حفريات اللغة العربية 12

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 18:48
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

حفريات اللغة العربية 12
سبّح بحمد ربك – سبح اسم ربك الاعلى..
سبحان الله – هذا ما نسمعه كثيرا من فم المسلم لدرجة تبدأ و تسأل: ما معنى (سبحان الله)؟ و لماذا تتكرر هذه العبارة كثيرا؟ و هل تحولت بمرور الزمن الى عادة ببغائية؟ و ما هي وظيفتها؟ و لماذا تحولت الى احدى العبارات المركزية في الاسلام؟ سأحاول الاجابة على هذه الاسئلة هنا:

اولا نجد ان المعنى القرآني (سبّح) من الباب الثاني للثلاثي (سبح) هو (مدح / قدس) و هنا يعني (سبحان الله) و (سبح اسم ربك الاعلى) المدح لله و تقديسه و في (سبحان الله عما يصفون) ابعاد الشبهات عنه لجلالته و لكن و لو ذهبت خارج سياقه الديني الاسلامي القرآني فلا تجد له اثرا في العربية الا في التسبيح (سبحة اليد) الذي يتكون اسلاميا من 99 حبة ترمز لاسماء او بالاحرى لصفات الله و يمكن ان نجد ناس (عادة من الجيل القديم) تهمس بها بصورة لا واعية او دون تفكير و (التسبيح) له تأريخه الخاص به في مختلف الثقافات والاديان يستحق بحث خاص به لذا تشير المسبحة او السباحة الى الاصبع المجاور للابهام اصبع الشهادة او الاشارة.

تشير المفردات العربية الى (السباحة) في (المسبح او في النهر) و هذا شيء واضح لان المعنى البدائي السامي للثلاثي (سبح) كان (زحلق / انزلق / نزل / تجول – بعيدا- ابتعد – ارتفع للسماء) و المقصود ايضا (خفة الحركة و السيولة) كما في (كل في فلك يسبحون / ان لك في النهار سبحا طويلا / فلان يسبح النهار كله في طلب المعاش). نعم تتجه العربية المدنية الى الفعل (مدح) و تهمل (سبّح) و هذا يعني يجب تعقيب تطور معنى الثلاثي (سبح) الى مدح الله و تقديسه و اقامة الصلاة دينيا خارج الاطار العربي. ادناه ملاحظات سامية علمية لكلمة (سبّح) للاشارة الى التبجيل و المدح و الصلاة:

اولا لقد تم الاشارة لغويا الى ان تطور المعنى الى المدح و التقديس تم في الارامية القديمة و له انتشار واسع في السريانية و في المسيحية الفلسطينية (تسبيح).

ثانيا يعتبر هذا المعنى مسيحي الاصل رغم ان هناك اختلاف في الرأي و اعتبار ان التبجيل الالهي لا يمكن ان يكون الا يهوديا. قارن ايضا كيف تطور معنى السبحة الى الصلاة ( سبحة الضحى / سبحة الله)

ثالثا نظرا لتطور المعنى في الارامية القديمة فان هذا المعنى كان معروفا في الجزيرة العربية قبل الاسلام كاحد الاسماء.

يؤكد هذا المقال من جديد الاعتماد الاسلامي الكبير على الديانتين المسيحية و اليهودية و يبين ايضا كيف ان التفسيرات الاسلامية مضللة و ساذجة لا تمت للحقيقة و العلم بصلة و لا تقنع الا الجاهل بعلم تطور اللغة و الثقافات. لا يستطيع المسلم ان يكون متعصبا للاسلام الا اذا كان جاهلا بلغة القرآن و اصله او بعبارة اخرى يجهل المتعصب للاسلام لغة القرآن و هذه هي الجاهلية الثالثة بعد الجاهليتين الاولى و الثانية و لكن سواء عليهم أانذرتهم ام لم تنذرهم لا يعلمون...
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات