مفاهيم العدو المختلفة

جمشيد ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 17:34
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

مفاهيم العدو المختلفة
تعتبرالعداوة و العدوان او كره العدو رد فعل طبيعي لدى الاقوام البدائية اما سياسة التسامح و الغفران و غيرها كما نجدها في التوراة فهي ظواهر دينية حضارية اخلاقية جاءت لاحقا. يلعب العدو دورا بارزا و مركزيا في جميع اللغات و الثقافات و لكل لغة مفهوم خاص:

اتت الانجيلزية enemy من اللاتينية inimicus و يتبين هنا بان الفكرة ليست الا نفي الود not + amicus و ترجع الى amare الحب بينما فكرة العربية (عدو) هي التجاوز و الركض (العداء) او الهرب و السرقة (عُدى عليه) يعني سرقت ممتلكاته و الابعاد (عديت عني الهم) اي ابعدته و لكن المعنى الاصلي هو التحول و التنقل (رابعة العدوية) قارن (عدوى) نقل مرض من شخص الى اخر و (ماعدا فلان).

يعتبر العدو في معظم اللغات (عدو الحرب) و لكن لبعض اللغات مفاهيم اخرى مثل اليونانية polemio و اللاتينية hostis اي (الغريب) قارن الانجليزية hostility المعاداة و host و hospital اي ضيافة الغريب و الروسية vrag اي التعاسة قارن الاسكندنافية القديمة vargr اي الخارج عن القانون اي wolf الذئب. كلمة wolf هي من الانجليزية القديمة warg ذئب شرش كبير قارن الكردية (گورگ).

اما فكرة الانجليزية foe و الالمانية Feind اي العدو فتستند على الكره و هي عكس friend الصديق و هي نفس الفكرة التي تستند عليها السنسكريتية dvesin و الايرانية مثل الكردية (دوژمن) و الفارسية (دشمن) اي الذي يكره و لربما يقصد هنا كره الوحش او الشيطان (ديو).

نستطيع ان نلخص هنا بان فكرة العدو في اللغات الهندو الاوربية تتضمن انفعالات كثيرة مثل الكره و الغضب و الحسد و الخوف و عدم الثقة بينما الفكرة العربية هي حربية الاتجاه تتضمن التجاوز و التحول و السرقة و الغزو و الابعاد.
www.jamshid-ibrahim.net

#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل