أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ثقافة التحريم














المزيد.....

بدون مؤاخذة- ثقافة التحريم


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 00:22
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة- ثقافة التحريم
ومن الأمور التي لم تعد عجيبة في عصر هزائمنا هذا أن تجد بين ظهرانينا من يحرّمون صنوف الابداع، ويحاربونها، فهم يحرّمون القصّ والرواية والفن التشكيليّ والنحت، والموروث الشعبيّ وغيرها، ولولا أن الرسول استمع للشعراء لحرّموا الشعر، مع أنهم يحرمون شعر الغزل، ولم ينتبهوا الى قصيدة كعب بن زهير التي مدح فيها خاتم النبيين، مع أنّه افتتحها بالغزل:
بانَتْ سُعادُ فَقَلْبي اليَوْمَ مَتْبولُ مُتَيَّمٌ إثْرَها لم يُفْدَ مَكْبولُ
وأنه واصل الغزل والتشبيب في أكثر من ثلثي القصيدة الى أن وصل مديح الرسول بقوله:
أُنْبِئْتُ أنَّ رَسُولَ اللهِ أَوْعَدَني والعَفْوُ عَنْدَ رَسُولِ اللهِ مَأْمُولُ
فطرب عليه الصلاة والسلام للقصيدة وخلع بردته"عباءته"على الشاعر.
ومع ذلك فقد وجدنا من يهاجم الشاعر الكوني الراحل محمود درويش، بل ويكفره.
تماما مثلما لم تنتبه حركة طالبان الى أن الخلفاء المسلمين لم يدمّروا حضارات الشعوب التي سبقت الاسلام، فأبقو على تماثيل ونقوش الفراعنة في مصر، وتماثيل بوذا وغيره في بلاد الأفغان وغيرها من البلدان، فقامت طالبان بتدمير تماثيل بوذا لتقف في مواجهة مع العالم. فهل طالبان تفهم الاسلام أكثر من سابقيها من المسلمين؟
ويتساءل البعض عن سبب مواكبة الفن التشكيلي في بلاد العربان التطور الذي وصل اليه الفن نفسه في بلدان أخرى زاد فيها ثمن بعض اللوحات على مئة مليون دولار. ويتناسون وجود أشخاص بين ظهرانينا وحتى يومنا هذا يحرّمون الفنون التشكيلية، وما تحطيم المسلمين الأوائل للأصنام إلا تحطيم للآلهة الوثنية، فهل هناك خوف في أيامنا هذه أن يعود من بين المسلمين من يعبد الأصنام؟
ولم ينتبه محرّمو الفن القصصي أن في القرآن الكريم قصصا، ولم ينتبهوا أن حكايات الف ليلة وليلة كتبت في العصر العباسي، وجميعها حكايات جنسية خرافية، فلماذا لم يمنعها الخلفاء المسلمون. ولماذا لم يمنعوا السير الشعبية الأخرى كسيرة بني هلال و"سيرة معن بن زائدة" وسيرة"الزير سالم" وسيرة عنترة بن شداد" وغيرها؟
وخضوعا لثقافة التحريم فان بعض مؤرخي الثقافة عند العربان، أرجعوا أن الفن الروائي والقصصي في بلاد العربان بدأ مع بدايات القرن العشرين، عندما نقله بعض الدارسين في أوروبا عن الآداب الأوروبية. ولم يكلفوا أنفسهم عن البحث عن أصوله العربية، أو أنهم لم يربطوا ابتعاد المبدعين عن كتابة هذه الفنون لوجود مفتيي التحريم في عصور مختلفة.
واذا كان هناك من يحرّم الابداع دينيا لجهله بالدين، فان هناك -ومع الأسف- من يحرم الابداع عند البعض من منطلقات طبقية وعائلية، لأنه يعتقد أن الابداع حكر على عائلات وفئات معينة، توارثت شهرتها أبا عن جدّ من تذيلها للأنظمة الحاكمة بما فيها أنظمة احتلالية غريبة.
وأصحاب فتاوي التحريم المنغلقون في تفكيرهم، بل ولا يعرفون أمور دينهم الصحيح، تجاوزوا حدود تحريم الفنون الابداعية الى تحريم الخروج على الحاكم الظالم، كما شاهدنا على شاشات التلفزة من حرّموا الخروج على الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك.
وعندنا هناك من يعتبر نشر وفضح الفساد المستشري في بعض مؤسساتنا، ومنها مؤسسات ثقافية بأنه تشهير وغيبة ونميمة، وكأن فضح الفساد رذيلة، واستمراريته فضيلة. والحديث يطول.
28-4-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- الثقافة وعبادة العجل
- بدون مؤاخذة-الثقافة والعفاريت
- مجموعة -أشياء برسم الأكل- في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة-المصالحة تعزيز للموقف الفلسطيني
- بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية بين الوهم والحقيقة
- بدون مؤاخذة-ثقافة المطالعة
- بدون مؤاخذة-الثقافة وتكريم المبدعين
- بدون مؤاخذة - الثقافة ونشر الكتب
- الصمت البليغ في اليوم السابع
- الثقافة والذاكرة المفقودة
- بدون مؤاخذة- ثقافة الخوف من النجاح
- بدون مؤاخذة- الفوقية في الثقافة
- بدون مؤاخذة- الثقافة من دمار الى خراب
- بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية وكبار السّن-1-
- بدون مؤاخذة-سيتم تمديد فترة المفاوضات
- رواية-السّلك- لعصمت منصور في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- التقسيم الزماني للأقصى
- بدون مؤاخذة-اسرائيل غير مؤهلة للسلام
- ديوان نقش الريح في اليوم السابع
- مجموعة -أشياء برسم الأكل-لأحمد القزلي


المزيد.....




- أسطورة السينما الفرنسية بريجيت باردو ستدفن على شاطئ البحر في ...
- أحدثت بجمالها ثورة جنسية في عالم السينما.. وفاة بريجيت باردو ...
- عودة هيفاء وهبي للغناء في مصر بحكم قضائي.. والفنانة اللبناني ...
- الأمثال الشعبية بميزان العصر: لماذا تَخلُد -حكمة الأجداد- وت ...
- بريجيت باردو .. فرنسا تفقد أيقونة سينمائية متفردة رغم الجدل ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو، فماذا نعرف عنها؟ ...
- الجزيرة 360 تفوز بجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير بمهرجان في الس ...
- التعليم فوق الجميع.. خط الدفاع في مواجهة النزاعات وأزمة التم ...
- -ناشئة الشوق- للشاعر فتح الله.. كلاسيكية الإيقاع وحداثة التع ...
- وفاة أيقونة السينما الفرنسية بريجيت باردو عن 91 عاما


المزيد.....

- دراسة تفكيك العوالم الدرامية في ثلاثية نواف يونس / السيد حافظ
- مراجعات (الحياة الساكنة المحتضرة في أعمال لورانس داريل: تساؤ ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ليلة الخميس. مسرحية. السيد حافظ / السيد حافظ
- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ثقافة التحريم