أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ما يسجل على الدعوة إلى حكومة «الأغلبية السياسية»














المزيد.....

ما يسجل على الدعوة إلى حكومة «الأغلبية السياسية»


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4451 - 2014 / 5 / 12 - 14:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما يسجل على الدعوة إلى حكومة «الأغلبية السياسية»
ضياء الشكرجي
[email protected]
www.nasmaa.org
تكملة لما كتبته في مقالتي (المفهوم الصحيح لمصطلح «الأغلبية السياسية»)، أريد أن أبين ما يُشكَل ويُسجَّل من ملاحظات وتحفظات على دعوة (الدولتقانونيين) بشكل خاص إلى حكومة الأغلبية السياسية.
أشرت إلى أن دعوتهم صحيحة ومحقة من الناحية الدستورية المجردة من الظروف التي يمر بها العراق، ونشوئية وبدائية وعدم استقرار الديمقراطية فيه، وفي ضوء المعمول به في الظروف الطبيعية عالميا في إطار التجارب الديمقراطية.
لكن «حكومة الأغلبية السياسية» تتطلب وجود حالة من «التعددية السياسية»، وهذه تتطلب توفر شرط لها، ألا هو وجود «أحزب سياسية»، وهذه يجب أن تقوم على «فكر سياسي»، أو «برنامج سياسي». سيقول لي البعض، أو لعله كثيرون، وهذا كله متوفر في العراق، لا أقل منذ 2005. فالتعددية السياسية موجودة، والأحزاب السياسية موجودة هي الأخرى. أقول صحيح وخطأ. الصحيح في ذلك هو ما نراه برؤية سطحية، والخطأ إننا أمام مشهد من أحزاب شيعية، وأحزاب سنية، وائتلافات انتخابية شيعية، وائتلافات انتخابية سنية، وكتل برلمانية شيعية، وكتل برلمانية سنية. ومثل ذلك يقال عن أحزاب كردية، وائتلافات كردية، وكتل برلمانية كردية. إذن هذه ليست كيانات سياسية قائمة بدرجة أساسية وعلى مستوى الأولوية على أساس رؤية سياسية، واتجاه سياسي، وفكر سياسي، وبرنامج سياسي، وإنما كل ذلك بدرجة ثانوية أو مابعدثانوية. فهي أحزاب مكونات في المقام الأول، أحزاب طوائف مذهبية، وأحزاب دينية، وأخرى قوميات.
لهذا السبب فالحزب ذو العدد الأكبر من المقاعد هو بالضرورة حزب المكون الأكبر، لاسيما وإن الناخب العراقي، عديم التجربة بالديمقراطية، قد صُوِّر له افتراءً عليه، أنه أمر طبيعي جدا، ودستوري جدا، وديمقراطي جدا، أن يوالي وينتخب شيعيا جدا، أو سنيا جدا، عربيا جدا، أو كرديا جدا، أو تركمانيا جدا.
نقول لهم تحولوا إلى أحزاب سياسية، فيها السني والشيعي، المسلم والمسيحي والصابئي والإيزيدي، الديني واللاديني، الإلهي والملحد، لكن تقوم على فكر سياسي، أو برنامج سياسي، له رؤية في الاقتصاد والتنمية والتخطيط والعدالة والخدمات. بعدها ارفعوا أصواتكم بمصطلحات ودعوات وصرخات «التعددية السياسية»، و«الأغلبية السياسية»، وإلى غير ذلك. عندها لا يهمنا أن يكون رئيس السلطة التنفيذية، أو أي من الرئاستين الأخريين، أو غيرهما، لواحد أو واحدة من المكون الأكبر عددا، أو الأصغر أو الأوسط. لأن انتخاب رئيس السلطة التنفيذية من أصغر مكون، أو من المكون الثاني أو الثالث، أو من خارج كل المكونات، ديمقراطيا، إنما جاء بإرادة الأكثرية، بما في ذلك الأكثرية بالمعنى المكوناتي، سواء الديني، أو المذهبي، أو القومي، عندما يتحول الانتماء الديني والمذهبي شأنا شخصيا، يحرم إقحامه في الشأن العام.
لا يمكن أن يكون للسني فرصة أن يكون رئيس وزراء العراق ديمقراطيا خلاف إرادة الأكثرية الشيعية، كما لا يمكن أن يكون للمسيحي فرصة أن يكون رئيس وزراء العراق ديمقراطيا خلاف إرادة الأكثرية المسلمة، وكما لا يمكن أن يكون للكردي فرصة أن يكون رئيس وزراء العراق ديمقراطيا خلاف إرادة الأكثرية العربية. لأننا لن نختاره عندئذ لشيعيته أو سنيته، لعربيته أو كرديته أو تركمانيته أو آشوريته، ولا لمسلميته أو مسيحيته أو صابئيته أو إيزيديته، وإنما لعراقيته، لوطنيته، لبرنامجه السياسي، لكفاءته وخبرته، لنزاهته وإخلاصه، لفكره السياسي. عندها لا يهمنا أصلا أن نعرف ما هي خلفيته المذهبية، أو الدينية، أو القومية، بل حتى ما إذا كان من أبوين من أصل عراقي، أو لم يكن كذلك. هذا كله لا علاقة له أبدا بعالم السياسة يا ناس.
لتوضيح ما أريد قوله أطرح بعض الأسئلة، وسأحصرها في إطار ثنائية الشيعة والسنة، وهذا تنطبق عليه بقية التقسيمات، القومية والدينية وغيرها.
بالله عليكم هل هناك تخطيط مدن شيعي، وآخر سني؟ هل هناك خدمات وبنى تحتية على الطريقة الشيعية، وأخرى على الطريقة السنية؟ هل هناك تبليط شوارع شيعي، وتبليط آخر سني؟ هل هناك مكافحة للأمية شيعية، وأخرى سنية؟ هل هناك عدالة اجتماعية شيعية، وأخرى سنية؟ هل هناك طريقة شيعية وأخرى سنية لرفع المستوى المعاشي للفقير؟ هل هناك كهرباء شيعي، وآخر سني، أو كهرباء عربي، وآخر كردي، أو كهرباء يصلي، أو كهرباء يشرب الخمر، وثالث يجمع بين الصلاة وشرب الخمر، ورابع لا يشرب الخمر ولا يصلي.
عيب، عيب والله عليكم، وخزي، أن تصطفوا شيعيا وسنيا، وتتنافسوا شيعيا وسنيا، وتأتلفوا شيعيا وسنيا، وتختلفوا شيعيا وسنيا، وتفكروا بقضايا السياسة والوطن والإنسان شيعيا وسنيا، وأن تتحزبوا شيعيا وسنيا. وفوق كل ذلك أن تخدعوا هذا الشعب المسكين أو الأكثرية البسيطة منه، بأن ما تفعلونه ما هو إلا الحالة الطبيعية، فتجعلوا الناخب ينتخب شيعيا وسنيا.
قلتها عشرات المرات، وسأبقى أقولها حتى يمل منها من يمل، أو يفهمها من يفهم، وربما يطبقها من يطبق يوما ما: كن عزيزي شيعيا، وكن سنيا، كن مسلما، أو غير مسلم، كن ملتزما دينيا، أو غير ملتزم، كن أيا من ذلك، أو مما سواه، في حياتك الشخصية، وانزع عنك في السياسة وفي قضايا الوطن الثوب الشيعي والثوب السني، وهكذا الثوب الديني، والقبلي وغيره.
عندها فقط سنعرف كيف نبني وطنا، عندها فقط سيكون استخدام «الأغلبية السياسية»، «الأحزاب السياسية»، «التعددية السياسية»، «العملية السياسية». استخداما صحيحا، وقبل أن يتحقق ذلك، يكون كل هذا هراءً ولغوا، أو زيفا ومخادعة، أو (قشمرة) ولعبا بالألفاظ، وتكون المصطلحات المذكورة خاوية من مضامينها الحقيقية، أو مُضمَّنة بمضامين صُنِعَت في «سوگ مْريدي».
11/05/2014



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفهوم الصحيح لمصطلح «الأغلبية السياسية»
- أسينقلب السحر على الساحر؟
- يا مراجع الدين دعوا السياسة نحن أهلها
- لمن لاءاتنا الانتخابية ومن هو البديل
- العلمانيون المترشحون على قائمة إسلاموية أو طائفية
- أثر اللامبالاة واليأس والانخداع في الانتخابات
- لا يُلدَغُ شعبٌ من جُحرٍ أَربَعَ مَرّات
- انتخاب الإسلامي من الكبائر وانتخاب العلماني من أعظم الطاعات
- تزكية السيستاني للمالكي تحسب لهما أم عليهما
- ما بين الشعور بالإحباط وتفاؤل الإرادة
- ثماني سنوات ولم يتعلم كيف يتكلم كرئيس وزراء
- الدروس من الأزمة السياسية التركية وقضايانا العراقية
- وستبقى الطائفية الورقة المهيمنة في الانتخابات
- مقتدى الصدر مختبر النفاق السياسي حسب الموقف من المالكي
- العظيم نيلسون مانديلا سيبقى اسمه في سماء الخلود
- إعلان الجمهورية الجعفرية
- ثلاث وقفات قصيرة مع رموز الشيعسلاموية العراقية
- أين سترسو سفينة مصر؟
- قبل عزت الشابندر وفرهاد الأتروشي انتقدت المرجعية منذ 2003
- مصر تؤسس لمدرسة لها خصوصيتها


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضياء الشكرجي - ما يسجل على الدعوة إلى حكومة «الأغلبية السياسية»