أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ثقافة القبيلة














المزيد.....

بدون مؤاخذة- ثقافة القبيلة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- ثقافة القبيلة
وامعانا في التربية العشائرية والقبلية التي تطمس الفرد لصالح العشيرة والقبيلة، بل تجيّر انجازاتها ان كانت لها انجازات لشيخ القبيلة، فانه لا قيمة للفرد إلا بمقدار ولائه لشيخ القبيلة الملهم و"المعصوم عن الخطأ" والعياذ بالله، ويكفي الأفراد أن ينالوا "شرف الانتماء" للقبيلة والولاء لشيخها، وهذا ليس تراثا أصيلا في ثقافتنا العربية، بل هو دخيل وافراز لمراحل الاستبداد التي مرّت بها الأمّة، ومثال على ذلك في زمن جاهلية ما قبل الاسلام، عنترة بن شداد العبسي، فقد عومل كما العبيد لأنه كان أسود البشرة كلون والدته الأمة السوداء، ولم يشفع له أن والده سيّد القبيلة، وعندما أثبت نفسه بفروسيته وبطولاته الخارقة، أقرّوا بسيادته، وفي زمن الاسلام قال الرسول صلى الله عليه وسلم:" لا فضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى" أي بما يفعل، وليس بنسبه وحسبه، وجاء في القرآن الكريم" ومن يعمل مثقال ذرّة خيرا يره، ومن يعمل مثقال ذرّة شرّا يره" وهذا يعني أن المرء مقرون بعمله، يثاب أو يعاقب عليه، ولا شفاعة لآبائه وأجداده له، ولاحقا كان زياد بن أبيه أحد قادة الجيوش الاسلامية، مع أنه ابن امرأة بدون زواج، أي مجهول النسب، ولم يعبه ذلك. وقصة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب عندما اقتصّ من ابن عمرو بن العاص واليه على مصر لمّا لطم أحد الأقباط لأنه تقدم عليه في سباق للخيول، واشتكاه لعمر قصة معروفة، حيث أحضر عمر اللاطم وقال للملطوم:"اضرب ابن الأكرمين" قصة معروفة ومدونة في أمّهات الكتب.
أمّا في عصرنا هذا فنحن في جاهليّة لم تشهدها العصور التي سادت فيها الأمّة، فعدنا الى عقلية قبلية عمياء لم تورثنا سوى الهزائم، ولم يعد للابداع الفرديّ فيها قيمة، ولنأخذ بعض الأمثلة، ففي أواخر سبعينات القرن الماضي، وعند تأسيس روابط القرى، في محاولة من الاحتلال لخلق قيادات بديلة في الأراضي المحتلة، لم يتورع قائد هذه الروابط من أن يهاجم القائد الفلسطيني البارز أمير الشهداء خليل الوزير"أبو جهاد" من على شاشة التلفزة بتساؤله الوقح:" من هو ابن الحمّمجي هذا؟" وفي ذلك اشارة الى أن عائلة الوزير كانت تملك حمّاما تراثيا في مدينة الّلد التي شرّدوا منها عام النكبة.
وذات يوم تفاخر أحد الصحفيين الذي رتب له أحد القادة العرب لقاء مع الرئيس الأمريكي رونالد ريغان، فتجاهل الصحفي دور القائد العربي وقال في لقاء خاص:" لم يستطع ريغان أن يضع اسمي على قائمة الانتظار كبقية الصحفيين، ووافق على لقائي فور رؤيته لاسمي؛ لأنه يعلم أن اسم عائلتي يشرفه ويشرف عائلته"!
وذات العقلية هي التي أفرزت قرارات بضرورة تسليم أبناء عائلات بعينها مناصب رفيعة ذات مداخيل عالية كي يبقوا في مدينتهم، وكأن الصمود في أرض الوطن يحتاج الى رشوة، وامعانا في ترسيخ الثقافة العائلية والعشائرية، فإن الصدق ومصداقية الفرد يغيّبان، فذات يوم وبينما كان أحد المبدعين يدلي بشهادته عن تجربته الابداعية، وتطرّق الى أنه ولد من أبوين أمّيين، فما كان من أحدهم إلا أن عقب على ذلك فورا وبصوت مسموع قائلا:"مسكين"! وكأن أمّيّة والديه عيب يلحق به، وبذلك فهو يستحق الشفقة!
وإيغالا في ثقافة ترسيخ العائلية والعشائرية فإن مناصب رفيعة يتقلدها أشخاص أولى مؤهلاتهم أنّهم ينحدرون من عائلات اكتسبت شهرة في غفلة من التاريخ، سواء بابداعات ايجابية من فرد أو أكثر في مرحلة ما، أو بتذيّل مهين لمن سيطروا على البلاد من أغراب محتلين. أمّا من تعلموا وأبدعوا وناضلوا وضحوا ويتحلون بكفاءات ذاتية عالية، فلا أحد يلتفت اليهم. وكان الله في عون شعوبنا.
29-4-2014



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رانية حاتم تعزف همس الحياة
- بدون مؤاخذة- ثقافة التحريم
- بدون مؤاخذة- الثقافة وعبادة العجل
- بدون مؤاخذة-الثقافة والعفاريت
- مجموعة -أشياء برسم الأكل- في ندوة مقدسية
- بدون مؤاخذة-المصالحة تعزيز للموقف الفلسطيني
- بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية بين الوهم والحقيقة
- بدون مؤاخذة-ثقافة المطالعة
- بدون مؤاخذة-الثقافة وتكريم المبدعين
- بدون مؤاخذة - الثقافة ونشر الكتب
- الصمت البليغ في اليوم السابع
- الثقافة والذاكرة المفقودة
- بدون مؤاخذة- ثقافة الخوف من النجاح
- بدون مؤاخذة- الفوقية في الثقافة
- بدون مؤاخذة- الثقافة من دمار الى خراب
- بدون مؤاخذة- مؤسساتنا الثقافية وكبار السّن-1-
- بدون مؤاخذة-سيتم تمديد فترة المفاوضات
- رواية-السّلك- لعصمت منصور في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- التقسيم الزماني للأقصى
- بدون مؤاخذة-اسرائيل غير مؤهلة للسلام


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- ثقافة القبيلة