أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - وفاز المالكي ولو كره الديمقراطيون














المزيد.....

وفاز المالكي ولو كره الديمقراطيون


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 23:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



نعم، وفاز نوري المالكي رغما عنا نحن الديمقراطيين. فاز نوري المالكي رغما عنا نحن العلمانيين (المتسمَّين تقية بالمدنيين). فاز نوري المالكي رغما عنا نحن الليبراليين واليساريين. فاز نوري المالكي رغما عنا نحن المؤمنين بالمواطنة والدولة المدنية. فاز نوري المالكي رغما عنا نحن الرافضين لتسييس الدين. فاز نوري المالكي رغما عنا نحن المُدينين للطائفية السياسية. فاز نوري المالكي رغما عنا نحن المستنكرين لسرقة وهدر المال العام. فاز نوري المالكي رغما عنا نحن المعارضين للمحاصصة الطائفية والعرقية. فاز نوري المالكي رغما عنا نحن المطالبين بالسعي لتحقيق العدالة الاجتماعية، وتفعيل التنمية الاقتصادية.
وتقدم المالكي وقائمته «ائتلاف دولة القانون»، لصاحبها (الحزب القائد)، حزب الدعوة، تقدم ولو بنسبة ضئيلة حتى على ما كان عليه في انتخابات 2010. ففي تلك الانتخابات حصل على 89 مقعدا من مجموع 325، أي نسبة 27,38%، وفي هذه الانتخابات حصل على 92 أو 95 مقعدا من مجموع 238، أي نسبة 28 إلى 29%. بينما حصلت القائمة ذات المرتبة الثانية على 29 مقعدا، أي نسبة 8,84%.
إذن ما يقارب من 30% من عموم الناخبين، و46% من الناخبين الشيعة، أدلوا بأصواتهم لصالح الثالوث (نوري المالكي/حزب الدعوة/ائتلاف دولة القانون). وهذه نسبة تعد عالية جدا. وأما الذين انتخبوه من السنة ومن الكرد ومن العلمانيين لا يتعدون الصفر بالمئة إلا بكسور. فهو إذن رئيس وزراء أكثرية الشيعة بامتياز، وليس رئيس وزراء كل العراقيين.
ولكن مع كل اعتراضاتنا لا يسعنا إلا أن نقر بفوز المالكي، ونخضع لإرادة الناخبين، حتى لو لم يعجبنا خيارهم، وحتى لو كان جزء من أسباب الفوز يعود للتزوير، وحتى لو اعتقدنا أن الآليات الديمقراطية لم تفرز خيارا ديمقراطيا حقيقيا. إنه رغم كل شيء قد حقق الفوز، حيث نجح بتهييج العواطف الشيعية من جهة، كي يحصد قدرا كبيرا من أصوات الشيعة، كما نجح بتسخير أدوات وإمكانات الدولة، ونجح في مخالفة الدستور، ولعله نجح بتكملة ما حققه من نجاح بالتزوير، فهو بذلك أشطر الشاطرين، ولو كان ذلك رغما عن الديمقراطية والديمقراطيين. إذن لنسلم للأمر الواقع السيئ ونقبل بأن يشكل نوري المالكي الحكومة المقبلة، ويمضي في ولايته الثالثة، أحببنا أو لم نحب.
فنحن نعلم إن الديمقراطية لا يمكن أن تختزل بصناديق الاقتراع والأصابع البنفسجية، بل هذه آلية من آليات الديمقراطية، وهذا يؤكد ما كان يقوله قبل سقوط الطاغية القلة الضئيلة من الإسلاميين القابلين بالديمقراطية منذ بدايات التسعينات، أنهم لم يكونوا يقبلون بالديمقراطية كفلسفة للدولة، ولا حتى كنظام للحكم، بل كآليات للحكم وحسب. وتعلموا كيف يسخرون آليات الديمقراطية هذه في الحد والانتقاص من الديمقراطية نفسها، ويؤسسوا لمدرسة جديدة في السياسة، ألا هي الديمُكتاتورية، أي الديمقراطية المُدَكتَرة، أو الديكتاتورية المُدَمْقـْـرَطة.
لذلك لا بد أن نقبل بأن يكلف نوري كامل المالكي بتشكيل مجلس الوزراء، آملين ألا نضطر لنرفع في انتخابات 2022 شعار «لا للولاية الخامسة للمالكي»، أو لا للمالكي المستنسخ، وفقا لنظرية عباس البياتي في الاستنساخ المالكي.
طبعا لا نستطيع أن نجزم أن المالكي هو الذي سيشكل الحكومة، وسيحقق حلمه في الولاية الثالثة، الممهدة للرابعة، حتى العاشرة، فيكون قد حكم أكثر من نوري السعيد. كما إننا لا نستطيع أن نجزم بنفي ذلك. الحالة الطبيعية أن يكلف رئيس أكبر الكتل البرلمانية، وهو من غير منافس نورينا المالكي هذا الذي تمنينا نحن الديمقراطيين العلمانيين ألا يتحقق له ذلك، ولست بصدد تمنيات خصومه الآخرين، الذين ينطلقون من منطلقات أخرى في معارضته، غير منطلقاتنا الديمقراطية المدنية المواطنوية.
الحالة الطبيعية إذن أن يشكل نوري كامل حكومته المالكية الدولتقانونية الدعووية، بلا لف ولا دوران، ولا التفاف على الدستور، كما التف هو بعد انتخابات 2010 بمهارة على الدستور دستوريا، وسخر المحكمة الاتحادية لتكون طوع عمليته الالتفافية.
أثبتت الانتخابات إن الزمان ليس زماننا نحن الديمقراطيين، إذن لندع من هم الزمان زمانهم، حتى يحل زماننا، عندما يلتحق مجتمعنا بأكثريته بروح العصر وثقافة الحداثة، بعيدا عن الإصرار على القبوع في ظلمات السجون الطائفية والعرقية والعشائرية والمناطقية والأسرية.
هذا لا ينبغي أن يفهم على أنه دعوة لإعلان خسارتنا النهائية، بل لا بد من أن نبقى مصرين، ونقبل بخسارتنا، حتى لو كانت خسارة بعد خسارة، لأن المستقبل لنا، ولا يجوز الانتظار حتى يحين ذلك المستقبل، بل علينا أن نعاند على صناعة المستقبل، خطوة بعد خطوة، ونؤمن بنهجنا الديمقراطي المدني العلماني الحداثوي، وندعو له، حتى لو شمت بخسائرنا الشامتون، لأن قضيتنا المتسمة بالعقلانية والإنسانية تستحق أن نتحلى بشجاعة استقبال الخسائر بأريحية وروح رياضية وديمقراطية، فالمستقبل – حسبما تؤكد لنا حتمية التاريخ – لنا، وللديمقراطية، وللدولة المدنية، ولمبدأ المواطنة، وللحداثة ، مهما طال الطريق، ومهما تعاقبت ولايات المالكي، ثالثة بعد ثانية، ورابعة بعد ثالثة، وعاشرة بعد تاسعة، ومهما توالت خسائرنا.
إذن علينا أن نعمل لمشروعنا الديمقراطي الوطني بكل جدية وإصرار، وكأنه سيتحقق في الدورة الانتخابية القادمة عام 2018، وأن نتحلى بطول النفس، وكأن مشروعنا لن يتحقق إلا في انتخابات 2054. والعاقبة للديمقراطيين.



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديلان دستوري وقانوني لمعالجة مشاكل انتخابية 2/2
- تعديلان دستوري وقانوني لمعالجة مشاكل انتخابية 1/2
- ما يسجل على الدعوة إلى حكومة «الأغلبية السياسية»
- المفهوم الصحيح لمصطلح «الأغلبية السياسية»
- أسينقلب السحر على الساحر؟
- يا مراجع الدين دعوا السياسة نحن أهلها
- لمن لاءاتنا الانتخابية ومن هو البديل
- العلمانيون المترشحون على قائمة إسلاموية أو طائفية
- أثر اللامبالاة واليأس والانخداع في الانتخابات
- لا يُلدَغُ شعبٌ من جُحرٍ أَربَعَ مَرّات
- انتخاب الإسلامي من الكبائر وانتخاب العلماني من أعظم الطاعات
- تزكية السيستاني للمالكي تحسب لهما أم عليهما
- ما بين الشعور بالإحباط وتفاؤل الإرادة
- ثماني سنوات ولم يتعلم كيف يتكلم كرئيس وزراء
- الدروس من الأزمة السياسية التركية وقضايانا العراقية
- وستبقى الطائفية الورقة المهيمنة في الانتخابات
- مقتدى الصدر مختبر النفاق السياسي حسب الموقف من المالكي
- العظيم نيلسون مانديلا سيبقى اسمه في سماء الخلود
- إعلان الجمهورية الجعفرية
- ثلاث وقفات قصيرة مع رموز الشيعسلاموية العراقية


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - وفاز المالكي ولو كره الديمقراطيون