جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 15:28
المحور:
القضية الكردية
ابشع اشكال السيطرة
هناك اشكال مخلتفة من السيطرة على مقدرات الشعوب و الثقافات و اللغات ابشعها هي السيطرة اللغوية. عندما تضطر ان تترك لغتك لتتفاهم مع شخص لا يرى الضرورة في تعلم لغتك رغم انه يعيش في نفس البلد فانه لا يحترمها و لا يحترمك و يشير برفضه الى سيطرته عليك بصورة واعية او لاواعية - مباشرة او غير مباشرة. هذا ما عبر عنه الکاتب و اللغوي البريطاني المشهورMichael Swan
http://en.wikipedia.org/wiki/Michael_Swan_%28writer%29
لغاتنا هي مسألة شخصية عاطفية لانها تعبر عن الهوية و الشعور الجماعي و اذا تغيرت فهي تهدد الهوية الاساسية و لكنها و كما ترفض الاجيال القديمة لغة المراهقين فانها تعبر عن خوف داخلي لفقدان السيطرة لان اللغة شكل من اشكال السيطرة الاجتماعية. يعتبر تجاهل اللغة ايضا قلق اجتماعي و سياسي الى جانب الهوية اللغوية التي هي في خطر المحو بسبب التسلط الديني و اللغوي معا بحيث اصبح الدين الاسلامي مرادفا للغة العربية.
يرى الكردي نفسه مضطرا ان يتحول الى العربية لان نازح او مهاجر او لاجيء او زائر او ضيف من نفس البلد لم يتعلم الكردية و لم ير او لا يرى الضرورة في تعلمها كما يراها في تعلم الانجليزية و الفرنسية. اضافة الى ذلك قللت القومية العربية و اعلامها من قيمة لغات البلد الاخرى بالتكلم عن الهوية العربية للعراق و تجاهل الاقوام الاخرى و لكن و حتى اذا ادخلت اللغة الكردية ضمن المناهج المدرسية العربية فالطالب و الطالبة العربية لا يأخذها / تأخذها بعين الجد بسبب السياسات اللغوية التعسفية.
المفروض من شعبنا الكردي عدم القبول بهذا الواقع المفروض و عدم التحول الى العربية على ارض كردستان الا في الحالات الانسانية مع تشجيع تعلم اللغة الكردية او التحول الى الانجليزية كلغة حيادية للطرفين. هناك اليوم خطر تعريب كردستان من الداخل اكثر من المحاولات الخارجية في عهد سيطرة الحکومات العربية. ألا يكفي هذا الاهمال الذي مرت به الكردية الى يومنا هذا؟
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟