أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لمى الأتاسي - المرأة : لا ديمقراطية بلا مساواة















المزيد.....

المرأة : لا ديمقراطية بلا مساواة


لمى الأتاسي

الحوار المتمدن-العدد: 4585 - 2014 / 9 / 25 - 02:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لقد قام الكثيرين بالثورة السورية واضعين من أول مطالبهم الديمقراطية تلك التي تعني ايضا مساواة.
إننا كنساء شاركنا بالثورة نعتبر بأنه لا يمكن أن تكون هناك ديمقراطية بدون مساواة بين الرجل و المرأة.
لا ديمقراطية بلا مساواة بين الرجل و المرأة كان هذا شعار نساء تونس التي لحد الأن تشكل أول نموذج ناجح ديمقراطيا في ثورات الربيع العربي التي تحولت الى شتاء ظالم بسبب الإسلاميين و رفضهم لفكرة المساواة ليس فقط بين الرجل و المرأة و لكن بين المسلم و غير المسلم في سوريا.

لم تنجح الثورة لأنه كان هناك ازدواجية بمطالبتها بالحرية فلا يمكن ان تحصل فئة وحدها على حريتها لاغية حريات الأخرين.
الدراسات و الأبحاث كلها تثبت تراجع في وضع المراة و فعالية مشاركتها في الحياة العامة و تنازلها عن حقوقها تدريجيا ابتدائا من سنوات الثمانينات في سوريا،
الردة الدينية التي رافقت أحداث حماة كردة فعل على استبداد و ظلم نظام حافظ أسد و البعث كان له تأثير سلبي على وضع المرأة التي وجدت نفسها رهينة دون أن تتمكن من احداث اي ثور فتراجعت و هناك مؤشرات عديدة تؤكد هذا.
الكثير من النساء توسمن في هذه الثورة خير رغم الصبغة الاسلامية و راهننا كلنا على مكاسب و تطور للوضع الاجتماعي للمرأة في سوريا و لكن الواقع كان مختلف.
بعد اربع اعوام من الثورة لم نجرؤ نحن النساء ان ننشئ منظمات و حركات نسائية تتعارض مع الرؤية الإسلامية للمستقبل السياسي الاجتماعي لسوريا و تم تحجيم النساء السوريات المطالبات بالافضل و تم تشويه صورة الصف العلماني و تحريف معنى العلمانية التي تهدف لفصل الدين عن الدولة معتبرتا ان الدين هو الاسلام فقط و بأن المرأة يجب ان تحكم به:
فللذكر مثل
للذكر مثل حق الانثيين و هن ناقصات عقل و دين و اضربوهن بالمضاجع و كذلك عليها الا تتمرد على تقاسم زوجها مع نساء اخريات باعتبار حرية تعدد الزوجات قانون و حق ذكوري مفروض بتفسير اجرامي و مهين للقرأن. هذا عدا عن عدم تجرؤها الخوض بمواضيع كجرائم الشرف أو زواج القاصرات و كل ما يتعلق بقانون الطلاق و الحضانة و مسؤليات الرجل تجاهها.
المجتمع الذكوري بين لها بأن الاقتراب من هذا المجال الحقوقي هو بحد ذاته كفر بالله و بالدين الاسلامي.
بالتالي حتى النساء اللواتي اردن العمل في هذا المجال اقتصرت مطالبهن على المطالبة بالتثميل النسائي في محافل الرجال بنسبة اعلاها 30 بالمئة دون الخوض بكل الامور التي قيل لهن بانها ثانوية و غير ممكن الخوض فيها نتيجة سقوط براميل النظام و قصفه و الحالة الانسانية الكارثية التي يعاني منها المجتمع السوري.
إن الثورة ثورة كرامة قال لنا البعض و قام الشعب السوري و ثار لكرامته معرضا أمنه و سلامته للخطر و مضحيا بحياته في احيان كثير، فلما يطالب من المرأة بان تتنازل عن كرامتها و بأن تؤجل الشعور باهانتها إذا؟
لاعتبارنا بأن تحرير المرأة و تطوير وضعها و استرجاع كرامتها من الأولويات كان لا بد أن نقوم بعمل مجدي و جاد بعيدا عن الشعارات
فنحن السوريات لا نعيش لوحدنا بمعزل عن المجتمع الدولي الذي نص قوانين عادلة بهذا الشأن و ان كان هناك دعم من بعض الدول لتمكين حكومات اسلامية يتعارض مع القوانين الدولية فهذا لا يعني بانه هناك دول اخرى و تجمعات حرة لا تنتظر منا ان نناضل بالاتجاه المعاكس للفت نظر السياسيين الى مخاطر اختياراتهم.
أنها ستدعمنا ان رفضنا هذا المد الخطير القادم على حقوقنا و مستقبلنا و لكن شرط أن نكون جادات.
قد تكون المصالح الغربية لا تتعارض مع قيام هذا النوع من الحكومات الاقصائية للنساء معتبرين ان هذا شان داخلي و لكن من الصعب ان تقنعنا تلك القوى العظمى الديمقراطية بأن نصف المجتمع بقراره الحر كان متنازل عن حقوقه ..
كيف لمرأة ان تتتازل عن حقوقها ؟
ان خيرت المرأة بين ان تكون حرة و ان تكون من ضمن ما ملكت الايمان الذكورية فماذا ستفضل ؟
ان خيرت الام بين حضانة طفلها الوليد في حال الانفصال (الطلاق) مع تامين لها السكن و النفقة و تحميل الرجل مسؤلياته كما الحال في تونس و بين ان ينزع منها طفلها رضيع قانونيا و تحرم منه و ان ترمى عند اهلها مهانة ذليلة فماذا ستختار ؟
ان خيرت ان تكون شريكة بقرار الطلاق كانسان متساوي مع الزوج كشريك في هذا العقد الثنائي للرجل و بين ان يرمى عليها يمين الطلاق بشكل أحادي دون استشارتها جاعلا منها ذليلة بحكم القانون المشرع حق اذلالها قانونيا فماذا تختار؟
ان خيرت الفتاة ذات السبع عشر ربيعا بين ان تتعامل كما يعامل اخيها في حقها بالتعليم و العمل و الاستقلالية المادية و الميراث و بين ان تتزوج لرجل من جيل اخر يكبرها بعشرات الاعوام و ينتزعها اهلها من التحصيل العلمي قبل اي تأهيل مهني يعطيها حرية و الاستقلالية مادية لكي تكون زوجة مطيعة ممنوعة من العمل و تدخل في ما يسمى ببيت الطاعة فايهما ستختار ؟ اهل ستختار بيت الطاعة لغريب ام حرية ان تكون مساوية للرجل في مجتمعها و محترمة مثله، اليس من المنطقي أن تختار حق امتلاك جسدها و حقها بأن تعطيه هي متى تشاء و حين تكون جاهزة و محمية اقتصاديا لمن تشاء هي لمن يفهمها و يروق لها..
ان خيرت المراة في مجتمعنا الا تكون عرضة للضرب و لجرائم الشرف و قريبا للرجم فهل ستختار برايكم بكامل ارادتها اختيار العيش و سكين مسلط فوق رقبتها؟
كانت المراة ملك لرجل كجواريه في حريم الرجل السلطان يتحكم بها و يستعبدها و لا يحق لها ان تتمرد، و لكنها تمردت، استغلت ثورات التحرير ضد الاستعمار الغربي و شاركت الرجل في الثورات و اخذت ثمن مشاركتها و اكتشفت لاحقا بانها عندما تكون متساوية اقتصاديا معه تجد مكانة حقيقية و لكن المجتمع الذكوري الشرقي منعها و بقى يمنعها و يقيدها.
البعث و اليسار الماركسي العربي على علاته كان له جانب ايجابي في ما يخص تأثيره على عقول الرجال في مجتمعنا و اعطاء حقوق اكثر للمرأة و مع فشله ماتت حركات تحرر المرأة في سوريا و تراجعت تاركة المرأة فريسة.
و هذا في الحقيقة يعود لخطأ نشأت هذه الحركات النسائية فهي لم تنشأ من إرادة نسائية متمردة و منظمة بل من اختيار ذكوري لها و كل شي لا نطالب به بانفسنا و نحصل عليه بانفسنا اي ياتي بدون تعب يكون غير مرسخ بالتالي تحرر المراة بقى قشور.
الحركات النسائية التي ترسخت كانت موجودة في بلاد المغرب العربي اكثر و في صفوف النساء الكورديات كذلك لانهن فعلا شريكات ثورة حقيقية ذات فكر و تنظيم ، السوريات لم يشاركن الرجال بحرب الاستقلال عن فرنسا بل لم تقوم سوريا بثورة استقلال كتلك التي قامت في المغرب العربي و خصوصا الجزائر، بل نحن لم نستعمر فعلا و لم نعرف من الاستعمار سوى الجانب الاسوأو هو فقدان السيادة .. بل لنذهب أبعد نحن كنا نعيش تحت ظل الاقطاع العثماني الذي هو اكثر تخلف بمعاملته للنساء من المستعمر الفرنسي.
تاريخ النضال النسائي في سوريا ليس مرسخ فنحن لا نملكه حقا فهو لم يكن برغبة من نساء سوريا بامتدادهم التاريخي فالبلاط العثماني روضنا قطط مدللة تجيد الدسيسة للتعايش و التاقلم فقط.
عندما نبحث عن الامثال الشعبية السورية و العربية عموما نجد ان المرأة السورية كانت تعد من اكثر النساء طاعة و تذلل. فهي لا تتمرد ابدا!
و في الثورة كانت مثال الطاعة و لكن عندما يقال لنا اجلوا مطالبكم الحقوقية يا نساء سوريا .. علينا ان نجيبهم اجلوها انتم ان شئتم فلا ديمقراطية بدون مساواة و لا كرامة لرجل بدون كرامة المرأة.

نحن لا نملك بعدالاحصائيات كلها و لكننا نعمل عليها لنعلمكم بعدد النساء اللواتي يتم تعنيفهن لحد الموت يوميا في بيوت الثوار و في مخيمات اللاجئين و كذلك عدد حالات الاغتصاب و كيف تهمل جروحها النفسية و الانسانية بعد تعرضها لحوادث الاغتصاب و كم حالة اغتصاب تحصل يوميا على الاقل في امكنة اللجوء و الاهم كيف ينظر المجتمع للانثى منذ ولادتها حتى مماتها.ما هي الصورة الحقيقية التي يجب تغييرها لكي نغير النظام و المجتمع معا.
نريد ان نعمل منذ الان على وضع حد للعنف و زواج القاصرات و تعسف المجتمع الذكوري
نريد ان نرفع من مستوى تاهيلها العلمي باسرع وقت و باقصر مدة لكي نمكنها ماديا منذ الان و حتى في دول اللجوء
نحن نحترم و نقدر كل ما تقوم به النساء اللواتي قررن العمل مع نساء في مجال الاغاثة و التعليم و السياسة و نتمنى ان نتعاون مع الجميع دون ان نتنازل عن مبادئنا و مطالبنا و لكن نشعر أن سقف المطالب محدد و نتمنى ان نكسر القيود.



#لمى_الأتاسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة و سوريا و حالة الانفصام العام
- السيادة السورية شاردة قانونية في مأزق أميركي..
- -الأمة السورية- و علم الوطن
- الأمن القومي الأميركي و ذاكرة الرمال
- قراءات لواقع حزين يتسع للبغدادي كبطل
- رياح الشرق الأوسط الجديد
- ظاهرة المستقلين من تناقضات ثورة الديمقراطية
- تحفظات على مفاهيم لا ثورية
- على الارض السورية ما يستحق الحياة
- سوريا -على قيد الحياة-
- سوريا ضحية صراعات لا اخلاقية
- الحر يموت في سوريا : لنرفع الراية البيضاء على الجبهتين
- لمن يرفض جنيف 2 : بأي سيف تضربون ؟
- الفتوحات الإنسانية السورية
- بين ديكتاتورية الأسد و ثورة اللاديمقراطية نختار حق -اللاختيا ...
- من الرعاعية الى المواطنة الثورة السورية الممنوعة
- الضربة العسكرية لا تكفي
- القطب الواحد
- إلى من باعوا الثورة و إلى من اشتروها منهم


المزيد.....




- بي بي سي عربي تزور عائلة الطفلة السودانية التي اغتصبت في مصر ...
- هذه الدول العربية تتصدر نسبة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوي ...
- “لولو العيوطة” تردد قناة وناسة نايل سات الجديد 2024 للاستماع ...
- شرطة الكويت تضبط امرأة هندية بعد سنوات من التخفي
- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - لمى الأتاسي - المرأة : لا ديمقراطية بلا مساواة