أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ثقافة القتل دفاعا عن الشرف














المزيد.....

بدون مؤاخذة- ثقافة القتل دفاعا عن الشرف


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 13:33
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- ثقافة القتل دفاعا عن الشرف
تزهق أرواح نساء كثيرات كلّ عام في مختلف أرجاء المعمورة لأسباب ثقافية لا علاقة للحروب والنزاعات المسلحة بها. واذا كانت بعض النساء تقتل عند شعوب أخرى لأسباب جنسية كأن يجد رجل زوجته أوعشيقته في علاقة حميمية مع رجل آخر فإن دافع "تملك" الرجل للمرأة قد يكون الدافع وراء مثل هذه الجريمة، أو قد يكون واقعا تحت تأثير المخدرات.
وما يهمنا نحن هو القتل بذريعة ما يسمى "الدفاع عن الشرف"، فمن أين جاءتنا هذه العادة الجريمة التي تضعنا أمام تساؤلات كثيرة وكبيرة منها:
هل الشرف صفة للنساء فقط؟ وإذا ما افترضنا وجود علاقة جنسية "غير مشروعة" بين رجل وامرأة فهل يمسّ شرف الرجل كما يمسّ شرف المرأة؟ ولماذا توقع العقوبة على المرأة فقط؟ ولماذا يتم التستر على الرجال خصوصا الذين يمارسون سفاح القربى مع محرمات مثل البنت أو بنت الأخ أو بنت الأخت، مع أن غالبية المرتكبين لهذه الجرائم يكونون رجالا بالغين ويمارسون فعلتهم مع بنات أطفال؟ بل لماذا يتم قتل البنات عندما يجري استغلالهن جنسيا من قبل محرمين كالأب أو الأخ أو العم أو الخال...الخ؟
وكم عدد النساء اللواتي قتلن ظلما وجورا لمجرد اشاعات كاذبة اختلقها رجال منحرفون؟ وكم عدد العذارى اللواتي قتلن وأثبت الطب الشرعي أنهن عذراوات؟ وهل الدين الاسلامي- وهو دين الغالبية في مجتمعاتنا- يبيح القتل في مثل هكذا حالات؟
وما هو مفهوم الشرف؟
فهل اللصوص وتجار المخدرات ومتعاطوها والجواسيس والخائنون... وغيرهم شرفاء؟
في ثقافتنا الشعبية مقولة تقول: بأن الأرض والعرض – بكسر العين وتسكين الراء – لا يفرط بهما وأن الرجل يقدم روحه رخيصة دفاعا عنهما؟ لكننا فرطنا بالأرض وهربنا بالعرض ليجري انتهاكه على أيدي من لجأنا اليهم لحمايته، لنقع في المحظور الشعبي القائل "بأن من لا أرض له لا عرض له."

من المحزن أن يتمحور شرف الرجل العربي في بضعة سنتيمترات ما بين فخذي المرأة، ومن المحزن أكثر هو ارتكاب جريمة القتل تحت اسم "الشرف" وتحت اسم "محو العار"، فهل القتل يجلب الشرف ويمحو العار؟
ان القتل يشكل فضيحة كبرى ليس على مرتكب الجريمة فقط، وانما على شعبه وأمته، فوسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة في مختلف أرجاء المعمورة وفي مختلف اللغات تنشر عن الجريمة وأسبابها وبالأسماء، في حين لو تمّ التستر على الموضوع لبقي سرّا محصورا في بضعة أشخاص، ولو علم مرتكبو جرائم القتل هذه أنهم يكتبون عارهم بالدّم لما لجأوا لمثل هذه الجرائم، ومن المعروف أيضا أن مرتكبي جرائم القتل هذه قد يدخلون السجن لسنوات طويلة قد تأخذ عمرهم بكامله، ليصبح القاتل قتيلا ايضا وراء القضبان.
ومن الجهل السائد أن بعض الفئات الاجتماعية تعطي القتل بعدا دينيا؛ فيحللون ما حرّم الله وهم لا يعلمون، لأن الدين الاسلامي وضع عقوبة الجلد للزاني الأعزب، ووضع شروطا تعجيزية لاثبات عملية الزنا، وهي وجود أربعة شهود عدول رأوا العملية الجنسية كاملة دون شبهات، وإذا ما كانوا أقل من أربعة فإنهم يجلدون لطعنهم بالمحصنين والمحصنات، وعليه فإن الضمّ والتقبيل والمفاخذة والمداعبة لا تصل الى درجة الزنا- ولا يفهم من هذا أنها محللة ومسموح بها- أما الذي أباح الاسلام قتله فهو الثيب الزاني، والذي يقتله هو الحاكم المسلم الذي يحكم بشرع الله وليس أي شخص آخر، لأن الاسلام رسخ دولة القانون الشرعي، وهو الذي احترم حياة الإنسان، حتى ان الرسول صلوات الله وسلامه عليه اعتبر أن هدم الكعبة حجرا حجرا أهون من قتل إنسان، وحتى الزوجين اللذين يضبط أحدهما الآخر متلبسا "بالزنا" فإنه تجري بينهما الملاعنة ويفرق بينهما.
يبقى أن نقول أن ثقافة القتل في هذا المجال إرث جاهلي ابتدعه المجتمع الذكوري، وأن الدين الاسلامي يحرم هذه الجريمة، مع التأكيد أنه لم يفرق بين الرجل والمرأة في العقوبة وفي التعامل مع هذه القضية. مع التأكيد أن القتل لم يكن ولن يكون يوما مقياسا للرجولة والمروءة والشهامة، بل أثبتت الدراسات أن القتلة جبناء، ويعانون من عقدة النقص.
فهل تتجند وسائل الاعلام والمثقفون ورجال الدين لاعادة تثقيف عامة الناس حول هذا الموضوع؟ وهل توضع قوانين رادعة للقتلة؟
7- ايار- 2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة-ثقافة الطّوشة
- بدون مؤاخذة-ثقافة الموت
- بدون مؤاخذة-ثقافة الطبيخ
- بدون مؤاخذة-ثقافة المفرقعات
- بدون مؤاخذة- ثقافة الحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة الأبوية
- بدون مؤاخذة- ثقافة المحسوبيات
- بدون مؤاخذة- ثقافة القبيلة
- رانية حاتم تعزف همس الحياة
- بدون مؤاخذة- ثقافة التحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة وعبادة العجل
- بدون مؤاخذة-الثقافة والعفاريت
- مجموعة -أشياء برسم الأكل- في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة-المصالحة تعزيز للموقف الفلسطيني
- بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية بين الوهم والحقيقة
- بدون مؤاخذة-ثقافة المطالعة
- بدون مؤاخذة-الثقافة وتكريم المبدعين
- بدون مؤاخذة - الثقافة ونشر الكتب
- الصمت البليغ في اليوم السابع
- الثقافة والذاكرة المفقودة


المزيد.....




- السعودية.. فيديو أول ما فعله حميدان التركي بعد وصوله المملكة ...
- -البروتوكول- بلقاء محمد بن زايد وبوتين يثير تفاعلا
- السعودية.. فيديو وافد يضرب آخر وما عثر بحوزته يثير تفاعلا وا ...
- مصر.. فيديو يحرّض على -الفسق والفجور- يثير تفاعلا والداخلية ...
- هولندا تستبعد الاعتراف بدولة فلسطينية في الوقت الراهن
- ألمانيا.. القبض على 5 أشخاص بتهمة تهريب مهاجرين سوريين
- فرنسا ترحّب بقرار لبنان -الشجاع والتاريخي- نزع سلاح حزب الله ...
- صرخة زامير.. لماذا يرفض رئيس الأركان الإسرائيلي احتلال غزة؟ ...
- ترامب يضاعف مكافأة القبض على مادورو.. وفنزويلا تندد
- المجلس الأمني الإسرائيلي المصغر يوافق على احتلال غزة


المزيد.....

- الصورة النمطية لخصائص العنف في الشخصية العراقية: دراسة تتبعي ... / فارس كمال نظمي
- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ثقافة القتل دفاعا عن الشرف