أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الحرية والعدالة














المزيد.....

الحرية والعدالة


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1307 - 2005 / 9 / 4 - 11:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حين يتم أسر الشعوب وسجنها داخل إطار من التوجهات الوحيدة الاتجاه، تعمد للتخلص منها عبر أساليب متعددة من النضال فتقدم الضحايا من أجل نيل حريتها. فالشعب السجين بتوجهات وإطار فكري واحد، يشعر بالاختناق ويصبح مسلوب الإرادة وروحه رهينة لمستبد ومتسلط يسعى لإهانة كرامته والحط من قدره لأمد غير محدود.
الحرية دون ضحايا لاقيمة لها، وبخلافه فإن الشعب يحس بقيمتها ويسعى للحفاظ عليها لأنه دفع ثمناً غالٍ لينالها. إن ثمن الاعتناق من العبودية والسعي لنيل الحرية لايأتي عبر البيانات والمناشدات السياسية وإنما من خلال النضال المستمر الذي يتخلله السجون والإعدامات والقتل والتعذيب وإهانة الكرامة، فالمستعبد هو الآخر يدافع عن مصالحه بالعنف والقتل لإخضاع الآخر.
يعتقد ((غاندي))"أن الحرية تطلب من وراء جدران السجون وأحياناً من فوق أعواد المشانق ولاتطلب أبداً في المجالس والمحاكم والمدارس".
المستعبدون في العالم لهم هوية وتوجه واحد لإحكام السيطرة على الآخرين، لكن الحرية لها هويات وتوجهات لاحصر لها. فالمطالبون بها من أجناس مختلفة ولهم توجهات متعددة وما يجمعهم هو خيار النضال ضد المستعبدين، فمساحة النضال لنيل الحرية لاتقتصر على أبناء الوطن الواحد وإنما يمكن أن يساهم بها أبناء شعوب أخرى نالت حريتها لكنها تتطلع لمساعدة الآخرين لنيل حريتهم، فالمعركة هي معركة الجميع ضد الاستبداد، والحرية في نهاية المطاف هي هدف الجميع.
يقول ((توماس بين))"أن وطني، هو المكان الذي لاتوجد حرية".
فهناك من يكرس حياته للدفاع عن حقوق الآخرين، فيسعى بكل السُبل لكشف زيف ادعاء المستبدين والدفاع عن حقوق الناس ولايخشى العنف والاستبداد الذي يمكن أن يتعرض له لأنه يسعى لهدف ويدرك بوعي عالِ أنه يتطلب التضحية لينال الآخرون حريتهم.
وغالباً ما تقع المهمة على كاهل نخبة المجتمع التي تعي توجهاتها وأهدافها فيسلط الحكام المستبدين عليها ما أمكنهم من العنف والقهر والحط من قدرهم لعزلهم عن الجمهور وقطع دابر دعواهم بتحريض الناس على المطالبة بحريتهم وحقوقهم المشروعة.
يعلن ((دعبل الخزاعي)) عن تحديه للحاكم المستبد قائلاً:"لي خمسون عام أحمل خشبتي على كتفي، أدور على من يصلبني عليها فما أجد من يقبل ذلك".
إن الذين يخوضون الصراع السياسي من أجل نيل الحرية، يدفعون ثمناً باهضاً وقد تنتهي حياتهم دون أن يروا وهجها في الأفق لكن ينالها الآخرون وحتى الذين كانوا يقفون على الحياد أو الذين كانوا أدوات العنف للمستبد من مجرمين ولصوص وحثالات قاع المجتمع. وقد يحمل القدر أحداهم ليكون في مقدمة المناضلين ليدعي النضال والتضحية التي هي براء منه.
إن الحرية يجب أن لاتكون مباح للجميع حتى لايتم إساءة استخدامها، فالحرية دون ضوابط قانونية تعني إشاعة الفوضى خاصة في المجتمعات المتخلفة التي لاتعي ماهيتها ولاتفرق بين الحقوق والواجبات تجاه الدولة والمجتمع.
ففي أعتى الدول الديمقراطية تحجب حرية الانتخاب على المجرمين والخارجين على حدود المجتمع، لأنهم لايتمتعون بالأهلية الكاملة لها وتنقصهم روح المواطنة وبالتالي لايحق لهم المساهمة في إرساءها في المجتمع. فالحرية تعني عدالة الحقوق والواجبات التي تحكمها القوانين والأعراف الاجتماعية، وإلا سيتم استخدامها بشكل سلبي للانتقاض من حقوق الآخرين دون وجه حق.
يرى ((روسو))"أن الحرية الحقة لاتدمر نفسها أبداً، فالحرية دون عدالة تناقض هدفها. لاحرية دون قوانين ولاحرية لأي شخص فوق القانون والشعب الحر يطيع لكنه لايخدم، لديه قضاة لكن ليس فيه سادة. فهو لايطيع شيئاً سوى القوانين وبفضلها لايخضع للبشر".
إن الحرية هي إدراك ماهية الحقوق والواجبات وإطاعة القوانين بما يحقق هدفها الأساس في عدم التجاوز على حقوق الآخرين ويسهم في بناء الاستقرار والأمان للمجتمع لتنطلق عجلة التنمية والتقدم بما يحقق أهداف مصالح المجتمع.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحديات المجتمع المتخلف للدولة
- السياسيون السفلة
- التاريخ ودعاة الديمقراطية
- إدارة الصراع السياسي
- المسؤول والمسؤولية
- طغيان الرأي العام
- الرأي الأخر
- الديمقراطية والاحتلال
- السياسة والمصالح
- كبوة الأمم
- الفكر والسلطة
- الفكر والحزب
- الحكمة والحكيم
- ماهية المعرفة
- التعدي على حقوق الآخرين
- علم الفلسفة -الهدف والغاية
- تبرير السقطات في الكيانات الحزبية
- ماهية الحق
- ماهية الخسة والحماقة
- ماهية الغيرة والحسد


المزيد.....




- سقطت من طائرة!.. كتلة جليدية ضخمة تخترق منزلًا على بعد أقدام ...
- وزارة الصحة في غزة: ارتفاع حصيلة القتلى في القطاع واستمرار ا ...
- -ترمي لهدم النظم الأساسية في البلاد-.. أمن الدولة الكويتي يق ...
- الحوثيون يعلنون تنفيذ 3 عمليات ضد مدمرة أمريكية وسفينتين في ...
- نهاية مأساوية لشاب قتل والدته بطريقة وحشية في محافظة المنيا ...
- وفاة 14 حاجا أردنيا أثناء أداء مناسك الحج بسبب الحر الشديد و ...
- إعلان مؤتمر سويسرا: 80 دولة تتفق على وحدة أراضي أوكرانيا كأس ...
- حزن تجاوز المدى.. غزة تستقبل العيد بأسى وفقد في كل بيت وصلاة ...
- كعك العيد على نار الحرب في غزة: نساء نازحات في دير البلح يبد ...
- السلطة والسياسة


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صاحب الربيعي - الحرية والعدالة