أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - حاشية الطاغية














المزيد.....

حاشية الطاغية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1231 - 2005 / 6 / 17 - 11:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


معظم الطغاة في العالم، ينحدرون من مجتمعات القاع ويعانون من أمراض نفسية واجتماعية وتتأصل فيه مظاهر الحقد والكراهية ضد المجتمع. وغالباً ما يتسللون في غفلة من الزمن عبر أحزاب فاشية إلى السلطة، فيستخدمون آلياتها العنفية ضد الآخرين للتعبير الصريح عما يكمن في ذواتهم من نوازع شريرة.
والمحيط الذي ترعرع فيه الطاغية، يغوص في عالم الجريمة ومعظم رفاق دربه من هذا العالم ويعتمد عليهم في تحقيق رغباته الشريرة للتخلص من منافسيه المحتملين في حزبه الفاشي أومن منافسيه على السلطة السياسية. هؤلاء يجدون فيه الشخص الذي يمكن أن يحقق رغباتهم الشريرة ويمنحهم الجاه والحظوة في المجتمع. ويجعل منهم سادة، بعد أن كانوا عبيداً لا شأن يذكر لهم في المجتمع.
لذا فإنهم يستميتون في الدفاع عن الطاغية، ويظهرون ولاءهم وخضوعهم التام له. وينفذون ما يأمرهم به خاصة عندما يتعلق الأمر بارتكاب المجازر والقتل الجماعي لإحكام سيطرته على المجتمع. وكلما أظهروا من الشدة والقسوة ضد المجتمع، كلما نالوا منه الرضى والاستحسان. لكنه يتخلص منهم في مرحلة لاحقة، لأنهم يذكره بشكل دائم بوسطه الاجتماعي الوضيع.
يعتقد ((أفلاطون))" أن الطاغية اعتاد قبل أن يستولي على زمام السلطة، أن يختلط بالمجرمين الذين هم على استعداد لخدمته في كل شيء. فإذا كان بحاجة إلى خدمة يؤديها له أحدهم، فإنه يقف أمامه في مذلة وكأنه كلب خاضع متظاهر بالإخلاص حتى إذا قضى منه مأربه أدار له ظهره".
إن حاشية الطاغية التي أعانته على الوصول إلى سدة الحكم وجُلهم من حثالات قاع المجتمع، قد يتواجد بينهم من أصدقائه المقربين ويبدون نوع من الشجاعة في انتقاده أو يعبرون عن آرائهم بصراحة أو ينتقدون سلوكه فيما بينهم. هؤلاء يشكون خطراً عليه، لأنهم يشعرن في دواخلهم إنهم شركاء معه وعلى قدم المساواة في السلطة. ولربما يشطح البعض منهم بآرائه وبتصوراته، فيجد نفسه أحقاً بالسلطة منه. وهذا التصور قد يكبر ليصبح طموحاً لاحتلال قمة السلطة، بدلاً من الطاغية ذاته!.
هذا الأمر يدفع الطاغية للتخلص من رفاق دربه بالتدريج، تحاشياً لأي تهديد لسلطته. كما إنه لايرغب بأن يكون له شركاء في السلطة، لأنه يشعر في اللاوعي أن السلطة من حقه وحده والآخرين مجرد عصابة مأجورة، اعتمد عليها لوصوله إلى قمة السلطة وانتهى دورها.
إن مجرد أدعاء حاشية الطاغية بأدنى دور لها في وصوله إلى السلطة، يعني بمقاييس الطاغية التقليل من دوره الرئيسي. مما يدفعه إلى التخلص من جميع رفاق دربه وكذلك المطلعين على تاريخه والعارفين بوضاعة نسبه ووسطه الاجتماعي، ليبقى الوحيد المدون لتاريخه وتاريخ سلطته دون شهود على الأحداث حتى يزور ما يشاء منه وينسب لنفسه ما يشاء من الأدوار غير الحقيقية.
يرى ((أفلاطون))" أن الطاغية إذا وجد بين الذين أعانوه على تولي الحكم خاصة الذين يتمتعون بالنفوذ والجاه، ولديهم الشجاعة للتعبير عن آرائهم بصراحة أمامه وفيما بينهم وينتقدون ما يقوم به من تصرفات، فإنه يسعى لقتلهم تحاشياً لمنافسته على السلطة بحيث لايترك في النهاية شخصاً ذا قيمة سواءً من أصدقاءه أو أعداءه".
إن الطاغية، شخص أناني ويحب نفسه بطريقة مفرطة وجاهل لكنه مدعي للمعرفة والعلم ويمتاز بالخصال الوضيعة ويدعي الخصال الحميدة والكرامة والنسب الرفيع...لتضخيم ذاته الفارغة وتلميع صورته أمام المجتمع باعتباره أفضلهم وأنبلهم، ويتحلى بكل مكارم الأخلاق!.
وحالما يكتشف أن هناك شخص ما يتحلى بكرم الأخلاق وله من المكانة الاجتماعية والعلمية، يشعر بالغيرة والحسد منه ويحس في قرارة نفسه أن هذا الشخص يقلل من مكانته وينافسه على الادعاء بمكارم الأخلاق التي يجب أن لايتمتع بها أحد غيره في المجتمع. لأنه الوحيد الذي يستحقها، وإنها فصلت على مقاسه الشخصي دون الآخرين، وعليه يتوجب التخلص منه.
إن من صفات الطاغية، كرهه الشديد للعلماء والمثقفين وأصحاب النسب الرفيع والمركز الاجتماعي المرموق، لأنهم يمثلون صور الرفعة والسمو التي تخلو ذاته منها وبالتالي فإن وجودهم في الحياة يقلل من شأنه أمام المجتمع ويتوجب التخلص منهم.
لذا تجد الطاغية يمعن بالأذى والاضطهاد للمثقفين والعلماء، ويعمل على إقصاءهم عن مرافق الدولة أو تشريدهم في المنافي أو قتلهم والحط من كرامتهم وإجبارهم على إبداء الخضوع والإذعان والتغني بأمجاده ونسبه الكاذب ومكرامه وتصويره أمام المجتمع على أنه يتحلى بمواصفات ألإلهه وهذا ما يجعله في منزلة أعلى من سائر البشر.
يعتقد ((أرسطو))" أن من صفات الطاغية، كرهه الشديد لشخص ذا كرامة أو رجلاً شريفاً يتحلى بالرفعة والسمو أو يمتلك شخصية مستقلة....ذلك لأنه يدعي احتكاره للخصال الحميدة، ويشعر أن أياً إنسان شريف وصاحب كرامة، يزاحمه في الجلال والإباء أو يحرمه من التفوق والسيادة. وعادة ما يفضل مصاحبة الأجانب والغرباء على صحبة مواطنيه...وهكذا يصبح المواطنون أعداء، أما الغرباء فلا خطر منهم لأنهم لاينافسونه ولايزاحمونه".
لايغارد الشعور بالدونية والوضاعة والنقص من ذات الطاغية حتى بعد وصوله إلى قمة السلطة، لأنه يشعر في اللاوعي أن ما يدعيه من رفعة وسمو أمام مواطنيه تجابه في الخفاء بنوع من الاستهزاء والتندر، لأنهم يعرفون تاريخه ووسطه ونسبه الوضيع وممارساته الدونية.
لذا تجد الطاغية ينفق ملايين الدولارات من أموال الشعب على الدعاية والأعلام في الخارج، ويستأجر المرتزقة من الصحافيين والإعلاميين لتلميع صورته لكسب المزيد من المؤيدين لنظامه من بسطاء الناس للتحدث عن مناقبه ومكرامه وأخلاقه....لأجل أن يعيد الثقة بذاته الهشة ويخرج من حالة الدونية وما يشعر به من مواطنيه الذين لايستحقون كرمه وعطفه...لذا يعمل على إفقارهم وتجهيلهم وإذلالهم حتى يقروا له بالرفعة والسمو!.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطاغية والاستبداد
- الطاغية ووعاظ السلاطين
- الطاغية والدين
- الفلسفة وعلم المنطق
- مفهوم الخير والشر في الفلسفة
- الفرق بين العالم والجاهل
- مفهوم الحب عند جلال الدين الرومي
- *الصراع بين السياسي والمثقف: قيم أم مصالح؟
- دولة القبيلة بين القيم والمصالح
- أسلوب المقاومة السلمية ضد الأنظمة المستبدة
- انماط السلوك غير السوي في المجتمعات المقهورة
- الخطاب العلني للقوى المقهورة ضد القوى القاهرة
- لقاء صحافي مع الباحث وخبير المياه في الشرق الأوسط السيد صاحب ...
- سمات الخطاب المستور للقوى المقهورة
- ردًّ الفعل الشعبي ضد ممارسات القهر والاستبداد
- الصراع السياسي المستور بين القوى القاهرة والمقهورة
- الكراهية والحقد الكامن في ذات الإنسان المقهور
- السياسيون القردة
- صراع القدر والإرادة بين السماء والإنسان
- نشوء الدول القديمة والحديثة


المزيد.....




- وزير الخارجية الأمريكي يزور السعودية لمناقشة وضع غزة مع -شرك ...
- السلطات الروسية توقف مشتبهاً به جديد في الهجوم الدامي على قا ...
- حماس تنشر مقطع فيديو يوضح محتجزين أمريكي وإسرائيلي أحياء لدي ...
- حزب الله يقصف إسرائيل ويرد على مبادرات وقف إطلاق النار
- نائب سكرتير اللجنة المركزية للحزب بسام محي: نرفض التمييز ضد ...
- طلبة بجامعة كولومبيا يعتبرون تضامنهم مع غزة درسا حيا بالتاري ...
- كيف تنقذ طفلك من عادة قضم الأظافر وتخلصه منها؟
- مظاهرات جامعة كولومبيا.. كيف بدأت ولماذا انتقلت لجامعات أخرى ...
- مظاهرة طلابية في باريس تندد بالحرب على قطاع غزة
- صفقة التبادل أم اجتياح رفح؟.. خلاف يهدد الائتلاف الحكومي بإس ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - حاشية الطاغية