جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 14:08
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
من البعيرية الى العربية 2
نظرة بسيطة على كلمة (بعير) و صياغتها على وزن (فعيل) تكشف بان هذا الاسم تطور من الصفة و لم يقتصر على (الجمل) حصرا كما بيننا في القسم الاول بل كان يطلق ايضا على الحيوانات التي لها خُفّ كالغنم و المعز و الثور البري (غير المدجن و الاليف) و الغزال و هي حيوانات لا تعيش في المحيط الصحراوي فلم يبق عند العرب غير الجمل لتسميته بالبعير و اذا تحول الحيوان الى لحم او حُلب فهو البعير و ليس الجمل.
(اذا بعرت امرأة) او (رمت بالبعرة) فهي (باعر) اي انها اكملت عدد الايام التي كانت عليها ان تنتظر بعد وفاة زوجها قبل ان تستطيع الزواج مرة ثانية اي ان (البعر) كان فترة او عدد الايام فكانت الارملة ترمي كل يوم ببعرة الى ان تصل الى آخر البعر. اذا (باعرت معزة او بعير حالبها) تعني لوثتها لذا البعر هو ايضا روث الحيوانات. (اهون عليّ من بعرة يرمي بها كلب) اي انه اخف عليّ من بعرة (خف) ترمى على كلب. يشير (كصاحب البعير) الى شخص يكشف عن نفسه و هذا يعني ايضا شكوكه تجاه شخص من عشيرته و يبدأ بجمع البعر لاكتشاف الحقيقة و يقول (سوف ارمي بعرتي على الذي اشك فيه) و هنا ينسحب شخص معين و يقول لا ترميها عليّ.
كانت كلمة (البعير) تطلق على كل انواع الابل مثل اطلاق كلمة انسان على جميع الناس بينما الجمل كان المقابل الذكري للناقة مثل الفتى و الفتاة و يقال ان تسميات الجمل و الناقة تطلق فقط عندما يصل الحيوان السنة السابعة من العمر و كانت تسمية البعيرتطلق احيانا على الجمل (المذكر) و الذي دخل عامه الخامس او التاسع رغم وجود عبارات مثل (شربت من لبن بعيري) او(حلبت بعيري). (ليلة البعير) هي تلك الليلة التي يشتري فيها محمد البعير و يقول المثل (ان هذا الداعر مازال ينحر الاباعر و ينثل المباعر) اي لم يتوقف هذا السيء عن ذبح البعير و تنظيف احشائها من الفضلات. لذا ليس من العجب ان يتشوش الجمع على العربية الى: بعار و بعران و ابعرة و اباعر و اباعير.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟