جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4546 - 2014 / 8 / 17 - 11:27
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حفريات اللغة العربية 9
المشكلة مع (الله اكبر)
المشكلة مع (الكبير) و مقابله (الصغير) في العربية هي الحيادية او المعنى العام و عدم تحديده اي انك تبدأ تسأل: كبير بماذا؟ لذا احاول هنا الكشف عن معنى الكلمة الاصلي كما نجده في عبارات دينية مثل (الله اكبر). قد تكون كبيرا بالعمر (شيخا او طاعنا بالسن) او تكون كبيرا بالطول اي (طويل القامة) او تكون انسانا كبيرا من ناحية القيمة و الاهمية اي (عظيما) مثل (سياسي كبير) لذا لا نعرف بالحقيقة ما المقصود بالضبط بـالكبير و بـ (الله اكبر)؟ هل الله كبير بالعمر ام بالطول ام بالعظمة؟
طبعا نستنتج من مشتقات الكلمة مثل الاكبار و التكبير و الاستكبار و المتكبر و من الكبير كصفة الهية بان المعنى المقصود للعبارة هو العظمة و ليس الطول او العمر رغم ان هذه المعاني جميعها تصل الى القمة (في العمر و الطول و العظمة) و لكن الكبير بالعمر و الطول اشارة لجسم الانسان (مادية الاتجاه) بينما العظمة (مجازية الاتجاه / اللامادية) و المادة تسبق دائما التجريد و المجاز في لغة و حياة الانسان اي ان المعنى الاصلي للكلمة كان حتما ماديا او بعبارة اخرى كان الكبر بالعمر و الطول قبل الكبر بالعظمة (المادة قبل الله).
نعم تشترك اللغات السامية في الثلاثي (كبر) و لكننا لانجد المعنى المجازي المقنع في العربية لذا علينا التوجه الى شقيقاتها السامية لنجد المعنى المقنع و الاكثر تطورا في الاثيوبية (كبر) الذي هو المجد و الهيبة و العظمة و كما يقول Arthur Jeffery فان هذا المعنى الاثيوبي شهد اوسع تطور له من بين اللغات السامية.
تخضع حركات الثلاثيات العربية (السامية) الى قاعدة الحركة الثابتة (فتحة) على الحرف الاول و الثالث دائما بينما تتقلب حركة الحرف الثاني بين الفتحة و الكسرة و الضمة. بما ان حركة الفعل (كبُر) في العربية هي الضمة على الحرف الثاني و هذا النوع من الافعال مثل (صغر و حسن) في الحقيقة نادر في العربية بالمقارنة مع اكثرية الافعال التي لها الفتحة مثل (كتَب) و تلك التي لها الكسرة مثل (شرٍب) فانها تشير الى عملية طويلة الامد بالمقارنة مع افعال الفتحة و الكسرة اي ان الكبر و الصغر و الحسن عملية طويلة بطيئة لذا فهي مادية في اصلها و هذا يثبت اسبقية الكبر بالعمر و الطول قبل العظمة ماديا و قواعديا.
www. Jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟