أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ماءالعينين سيدي بويه - المشاوشة الإنتخابية...















المزيد.....

المشاوشة الإنتخابية...


ماءالعينين سيدي بويه

الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 17:57
المحور: مقابلات و حوارات
    



بتحول عنوان برنامج "مباشرة معكم" الى "موعد مع الانتخابات" الذي تقدمه القناة الثانية، قصد مواكبة النقاشات المرتبطة باستحقاق الخامس والعشرين من نونبر، وعلى غرار الحلقات السابقة وما حملت من نقاشات حول قطاع السكن والتربية والتكوين ومحاربة الفقر والهشاشة والحضور الشبابي...فقد تناولت حلقة يوم 9.11.2011 البرنامج الانتخابي لاربعة احزاب سياسية واخر الترتيبات لخوض العملية الانتخابية .
بدأ البرنامج بممثل عن حزب الاستقلال (نزار بركة)، ثم التحق به تاليا ممثل عن حزب العدالة والتنمية (سعد الدين العثماني)، وبعدهما جاء ممثل عن حزب الاتحاد الاشتراكي(فتح الله ولعلو) ،وفي المرتبة الأخيرة دخل ممثل حزب التراكتور الأصالة والمعاصرة(حكيم بنشماس).
اولا ، من حيث الجانب التقني فيحسب لمعد البرنامج و مخرجه اجتهادهما في اضفاء مسحة فنية على برنامج غالبا مايثير في شقه السياسي ضجر المشاهدين ،وذلك في اشتغالهم الجدي على ساحة المحاورة ،المقدم والضيف الاول ثم بعد وقت الثاني فالثالث فالرابع.ثم احترام المحاصصة المخصصة للأسئلة حتى نفهم بشكل اوضح كلام الممثلين الحزبيين بعيدا عن المهاترات الجوفاء.
ثانيا ، تمت مغزى من ترتيب دخول الممثلين الحزبيين ،فهل كان بريئا أم لا..؟؟ فلو تذكرنا نتائج انتخابات 2007، الاستقلال اولا ،العدالة ثانيا ،والاتحاد الاشتراكي خامسا (ثالثا في البرنامج) ثم اخيرا الوافد الجديد الاصالة والمعاصرة الذي لم يكن له وجود حينها ،بل كان معجزة في اكتساح الانتخابات الجماعية والبلدية والتوشيح برئاسة الغرفة الثانية.
سيتبين ان هذا الترتيب هو اما احترام للشرعية التاريخية ،الأحزاب الوطنية .واما لنتائج انتخابات 2007 بحصول العدالة والتنمية على المرتبة الثانية لولا تدخل وزارة الداخلية التي اتهمها الحزب بتزوير النتائج.واما تنبؤ بزوالها ومواصلة حزب الاصالة والمعاصرة تحقيق المعجزة ورئاسة الحكومة المقبلة .إذن فالترتيب ليس بريئا على الاطلاق.
ثالثا ، بدخول بنشماس ممثل حزب الاصالة والمعاصرة الى رقعة المشاوشة ،حدث بعض السجال والتشويش طبعا كعادته في جل النقاشات ،ما بعث نفس جديد في البرنامج لأن روح المحاور السياسي على ابواب الانتخابات يسكنها الطائر الفينيقي الذي ينبعث من رماده ،فتتجدد الوعود والبرامج والغنائم الكبرى لذلك يزيد من مكره وطموحه.و تتميز لغته بالفورة والجعجة فان تكون وزيرا امنية اي مناضل حزبي ولكن شرط ان يحصل حزبك على مقاعد برلمانية مهمة .
ومازاد رقعة المشاوشة اثارة ،الضربات المتبادلة بين بنشماس و فتح الله .فبعد ان استهدف الاول الشرعية التاريخية للاحزاب الوطنية ،قام الثاني بخبرته السياسية ودربته في المجال بنسف خصومه بلباقة عندما نادى بانه حتى تكون لدينا انتخابات مرحلة حقيقية مسايرة للمتغيرات (الدستور الجديد_الممنوح حسب المعارضين_والثورات العربية...)ومن اجل استعادة الثقة في الاحزاب من قبل الشعب ،لابد من ثلاث استقلاليات:
الأولي هي عن مركز القرار والدوائر العليا ،في اشارة واضحة لحزب الاصالة والمعاصرة.
الثانية الاستقلالية عن احتكار اي مشروعية دينية او مقدسة فكلنا مغاربة ،والكلام موجه لحزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الاسلامية.
ثالثا الاستقلالية عن النفوذ والجاه والمال والقبيلة ،وهذه جمعت حزب الاستقلال والاصالة والمعاصرة.
وأثناء هذه المشاوشة السياسية التى ابان فيها المحاورين الانتخابيين عن براعة في السجال والكلام .تدخل الامين العام السابق للعدالة والتنمية لمطالبة وزارة الداخلية بالتوقف عن ممارستها في تضييق الخناق على مترشحي حزبه كما فعلت في الانتخابات السالفة ضدا على شعبية حزبه المتزايدة .كأنما يريد القول بان حزبهم قادم الي الساحة الدولية بعد الحزب الاسلامي التركي والنهضة التونسي فلم يبقى الا المغربي ؟؟فماذا لو ترأس الحكومة القادمة؟؟
الملاحظ على هذه المشاوشة انها كانت بعيدة كليا عن تقنيات الحوار المتعارف عليها (الحوار – النقد – التعقل) وهي آليات لا يستغني عنها التفكير. فلا المقدم برع في استخدامها ولا المتحاورين قدموا لنا حقيقة يمكنها أن تشفع لهم في خوض الانتخابات المقبلة.
لأن الحوار في العرف السقراطي يقتضي التوليد ،بمعنى توليد نفوس الرجال واستخلاص الأفكار من القول والحق من الصدور، بواسطة الجدل الذي قد يصير تهكما ،اذا قام المحاور بطرح معنى ينفي المعنى الأول ويناقضه 1. او قد يكون توليدا ،و الذي يسميه الدكتور "طه عبد الرحمان" بسؤال الفحص ،و هو أن يختبر السائل دعوى محاوره بأن يلقي عليه أسئلة تضطره الى أجوبة تؤول في الغالب إلى إبطال دعواه2 .
و لأن الحوار كذلك فن طرح السؤال وتوليد الحقيقة . وهو ما عجز عنه المقدم والممثلين الحزبيين في تبليغه للمحاور الغائب و الحاضر ،الشعب-المشاهدين . فلا بد من احترام رهانه الذي يروم تحقيق التفاهم والوفاق بين الاطراف ،والتحرر من الأوهام والظنون بفضل استخدام آلية النقد . إذ يتجاوز النقد حدود العقل الذي يقصد الى بلوغ الحقيقة الى مجال الفعل لبيان ما يجب أن يكون عليه السلوك الانساني أخلاقيا3 .
و لإبراز ذلك بخصوص الحوار و النقد ، لنا في كلام ايريك فايل و ايمانويل كانط ما يفيد. يقول ايريك.ف ...إن الحوار هو الذي يحرر الانسان من فرديته ،وهو الذي يهديه الى ذاته والى الفضيلة والخير ...ومنذ اللحظة التي يكون فيها عاقلا فهو ليس الا عضوا في المجموعة ،مواطنا ، أي فاضلا4 .ما يعني على المستوى الانثروبولوجي قدرة الحوار على تحرير الانسان من فرديته ، وعلى المستوى الابيستيمي دور الحوار في معرفة الذات لذاتها. أما على المستوى القيمي/الاكسيولوجي دوره في تحصيل الخير والفضيلة5 .
اما بخصوص النقد فيرى كانط ان من يريد حل جميع المشكلات و الاجابة عن جميع الاسئلة ،انما يفرط في التبجح ويشتط في الادعاء الى درجة يكف معها ان يكون موضع ثقة6 . ما يدل على ان النقد يعترض أولا، على كل فكر وثوقي/دوغمائي. وثانيا هو قدرة على التمييز بين اسئلة ممكنة واجابات ممكنة واسئلة واجابات غير ممكنة .ثم ثالثا هو رسم لحدود العقل الممكنة وغير الممكنة .واخيرا هو موقف .وذلك ما عجز عن بلوغه ممثلي الاحزاب ، في توضيح برامجهم الحزبية للشعب المغربي.
إنتهت المشاوشة* أو المعابزة ،دون ضرب ولا لكم بين الحزبيين رغم عدم خلوها من عنف و إن كان رمزيا لم ينجم عنه سقوط أو خروج أي من ممثلي الأحزاب من لبدة الثور أو مائدة البرنامج. وإنتهت رغم الجدل الحانق احيانا بين يمين-محافظ السياسة(حزب الاستقلال)، ويسار-يمين السياسة(الاتحاد الاشتراكي)، وبين وسط-معارض-اسلامي(العدالة والتنمية).ثم بين في الحكومة و معارض لها في آن (الأصالة والمعاصرة).
من اتون هذا الإختلاف(الدور السياسي والعقيدة السياسية) ،كان من الصعب الحفاظ على معنى الجدل المرتبط بالمشاكل القابلة للإختلاف،الانتخابات, التعليم ,السكن ,الصحة ,قواعد الترشح ,البرنامج الحزبي...وغياب نقاش معقول يعتمد حرية التفكير ودينامية المواقف واحترام الآخر(العدالة والتنمية وشنأنها مع الأصالة والمعاصرة )، بل يجانب احيانا مبدأ الإقصاء واحتكار الحقيقة او الشرعية ويجعل من المغالطة ذريعته لقلوب الناخبين.


1- الموسوعة الفلسفية.تأليف د عبد المنعم الحنفي.دار المعارف.ص245
2- د طه عبد الرحمان .الحق العربي في الاختلاف ص13 .
3- مراد بن قاسم .المهارة المنهجية في درس الفلسفة .ص41.مكتبة قرطاج للنشر.
4- اريك فايل .من كتاب منطق الفلسفة .
5- ايمانويل كانط .نقد العقل المحض. ترجمة موسى وهبة .ص249مركز الانماء القومي.
6- مراد بن قاسم .ص135.136.137.142.
*المشاوشة أو "المعابزة" رياضة شعبية متداولة بين الصناع التقليدين بالمغرب قديما .ليس فيه ضرب ولا لكم ،ولكنها لاتخلو من
عنف.تمارس بين اثنين ويحضرها جمهور ،يضع كل متباري يديه على كتفي الاخر او يدا على الكتف و يدا على الخصر،وفي حركات راقصة يتناوبان على رمي رجل بين فخذي بعضهما .( وتسمى لدى قبائل الجنوب من بني حسان ب أردوخ).



#ماءالعينين_سيدي_بويه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقصلة الشعوب العربية :..ليسقط النظام ..و للديكتاتور مفاجأة ع ...
- الليل و الإنسان العربي...
- حين لا يفهم الشعب السياسة..؟
- السلطة العربية والشرعية المفتقدة (عرض ونقد لنظرة ليبرالية
- التيه أعجوبة الروائي عبد الرحمان منيف
- سقوط الديكتاتور العربي
- مراكش مدينة التاريخ القديم والفكر العقلاني و الصوفي...
- نحو اعادة توحيد الوعي الاسلامي: قراءة في أعمال محمد اركون
- الزمن العربي الموحش.. لحظة الكتابة؟؟؟
- في الحب والسياسة؟؟
- عبد الرحمان منيف في صحراء الجزيرة العربية
- لا أعرف الشخصَ الغريبَ
- أحداث مخيم العيون،أفاضت كأس علاقات المغرب مع جاريه.. الجزائر ...
- السياسة الواقعية في نهاية التاريخ


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - ماءالعينين سيدي بويه - المشاوشة الإنتخابية...