صحافة النظام . . في حرب الصحراء ريادة أم تريُّد ؟؟

ماءالعينين سيدي بويه

الحوار المتمدن-العدد: 4456 - 2014 / 5 / 17 - 09:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

صحافة النظام ،نوع من الصحافة الكيميائية والزئبقية التي تخترق وتوجد في كل شيئ ، تجلس في المقاهي ترافق "الشيوخ ولمقدمين ورجال المخابرات " وأيضا هي لسان رضى جهاز الدولة المتحكم -وليس الشكلي حال حكومة بنكيران-على اتباعه أو مناهضيه .
فقبل شهر وأثناء صدور تقرير المبعوث الأممي حول الصحراء الغربية نفثت جريدة هيسبريس الإلكترونية خبرا مفاده"أن المخابرات تموه الرأي العام عبر الإعلام الرسمي وتوابعه الالكترونية بشأن قضية الصحراء ، خاصة أن كل تقرير سنوي تحقق الجبهة الصحراوية ونصيرتها الجزائر نصرا ديبلوماسيا على المغرب وأخرها حرب حقوق الإنسان".
وبتاريخ 15 ماي 2014 نشرت جريدة هيسبريس الالكترونية ، الواسعة القراءة ، خبرا أو قصاصة صحفية بعنوان "غضب "شباب التغيير" بتندوف يطال حمدي" ، للوهلة الأولى تظن أن غضب هؤلاء طال "حمدي ولد الرشيد" عمدة مدينة العيون و شقيق رئيس الكوركاس "خليهن ولد الرشيد" ، في حين أن حمدي المقصودة بعد قراءة القصاصة المقصود بها زوجة رئيس جبهة البوليساريو "خديجة حمدي" .
هنا السؤال ؟ لماذا هذا الإيقاع أو الإيماء أو المكر الصحفي ؟ فهل هي رسالة مزدوجة إلى الحمديين ، على اعتبار إنتماؤهما القبلي المشترك ، وعلى خلفية أن قبيلتيهما هما رأسي فتيلة الصراع في القضية .هنا في المغرب أولاد الرشيد وهناك في تيندوف الجزائر عبد المركاشي وزوجه حمدي .
طبيعا أن الصحيفة ستنتصر لأولاد الرشيد ، ولكن لماذا هذه الرسالة المبطنة ؟؟ هل لأن جريدة هيسبريس لسان صحافة النظام ، وخديمة المخابرات في تضليل الرأي العام ؟؟ للجواب على ذلك لابد من إستدعاء بقية مضمون خبرية القصاصة (وفق بيان الحركة ) :
- إعلان حركة شباب التغيير بمخيمات تندوف إنشاءها جناحا عسكريا.
- غضبهم على خديجة حمدي بسبب تبذيرها الاموال والمساعدات المقدمة من طرف المنظمات الانسانية على ابطال افلام الخلاعة الجنسية ...
- استضافة مخرج اسباني "خافيير بارديم" معروف بمثليته الجنسية .
وطبيعا أيضا أن الصيحفة قد واكبت القناة الجهوية "العيون" الحكومية ،في حملتها الإعلامية للتعريف بحركة شباب التغيير من مخيمات تندوف ، عبر نشر أشرطة فيديو(لم يتم التحقق من صحتها ) ، يظهر فيها شباب يقرؤون بيانات من قلب تلك المخيمات ،بيانات تراوحت بين الشجب والتنديد .إلا أن المستجد في البيان الجديد هو إنشاء تلك الحركة لجناح عسكري .
بينما بقية تنديدات الحركة هي نسخ متشابة ومتناقضة مع المطلب الأول المتمثل في إنشاء جناح عسكري ، وقد يكون تشابهها في بيانات سبق ان نشرتها جمعيات و أحزاب في ذات الجريدة تندد باستضافة الدولة لمهرجانات سينمائية ثقيلة التكلفة أو لمهرجانات ك "موازين" الذي نفسه نددت به الحكومة الحالية عندما كانت في المعارضة اما اليوم وهي في موقع الحكومة فقد دعمته(عبر أسوأ عملية دعم تجلت في : الاقتطاع من اجور الاساتذة المضربين. رفع الاعفاء الضريبي عن السيارت القديمة .الزيادة في اسعار المواد الاساسية . رفع ثمن المحروقا ) وباركته .

و بالعودة الى أشرطة فيديو(أسلوب نجحت فيه الجماعات الارهابية الانتحارية والتكفيرية) تلك الحركة ، فقد مرت أشهر على تكرار قناة العيون وجريدة هسبريس الالكترونية لأشرطتهم وبياناتهم ، دون أن نسمع ردا وحيدا من جبهة البوليساريو أو إعلام الجزائر على صحتها أو كذبها.

ثم أن هناك حقيقة وهي تناقض الصور التي سبق أن عرضتها الهيئات الحقوقية أو القنوات الجزائرية أو الغربية زارت تلك المخيمات ، مع المشاهد الموجودة في الأشرطة فهل هي مفبركة ومصورة في مناطق شرقية داخل التراب المغربي ،في ظل تشابه الغطاء الجغرافي بين الجانبين .ثم أن الشباب الملثم يظهر بأثواب أقرب الى الزي الموريتاني وحتى لكنته في الحسانية ،ولا يجب أن ننسى التعداد الهائل لصفقة عائدي " أكجيجمات " الذين جاوؤا من موريتان(وليسوا صحراوي القضية) وما أن نالوا الامتيازات والمساكن حتى ابتاعوها بثمن بخس ورجعوا من حيث أتوا .وليس مستبعدا أن يكون بعضهم في الأشرطة خاصة أنهم رهنوا القضية بالإسترزاق بواسطة لكنتهم الحسانية المختلفة بعض الشيئ. عن حسانية صحراويي الصحراء الغربية.
إن مثل هذه البيانات والأشرطة وهذه الحركات ،التى لم نسمع الجزيرة أو العربية ،الخبيرتين في تفكيك مفاصل الدول العربية ، قد تحدث عنها تبقى في حيز خدمة النظام ، والحرب الحرة التي أهم صفاتها الكذب والتزوير والتمويه .ولكن و إن كانت مشروعة إلا أنها ليست الطريقة المثلى التي ستمنع بها دولة المغرب فرض مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية .وهو اخر مسمار تخشى الدولة أن يدق في نعشها.

#ماءالعينين_سيدي_بويه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل