أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رانية حاتم تعزف همس الحياة














المزيد.....

رانية حاتم تعزف همس الحياة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 20:03
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت
رانية حاتم تعزف همس الحياة
في باكورة اصداراتها"همسات وترية"الصادر قبل اسابيع قليلة عن دار الجندي للنشر والتوزيع في القدس، تعزف الكاتبة المقدسية رانية حاتم على وتر الحياة، فهي كما بقية البشر تفرح وتحزن، وتحب وتكره، وترضى وتغضب... الخ، والضدّية في كتاباتها تعطيها تنوعا وبعدا جماليا يستحق الوقوف عنده. وهي لم تصنّف نصوصها تحت صنف أدبي معين، بل تركت للقارئ حرية التعامل مع هذه النصوص، وبعض نصوصها يقترب من قصيدة النثر، فالموسيقى والايقاع فيه واضحان، وبعضها يقترب من القصّ الوجيز، لكن الخاطرة هي السائدة في هذه النصوص، وهذا النوع من الكتابات لجأ اليه كثيرون من الكتاب الشباب، وكأنّي بهم يرسخون كتابة جديدة أو يثورون على السائد من الكتابة دون أن يتعمدوا ذلك، والقارئ لهذه النصوص سيجد أن الكاتبة تعج بدواخلها بما يؤرقها، فتبوح به لتريح نفسها، وهذا يدلّل على أن الكتابة عندها لحظة شعور دافق مجللة بعاطفة صادقة.
لذا وجدنا تنوّع المواضيع التي طرقتها في كتابها هذا، فهي تتراوح بين الرثاء، الغزل، الخوف، الحزن، الحنين، الهجاء، الغيرة، الهمّ الوطني، الشهداء، الأسرى، حبّ القدس بشكل خاص والوطن بشكل عام، الأمومة، الانتماء القومي، وكاتبتنا التي تثبت لنا بقصد أو بدونه لم تنس بنات جنسها، فهي تكتب كأنثى تعيش في مجتمع ذكوري يسلب المرأة الكثير من حقوقها، وهذا لا يعني أنها ذات موقف معادٍ للنصف الثاني من المجتمع، بل هي تطالب بحقوقها وحقوق بنات جنسها.
وهي تحب الأطفال، وتدافع عن أمومتها، وحبها لأطفالها امتد ليشمل الأطفال جميعهم:
" جلست القرفصاء في زاوية البيت أناجي كل شيء تبعثر من أمامي
حتى أسمع صدى نداء أطفال يستنجدون يستغيثون
فأذرف دمعتي وأصرخ بصوت الملهوف
هذا صوت أطفالي"ص79.
وهي تتعاطف مع الأطفال المحرومين، وتبشرهم بمستقبل جميل:
"عذرا يا فلذة كبدي
يا خوفي من زمن ألصقنا بالقسوة وباتت قلوبنا صوان
ستغدو رجلا فمن عمق المعاناة يولد الأبطال" ص59
ورانية حاتم التي تعيش في جبل الزيتون وتطل على القدس القديمة بمساجدها وكنائسها، مسكونة بحب مدينتها، لذا فهي ترى الطبيعة تغار من جمال القدس:
"بربكم من منكم يعرف كيف تكون القدس بالغروب
حينما تقع الشمس خلف الأقصى تتوارى
وبهوى القدس تذوب"
وكاتبتنا التي تعيش مأساة شعبها ووطنها لا تنسى مآسي أمتها في الوطن الكبير فتقول:
" أسألتم الأندلس ما بال ملامحها؟
وبغداد من بالدّم أغرقها؟
والشام متى سيرحل الموت عنها؟
وهي لا تنسى أيضا تعاطفها مع فئات المسحوقين من أبناء شعبها، فقد وصفت تلك الفلاحة بائعة الزعتر التي طاردها المحتلون ومنعوها من بيع زعترها وأجادت الوصف:

إن وجدت عجوزا بثوب مطرز تبيع الزعتر الأخضر
تقتحمها بارودة العسكر..........
.....................
تتحسّر ....تتكدّر
تلعن الصمت وترحل
وتردد هنا فلسطين
هل هناك من يتذكر"ص29.
واذا كانت كاتبتنا تبحث عن معتصم جديد، فانها تريد الرجل الذي يحمي الديار، ويدافع عن الحمى ففي مقطوعتها الغنائية ص32 تقول:"
أنت تقيم دولتك على حدودي
وأرضي مغتصبة
حرّرني من قيودي
ومن ثمّ اصرخ:
"جودي عليّ بالعشق جودي".
وكاتبتنا لو راجعت نصوصها وتمعنت فيها، لكان بامكانها أن تكون قصائد نثرية متكاملة، خصوصا وأنها تأتي بصور وتشبيهات جميلة، وتحرص على الموسيقى والايقاع فيها.وحبّذا لو انها ابتعدت قليلا عن السجع المتصنع.



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- ثقافة التحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة وعبادة العجل
- بدون مؤاخذة-الثقافة والعفاريت
- مجموعة -أشياء برسم الأكل- في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة-المصالحة تعزيز للموقف الفلسطيني
- بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية بين الوهم والحقيقة
- بدون مؤاخذة-ثقافة المطالعة
- بدون مؤاخذة-الثقافة وتكريم المبدعين
- بدون مؤاخذة - الثقافة ونشر الكتب
- الصمت البليغ في اليوم السابع
- الثقافة والذاكرة المفقودة
- بدون مؤاخذة- ثقافة الخوف من النجاح
- بدون مؤاخذة- الفوقية في الثقافة
- بدون مؤاخذة- الثقافة من دمار الى خراب
- بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية وكبار السّن-1-
- بدون مؤاخذة-سيتم تمديد فترة المفاوضات
- رواية-السّلك- لعصمت منصور في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- التقسيم الزماني للأقصى
- بدون مؤاخذة-اسرائيل غير مؤهلة للسلام
- ديوان نقش الريح في اليوم السابع


المزيد.....




- سينمائيون إسبان يوقعون بيانًا لدعم فلسطين ويتظاهرون تنديدا ب ...
- وفاة الفنانة التركية غُللو بعد سقوطها من شرفة منزلها
- ديمة قندلفت تتألق بالقفطان الجزائري في مهرجان عنابة السينمائ ...
- خطيب جمعة طهران: مستوى التمثيل الإيراني العالمي يتحسن
- أعداء الظاهر وشركاء الخفاء.. حكاية تحالفات الشركات العالمية ...
- طريق الحرير.. القصة الكاملة لأروع فصل في تاريخ الثقافة العال ...
- جواد غلوم: ابنة أوروك
- مظاهرة بإقليم الباسك شمالي إسبانيا تزامنا مع عرض فيلم -صوت ه ...
- ابتكار غير مسبوق في عالم الفن.. قناع يرمّم اللوحات المتضررة ...
- طبيبة تمنح مسنة لحظة حنين بنغمةٍ عربية، فهل تُكمل الموسيقى م ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رانية حاتم تعزف همس الحياة