الرأي الآخر باعتباره اختلافاً بالتوجهات وليس اعتراضاً على الذات الإنسانية، هو من موجبات العمل السياسي.
لاتعي معظم الكائنات الحزبية ماهية العمل السياسي، فمنهم من يؤدي مهام حزبية ضمن الإطار العامل للعمل السياسي ومنهم مشروع للتضحية ووقود لنار الصراع السياسي من أجل تحقيق مصالح نخبته السياسية التي تتقن أساليب وماهية العمل السياسي. وكلاهما لايدرك ماهية مبدأ الاختلاف وحرية الرأي الأخر، لأنهما كائنات بائسة مهمتها تنفيذ الأوامر الحزبية لاغير. وليس لها شأناً بالعمل السياسي، فهي كائنات معطلة التفكير والإدراك تسعى إلى فتات موائد العمل السياسي.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية والاحتلال
- السياسة والمصالح
- كبوة الأمم
- الفكر والسلطة
- الفكر والحزب
- الحكمة والحكيم
- ماهية المعرفة
- التعدي على حقوق الآخرين
- علم الفلسفة -الهدف والغاية
- تبرير السقطات في الكيانات الحزبية
- ماهية الحق
- ماهية الخسة والحماقة
- ماهية الغيرة والحسد
- استحقاقات الانتخابات وحكومة المحاصصة
- الطاغية والثقافة
- الدولة الاستبدادية
- أنين ومعاناة هيفاء بيطار
- دوافع الود والعداء
- الشرطي الوزير
- ماهية الخير والشر في الفلسفة


المزيد.....




- روسيا تقدّم إعانات مالية للأمهات الصغيرات لزيادة معدلات المو ...
- رضيعة فلسطينية تموت جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة
- تعيين سالم صالح بن بريك رئيسًا للحكومة في اليمن
- واشنطن تفرض رسوماً جديدة على قطع غيار السيارات المستوردة
- رئيسة المكسيك ترفض خطة ترامب لإرسال قوات أمريكية لمحاربة كار ...
- الزعيم الكوري يؤكد ضرورة استبدال دبابات حديثة بالمدرعات القد ...
- نائب مصري: 32% من سكان البلاد يعيشون تحت خط الفقر (فيديو)
- إعلام: الجيش السوداني يستهدف طائرة أجنبية بمطار نيالا محملة ...
- صحيفة -الوطن-: تعيين حسين السلامة رئيسا لجهاز الاستخبارات في ...
- من هو حسين السلامة رئيس جهاز الاستخبارات الجديد في سوريا؟


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الرأي الأخر