أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - «ن» وما أدراك ما جريمة تهجير المسيحيين














المزيد.....

«ن» وما أدراك ما جريمة تهجير المسيحيين


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4520 - 2014 / 7 / 22 - 00:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


«عقارات الدولة الإسلامية (ن)».
علامات وضعت على بيوت مواطنين عراقيين مسيحيين.
نعم مواطنون عراقيون أصلاء، هم أحبتنا المسيحيون. والمسيحيون العراقيون كما نعلم هم الأكثر مسالمة من غيرهم، وهم الأكثر مدنية، والأكثر وداعة، والأشد انتماءً للعراق، وهم أهله الأصليون، وهكذا هو الحال مع معظم أتباع الديانات من غير دين الأكثرية.
علامة (ن) التي وضعت على عقارات أحبتنا المسيحيين الموصليين، كم هي شبيهة بعلامة النجمة السداسية التي كان يضعها النازيون على بيوت اليهود في أربعينيات القرن الماضي.
ماذا يُراد للعراق؟ أيُراد له أن يُخلى من المسيحيين، من الصابئة، من الإيزيديين، من البهائيين، من اللادينيين، من الملحدين، من المسلمين غير المتدينين، من العلمانيين، كما أخلي من اليهود من قبل؟ أهذا الذي يراد للعراق؟
جريمة مستنكرة، مستقبحة، مستقذرة، سافلة، دنيئة، يرتكبها أولئك الذين انتُزِعت القلوب من صدورهم، وجُرِّدَت إنسانيتهم عنهم، فخيّروا أحبتنا مسيحيي الموصل بين أربعة خيارات:
1. اعتناق الإسلام إكراها.
2. دفع الجزية صَغارا.
3. ترك حبيبتهم الموصل جبرا.
4. حد السيف مصيرا.
حتى الآن هناك لامبالاةٌ حقيرة، لئيمة، أنانية، مخزية، من قبل المسؤولين. نعم، هناك ما شاء الله من بيانات استنكار، وكأن بيانات الاستنكار ستعوض ضحايا هذه الجريمة عن كل معاناتهم. ولو إن هناك في جانب آخر ثمة رعاية، لكنها متواضعة، هنا وهناك، وهي بكل تأكيد ليست بحجم المأساة، ولا بحجم إمكانات العراق. نعم، هناك في بعض المناطق احتضان إنساني من أصحاب الشيم والكرم والإحساس الإنساني والوطني من الأهالي. لكننا نريد حلا جذريا من قبل الحكومة العراقية، ومن قبل المجتمع الدولي، ومن قبل الأمم المتحدة، حلا يحفظ لهم كرامتهم، ويصون إنسانيتهم، ويُنهي معاناتهم.
إلى متى سنشهد تهجير المسيحيين من مناطقهم على يد قوى الإرهاب، وكذلك هو الأمر بالنسبة للصابئة والإيزيديين، وهكذا بالنسبة لتهجير الشيعة من المناطق ذات الأكثرية السنية، والسنة من المناطق ذات الأكثرية الشيعية؟ أقول هذا بقطع النظر عن حجم كل من هذه أو تلك الظاهرة. لكن كل هذا حصل في العراق (الجديد)، والكثير منه ما زال يحصل ويتكرر.
متى نرى من جديد تعايشا وتحابّا بين أبناء العراق، كما تعايشوا وتحابّوا على مدى تاريخهم؟
وهل سنشهد حقا نهاية لهذه «الدولة الإسلامية» (الداعشية)؟ أم هل هو القدر الذي سنعتاد أن نتجرع مرارته؟
هل سنرى بعد تشكيل الحكومة الجديدة، إرادة صادقة، وجدية كافية، في وضع الحلول لمشاكل الشعب العراقي، على الأقل للمشاكل المركزية والعاجلة، وفي مقدمتها مشكلة مسيحيي الموصل، وكذلك المهجرين من الشيعة والتركمان؟
أم سنبقى نسمع البيانات عن الإنجازات البطولية، إما الوهمية، وإما الحقيقية لكن المبالغ بها، أو الحقيقية الثانوية، وليست الأساسية والحاسمة، ولا التي هي في طريق الحسم على الأقل؟
أم سيبقى السياسيون في الأربع سنوات القادمة غارقين في طائفيتهم وتحاصصهم ومناكفاتهم؟
هل يمكن أن نحلم بأنهم سيأخذون العبر والدروس من تجربة ما يزيد على إحدى عشرة سنة، ويفاجئوننا بخطوات تصحيحية حقيقية؟ سنصفق عندئذ لهم، وسندعمهم، ونقول بارك الله فيكم. لكن الظاهر أننا سنبقى نتلقى خيبات الأمل والإحباطات، الواحدة تلو الأخرى.
أسنبقى نشهد سلطة شيعية غارقة في شيعيتها، مدعية التزامها بالمواطنة، ونشهد ثورة سنية، مفصحة عن سنيتها هنا، ومتخفية وراء عراقيتها هناك، ونشهد ونسمع دعوات انفصال كردية؟ أم سنكون أعقل ولو بقليل، وأكثر عراقية ولو بقليل، وأكثر حرصا على مصلحة العراق ولو بقليل؟
أسننقذ العراق من إخلائه من مسيحيينا، وصابئتنا، وإيزيديينا، وعقلائنا؟
أسنرى ومضة ضوء في آخر النفق؟
لا بد أن نبقى مصرين على مشروعنا في تحقيق عراق ديمقراطي فيدرالي موحد إنساني حداثوي، يحتضن التنوع بكل فسيفسائه الذي يزيده جمالا، مطلقا الطائفية، مودعا المحاصصة، مستأصلا الفساد، مساويا المرأة مئة بالمئة بالرجل، وغير المسلم مئة بالمئة بالمسلم. نريد تحقيق عراق، لا نسأل عندما ننتخب، وعندما نوالي ونؤيد، أو نعارض، عندما يجري تعيين وتنصيب المسؤولين والموظفين والإداريين، وعندما يجري ترشيح أحد لمهمة ومسؤولية ما، وكذلك عندما نتزوج، وعندما نصادق، لا نسأل عن دين المعني، ولا عن مذهبه، ولا عن قوميته، ولا عن عشيرته، ولا منطقته. نريده عراقا نتعايش فيه متحابّين، ونبنيه، ونطوره، ونأخذ به إلى مصافّ الدول المتقدمة، ونحقق فيه العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
لا بد أن نبقى مصرين على السير إلى تحقيق الحلم، مهما طال الزمن. فالمستقبل للخير، للإنسانية، للعقلانية، للعدل، للسلام.
21/07/2014



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس مما هو أسهل من حسم الرئاسات الثلاث
- المخالفات الدستورية لمجلس النواب
- كفاكِ أيتها القوى السياسية الثلاث لعبا بمصير الشعب العراقي
- مجلس النواب وجلسته الأولى المخيبة للآمال
- آليات حل الأزمة العراقية الراهنة
- العراق إلى أين؟
- مقالة في ال (شپيغل) الألمانية عن أردوغان «القسيس والسلطان»
- وفاز المالكي ولو كره الديمقراطيون
- تعديلان دستوري وقانوني لمعالجة مشاكل انتخابية 2/2
- تعديلان دستوري وقانوني لمعالجة مشاكل انتخابية 1/2
- ما يسجل على الدعوة إلى حكومة «الأغلبية السياسية»
- المفهوم الصحيح لمصطلح «الأغلبية السياسية»
- أسينقلب السحر على الساحر؟
- يا مراجع الدين دعوا السياسة نحن أهلها
- لمن لاءاتنا الانتخابية ومن هو البديل
- العلمانيون المترشحون على قائمة إسلاموية أو طائفية
- أثر اللامبالاة واليأس والانخداع في الانتخابات
- لا يُلدَغُ شعبٌ من جُحرٍ أَربَعَ مَرّات
- انتخاب الإسلامي من الكبائر وانتخاب العلماني من أعظم الطاعات
- تزكية السيستاني للمالكي تحسب لهما أم عليهما


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - «ن» وما أدراك ما جريمة تهجير المسيحيين