أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الحكمة والحكيم














المزيد.....

الحكمة والحكيم


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1280 - 2005 / 8 / 8 - 11:31
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الحكمة هي عصارة القيم والمثل العليا وإحدى مناهج البحث في الشؤون الاجتماعية بما يخدم مصالح الإنسان، كما أنها تعتبر نتاج لارتقاء منظومة العقل الإنساني لمراتب عليا مستمدة مفرداتها وصياغاتها من العالم الكوني وبالتالي فإنها مزيجاً من علوم كونية وأرضية تحدد سُبل الحياة المثلى للبشر من خلال صياغتها لنظام عادل ينظم العلاقات الاجتماعية ويفسر مسار الأحداث بطريقة روحية-عقلية تزيد من أواصر العلاقة الإنسانية بين أفراد المجتمع.
إن الحكمة هي زبدة الحق وما ينطق بها الحكيم الذي أفنى حياته في الدراسة والتحصيل للارتقاء بمنظومته العقلية لمراتب معرفية عليا قادرة على تفكيك وإعادة مزاوجة الإشارات الكونية مع المكونات الأرضية لصياغة معرفة جديدة تهدف إلى خدمة الإنسان باعتباره الغاية الأسمى في الفلسفة.
يرى ((أفلاطون))"أن الحكمة رأس العلوم والأدب تلقيح الإفهام ونتائج الأذهان. بالفكر الثاقب يدرك الرأي الصائب وبالتأني تدرك المطالب وبلين الكلام تدوم المودة في الضرورة. وبخفض الجناح تتم الأمور، وبسعة الأخلاق يطيب العيش ويكمل السرور. وبحسن الصمت جلالة الهيئة، وبإصابة المنطق تكثر المحبة، وبالعفاف تزكو الأعمال وبالأفضال يكون السؤود، وبالعدل يقهر العدو وبالحلم يكثر الأنصار. وبالرفق تستخدم القلوب وبالإيثار يستوجب الجود".
الحكمة هي منطوق الحكيم، فلابد أن يلتزم بها قبل أن يدعو الآخرين لإتباعها لأن العبرة ليست بقول الحكمة وإنما العمل بها. وبما أن الحكيم قدوة المجتمع، فلابد له أن يلتزم ويعمل بقوله ليكسب المؤيدين. لكل حكيم في التاريخ مؤيدين يستمدون منه تعاليمهم ويعملون على نشرها بين الناس وحثهم على العمل بها كونها السبيل الأمثل للارتقاء بالعلاقات الإنسانية لتسود المحبة والتسامح والعدالة والمساواة بين البشر، كما أنها دعوى لنبذ قيم الشر وما تجلبه من كوارث على المجتمع.
يعتقد ((أفلاطون))"أن الحكيم ليس من ينطق بالحكمة فقط، وإنما من عمل بها".
على مر التاريخ تبحث العامة من الناس عن قائد وموجه لها، لأنها غير قادرة على فهم وإدراك ما يحيط بها من أحداث وظواهر اجتماعية-سياسية. وما من حركة اجتماعية-سياسية عبر التاريخ إلا وكان لها موجهاً وقائداً، وعلى ضوء توجهاته تخوض العامة من الناس حروبها وصراعها مع الفئات الأخرى بدافع إيمانها وثقتها بدعوى قائدها. وبغض النظر عن صدق من عدم صدق تلك الدعوى، فإن المؤيدون لها مستعدين لدفع حياتهم ثمناً لقاء الدفاع عنها لأنها بالمحصلة هي وعود لتلبي طموحهم ومصالحهم.
وحين يشعر العامة من الناس بأن توجهات ودعوى قائدهم مناقضة لأفعاله وسلوكه اليومي، فإنهم ينصرفون عنه. ويأتي قياس صدق الأفكار والآراء والحِكم بعد التحقق منها على صعيد الواقع، فإن حققت غرضها المنشود في تلبية مصالح فئة اجتماعية فإنها تحشد المزيد من المؤيدين لها. وإن فشلت على صعيد الواقع انفض الناس عنها، فلا يقاس صدق الحكيم بما ينطقه فقط من الحكمة وإنما عمله بها وما يمكن أن تلبي من مصالح المؤيدين لها.
يحث ((أفلاطون)) الناس على:"امتحان المرء بفعله لابقوله".
إن أقسى أنواع الإحباط والانكسار وما يمكن أن يعاني منه المجتمع هو أن يكتشف أن قادته الداعين لإتباع نهج الحِكم والأفكار الإنسانية العظيمة، مخادعون ويتخذونها جسراً لتلبية مصالحهم الخاصة مستغلين عواطف العامة من الناس وجنوحهم نحو الأفكار الإنسانية العظيمة لتلبية رغباتهم ومصالحهم المنتهكة من الأشرار.
عليه فالحكمة هي منطوق وممارسة للحكماء، وعلى المروجين لها أن يكونوا بمنزلة أقرب إلى الحكماء ذاتهم ليكونوا مؤهلين لنشرها بين الناس. وبغير ذلك فإن المدعين لها لايمكن الوثوق بهم، لأنهم يسعون لاتخاذها سبيلاً للوصل إلى مأربهم الخاصة والإساءة للأفكار الإنسانية العظيمة وبالتالي يتسببون في إحباط المجتمع الباحث عن سبيل للخلاص من براثن الاستغلال وعدم المساواة.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية المعرفة
- التعدي على حقوق الآخرين
- علم الفلسفة -الهدف والغاية
- تبرير السقطات في الكيانات الحزبية
- ماهية الحق
- ماهية الخسة والحماقة
- ماهية الغيرة والحسد
- استحقاقات الانتخابات وحكومة المحاصصة
- الطاغية والثقافة
- الدولة الاستبدادية
- أنين ومعاناة هيفاء بيطار
- دوافع الود والعداء
- الشرطي الوزير
- ماهية الخير والشر في الفلسفة
- طرائف من سيرة الفلاسفة
- الصراع حول المكانة والصدارة بين الفلاسفة
- ماهية الفكر
- النظرة الدونية للمرأة عند الشاعر أبي العلاء المعري
- العشق عند العرب
- العشق في الفلسفة


المزيد.....




- ترامب يعترف بتقييم الاستخبارات حول وضع مواقع إيران النووية ب ...
- بعد وقف إطلاق النار.. وزير دفاع إيران يصل الصين في زيارة تست ...
- موجة حر غير مسبوقة تجتاح شرق روسيا: حرارة قياسية وحرائق تهدد ...
- عاجل | حماس: جرائم الاحتلال ومستوطنيه وآخرها في كفر مالك تست ...
- انقسام المخابرات حول فاعلية الضربة يثير الشكوك بشأن مصير نوو ...
- خلاف أميركي سويسري بشأن أسعار -إف 35-
- مجددا.. ويتكوف يحدد -خطوط إيران الحمراء-
- -سي آي إيه-: منشآت إيران النووية الرئيسية -دُمرت-
- هجوم لمستوطنين في الضفة والجيش الإسرائيلي يقتل 3 فلسطينيين
- فيديو منسوب لمشاهد دمار في إسرائيل جراء الصواريخ الإيرانية.. ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - صاحب الربيعي - الحكمة والحكيم