أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - ممارسات الطاغية














المزيد.....

ممارسات الطاغية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1233 - 2005 / 6 / 19 - 08:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


تعبر ممارسات الإنسان اليومية بشكل أو أخر عن جوهره الأساس وما يكمن في ذاته، فإن كانت ممارسته اليومية سوية فإن جوهره وباطنه سوي. وإن كانت ممارسته اليومية غير سوية، يدلل ذلك على ما يكمن في داخله من نوازع شريرة تعبر عن وجدانه الحقيقي. وهناك شيئان يمكن من خلالهما الكشف عن الذات الحقيقية هما: السلطة والمال، وكلاهما مفسدة للإنسان لكنهما يعدان اختبار كبير للإنسان السوي الذي يعبر بسلوكه اليومي عن ذاته الحقيقية ويبقى جوهر الإنسان أكبر من السلطة والمال لأنهما زائلان والذات باقية.
الطاغية، إنسان غير سوي ويتنافى سلوكه اليومي عما يدعيه من خُلق ورفعة وسمو. إن ذاته هي منبع الشر كله، فهي تختزن صفات الخسة والنذالة والحسد والغيرة والكراهية والغدر والاستحواذ والنهب والسلب والادعاء الفارغ والنسب الوضيع والقسوة وانتهاك المحرمات.....وغيرها.
هذه الذات غير السوية لايمكنها بأي حال من الأحوال أن تسعى نحو الخير، ولايمكن الوثوق بها ولا التعويل على إصلاحها. إنها ذات خربة، ومصدرة للشر ولاهًّم لها سوى إلحاق الأذى بالآخرين وابتكار سُبل الإذلال والقهر للانتقام من البشر.
وحين يستولي الطاغية على السلطة السياسية، ويجمع بين يديه السلطة والمال. ويحاول جاهداً التحكم في قوت الناس اليومي وإلحاق الإهانة بهم، بغرض تحقيق التوازن النفسي الكاذب له من خلال حالة الإسقاط لذاته المهانة وعديمة الكرامة والرفعة والسمو.
لذا يعمد لإلحاق كل تلك الصفات الرذيلة بالآخرين، كتعبير صريح عما يعاني من مركب النقص لإقناع الذات بأن الوضاعة والخسة هي صفة لصيقة بكل أفراد المجتمع وليس في ذاته لوحدها!.
وبمراجعة بسيطة لمسيرة كل الطغاة في العالم وكيفية استحواذهم على السلطة، تجد إنهم مارسوا عمليات الاغتيال والغدر وأسرفوا في سفك دماء المنافسين لهم. إنهم غالباً ما يتخذوا من الأحزاب الشمولية، طريقاً لاستيلائهم على السلطة.
إن أول قرار يمكن أن يتخذه الطاغية عند استيلاءه على السلطة، هو إلغاء القانون الوضعي، وإضعاف الأعراف الاجتماعية والقيم الدينية لفرض توجهاته وقيمه وقوانينه الخاصة على المجتمع. لأن القانون يحد من سلطاته، لذا يعمد إلى اجتثاثه من بنية الدولة.
كما إنه يعمل على إقصاء كل إنسان نزيه عن موقعه في الدولة، ليحل مكانه مرتشي وحثالة ليعمل على إفساد كل مرافق الدولة. إنها سياسة الطاغية لإفساد المجتمع وتجهيله من أجل إحكام السيطرة عليه ولأمد غير محدود.
ويعمد الطاغية إلى التعامل مع المجتمع بالقسوة والعنف المصحوب بسياسة التجويع والإفقار، ومن ثم منحه فتات الموائد على شكل (مكرمة) لما تعنيه الكلمة من كرم وتفضل سلطوي على المواطنين وفي وجهها الآخر تعني المهانة والمذلة والصدقة والاحتقار!.
لخص ((أرسطو)) الممارسات الأساسية غير السوية للطاغية ضد المجتمع بثمانية نقاط:
1-"تدمير روح المواطنين، وزرع الشك وانعدام الثقة فيا بينهم، وجعلهم عاجزين عن عمل أي شيء أو أي فعل مضاد. كذلك تعوديهم على الخسة والوضاعة والعيش بلا كرامة بحيث يعتادوا على المذلة والمهانة.
2-القضاء على البارزين من الرجال، وأصحاب العقول النيرة واستئصال كل من يتفوق أو يحاول أن يرفع رأسه.
3-منع التجمعات بين الناس في النوادي والمقاهي، وتجهيل الناس وحجب الأفكار النيرة عنهم.
4-منع كافة التجمعات الثقافية، وغرس الشعور بالغربة في الوطن وقطع أواصر العلاقة بين المواطنين.
5-استعباد المواطنين، وفرض عليهم حالة من الذال والمهانة والقهر.
6-زرع الجواسيس في كافة مرافق الدولة، للتجسس على كافة الموظفين وما يتداولون من أحاديث يومية.
7-إغراء المواطنين بالأموال لكي يمارسوا الوشاية بعضهم ضد البعض الأخر، لكي تنعدم الثقة ويدب الخلاف فيما بينهم. وبذر الشقاق والفرقة والنميمة في جميع أوساط المجتمع.
8-إفقار المواطنين إلى درجة كبيرة حتى ينشغلوا في البحث عن لقمة العيش، وإغداق الأموال على منتسبي أجهزة القمع والأمن".
إن تلك الممارسات غير السوية للطاغية، هي تعبير صريح عما يكمن في داخله من حقد واحتقار للأفراد المجتمع، واعتبارهم قطيعاً لايساقون إلا بالعصا ولايفهون سوى لغة العنف والقسوة ليصار إلى التزامهم بتوجيهات (القائد الضرورة) خليفة الله في الأرض!.
لايجيد الطاغية سوى لغة العنف والقسوة، ويرفض لغة الحوار لأنها تحد من سلطاته. ولايتوانى عن التنازل عن كل الثوابت الوطنية، بل عن الوطن بكامله ليحافظ على سلطته. لذا فإن عملية إزاحة الطاغية عن السلطة، تتطلب قوة غاشمة مستعدة لاستخدام العنف المفرط ضده للإلحاق الهزيمة به وإسقاط نظامه المستند إلى المفاهيم الفاشية والنازية في إدارة شؤون الدولة والمجتمع.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شريعة الطاغية
- حاشية الطاغية
- الطاغية والاستبداد
- الطاغية ووعاظ السلاطين
- الطاغية والدين
- الفلسفة وعلم المنطق
- مفهوم الخير والشر في الفلسفة
- الفرق بين العالم والجاهل
- مفهوم الحب عند جلال الدين الرومي
- *الصراع بين السياسي والمثقف: قيم أم مصالح؟
- دولة القبيلة بين القيم والمصالح
- أسلوب المقاومة السلمية ضد الأنظمة المستبدة
- انماط السلوك غير السوي في المجتمعات المقهورة
- الخطاب العلني للقوى المقهورة ضد القوى القاهرة
- لقاء صحافي مع الباحث وخبير المياه في الشرق الأوسط السيد صاحب ...
- سمات الخطاب المستور للقوى المقهورة
- ردًّ الفعل الشعبي ضد ممارسات القهر والاستبداد
- الصراع السياسي المستور بين القوى القاهرة والمقهورة
- الكراهية والحقد الكامن في ذات الإنسان المقهور
- السياسيون القردة


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - ممارسات الطاغية