أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - ماهية الخسة والحماقة














المزيد.....

ماهية الخسة والحماقة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1266 - 2005 / 7 / 25 - 10:52
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تسلك النفس الدنيئة مسالك ضالة لتحقيق رغباتها ولاتبالي بالإهانة والاحتقار وما تنهال عليها من المجتمع نتيجة أتباعها أساليب دنيئة للوصول إلى غايتها، فهي مستعدة لتحمل الإهانات ونظرات الاحتقار من الآخرين مقابل وصولها إلى مبتغاها، كونها تشعر بالنقيصة أمام المجتمع وتعي سلوكها وتصرقها وما يلحق بها من إهانة وتعجز على الرد عليها، لأنها تعي قدرها المتدني أمام الآخرين.
ومن صفاتها الخسة والحماقة، فالأولى هي تعبير صريح عن شعورها بالضآلة الاجتماعية. والثانية هي الوجه الآخر للأولى كونها نفس جاهلة تحاول أن تجد لها موضع قدم في المجتمع دون جدوى، متخذةً من كل أساليب القبيحة سلوكاً ونهجاً للوصول إلى غايتها.
ومن صفات الإنسان الخسيس، هذيانه في الكلام الفارغ وعديم الجدوى ويبدي رأيه في أمور لايعيها دون أن يطلب منه ذلك. لأن خسته تدفعه في اللاشعور للبحث عن دور لها في المجتمع دون أن يعي أنه يكشف عن ذاته الجاهلة أمام المجتمع، فلا يخفق مسعاه حسب، بل يزداد احتقاره وازدراه في المجتمع.
يرى ((أفلاطون))" أن خساسة الإنسان تعرف بشيئين، بأن يكثر من كلامه فيما لاينتفع به والإجابة بما لايسأل عنه".
إما الإنسان الأحمق فإن شره أعظم، فهو يتصرف بوحي جهله. فإن سعى لمساعدة الآخرين فإنه يلحق الأذى بهم لأنه يتخذ من الخديعة سبيلاً لتحقيق رغباته أو ينطلق من جهله في فهمه لشكل المساعدة فيزيد المشكلة تعقيداً بدلاً من المساعدة في حلها.
هناك اختلاف في تصرفات الخسيس والأحمق، فالأول تصرفاته وسلوكه يكشف عن ذاته الدنيئة. والثاني يسعى لإخفاء ذاته قدر الإمكان لكن مسعاه في النهاية ينتهي بالفشل، ليعبر عن ذاته الحقيقية من خلال سلوكه وتصرفاته الوضيعة.
يعتقد ((أفلاطون))"أن رأس مال الأحمق الخديعة وفائدته الغضب، ورأس مال العقل الصمت وفائدته الحلم".
إن الإنسان الأحمق غبي وجاهل ودعي، يحاول جاهداً ادعاء المعرفة والخوض في جدل فارغ وبعيداً عن موضوع المناقشة، فقط من أجل حب الظهور والادعاء الفارغ للمعرفة وبقدرته على خوض المناقشة أسوة بالآخرين. وحالما يواجه بنقص معرفته وادعاءه الكاذب، يثور في موجة غضب ويحاول تغيير مسار النقاش عن الموضوع الأصلي عبر افتعال الشجار والعراك لشعوره في اللاوعي أن ذاته فارغة فعلاً وقدرها أدنى من خوض غمار المناقشة في شؤون معرفية يفتقد لها.
لذا نجد الأحمق يستعجل الكلام، ويثرثر بكلام فارغ لأنه لايريد أن يسمع الآخرين. وإن سمع ذهل وتساءل مع ذاته، كيف يمتلك الآخرين هذه المعرفة وذاته فارغة منها؟. فيعجل بالكلام ليحول مسار المناقشة إلى موضوع أخر، يلم بحيثياته للادعاء بالمعرفة أمام الآخرين أو يهذي بكلام ليس له علاقة لا من قريب أو بعيد بماهية موضوع المناقشة. كما أنه لايتواني عن القيام بالأعمال القبيحة والدنيئة للوصول إلى غايته، فهو وصولي يعي مسالك الضلالة وما تحقق له من غايات.
يصنف ((الأمام جعفر الصادق-ع)) الرجال إلى ثلاثة أصناف قائلاً:"أن الرجال ثلاثة، عاقل وأحمق وفاجر: العاقل إن كلم أجاب وأن نطق أصاب، وإن سمع، وعى. والأحمق إن تكلم عجل، وإن حًّدث ذهل، وإن حمل على القبيح فعل. والفاجر إن أتمنته خانك، وإن حدثته شانك".
عموماً أن النفس الدنيئة تنهل توجهاتها من الشر، وتتخذ من الصفات الدنيئة نهجاً لمسيرة حياتها. فالخسة والحماقة وجهان لعملة الذات الدنيئة والجاهلة والضالة التي تشعر في لاوعيها أن المجتمع ينظر إليها بدونية، لافتقادها الرفعة والسمو.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية الغيرة والحسد
- استحقاقات الانتخابات وحكومة المحاصصة
- الطاغية والثقافة
- الدولة الاستبدادية
- أنين ومعاناة هيفاء بيطار
- دوافع الود والعداء
- الشرطي الوزير
- ماهية الخير والشر في الفلسفة
- طرائف من سيرة الفلاسفة
- الصراع حول المكانة والصدارة بين الفلاسفة
- ماهية الفكر
- النظرة الدونية للمرأة عند الشاعر أبي العلاء المعري
- العشق عند العرب
- العشق في الفلسفة
- التشريعات القانونية والمبادئ الدستورية
- الطاغية والسلطة
- ممارسات الطاغية
- شريعة الطاغية
- حاشية الطاغية
- الطاغية والاستبداد


المزيد.....




- باميلا أندرسون تعيش لحظة مميزة.. نظرة على مسيرتها
- رد فعل طريف من ماريا كاري حينما علمت متأخرا برحلة كيتي بيري ...
- -اصطدمت بخط الكهرباء وانفجرت-.. تحطم مروحية في نهر المسيسيبي ...
- -حماس- تُعلق على تصريحات نتنياهو بشأن خطط -السيطرة العسكرية- ...
- - سيعودون إلى القطاع بعد تماثلهم للشفاء-..إندونيسيا تخصص جزي ...
- نتنياهو: إسرائيل -تعتزم- السيطرة المؤقتة على غزة و-ليس حكمها ...
- الجزائر ترد على ماكرون بسحب امتيازات من سفارة بلاده
- ماذا تحمل زيارة فيدان إلى دمشق من رسائل سياسية وأمنية؟
- الجزائر تتهم فرنسا بـ-التنصل من مسؤولياتها- في الأزمة بين ال ...
- -توقيت لافت-.. ما الملفات التي تناولها لقاء فيدان والشرع في ...


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - ماهية الخسة والحماقة